لم تتأثر بالتوترات في باب المندب.. تتقلب الأحداث وتبقى قناة السويس بوابة العبور بين الشرق والغرب

السبت، 23 ديسمبر 2023 08:00 م
لم تتأثر بالتوترات في باب المندب.. تتقلب الأحداث وتبقى قناة السويس بوابة العبور بين الشرق والغرب
إيمان محجوب

- رئيس هيئة قناة السويس: الملاحة في القناة لم تتأثر بالتوترات في باب المندب.. وعدد السفن الذي يمر يوميا يصل إلى 77 سفينة

- خبراء: بدائل القناة باهظة التكاليف وزيادة 15 يوم في وقت الملاحة بين موانيء الابحار والوصول

ستظل قناة السويس هي الطريق والبحر الذي يربط شرق العالم بغربة، بسبب موقعها الجغرافي الفريد، رغم محاولات الكثيرين السيطرة علي طرق الملاحة في العالم منذ معركة «ديو» البحرية أيام المماليك وحتي توقف قناة السويس عن الملاحة وقت إحتلال إسرائيل لسيناء، ثم فتحها مرة أخرى أمام الملاحة البحرية بعد انتصارات اكتوبر المجيدة، واخيرا التوترات في باب المندب بسبب الحرب الاسرائيلية علي غزة وتهديدات انصار الله الحوثيين للسفن العابرة خاصة المتجهه إلي اسرائيل.

لكن التاريخ والجغرافيا اثبتوا أن قناة السويس أهم قناة ملاحية عالمية وهي بوابة العالم القديم والحديث والتي تربط أسيا وافريقيا بأوربا، حيث تعاظم دورها بعد تطور و تنامي النقل البحري والتجارة العالمية؛ فيتم نقل ما يزيد عن 80% من حجم التجارة العالم​​ية عبر الطرق والقنوات البحرية وعلي رأسهم قناة السويس.

كما توفر قناة السويس الوقت والمسافة، وبالتالي وفر فى تكاليف تشغيل السفن العابرة لها، بسبب موقعها الجغرافي الذي يجعلها أقصر طريق بين الشرق والغرب بالمقارنة مع رأس الرجاء الصالح، فعبور السفن عن طريق القناة يحقق وفورات في المسافة بين موانئ الشمال والجنوب من القناة، الأمر الذي يترجم كوفر في الوقت واستهلاك الوقود وتكاليف تشغيل السفن.

وكشف الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، علي أن الهيئة تتابع التوترات الجارية في البحر الأحمر عن كثب، وتدرس مدى تأثيرها على حركة الملاحة بالقناة، في ظل إعلان بعض الخطوط الملاحية عن تحويل رحلاتها بشكل مؤقت إلى طريق رأس الرجاء الصالح، لافتاً إلى أنه "جرى تحويل 55 سفينة للعبور عبر طريق رأس الرجاء الصالح، خلال الفترة من 19 نوفمبر الماضي، وحتى 19 ديسمبر، وهي نسبة ضئيلة مقارنة بعبور 2128 سفينة خلال تلك الفترة".

وأوضح الفريق أسامة ربيع أن قناة السويس تشهد، يوميا يتم عبور من (77 -80) سفينة بإجمالي حمولات صافية تزيد عن 4 مليون طن، من بينها بعض السفن التابعة لخطوط ملاحية أعلنت تحويل رحلاتها مؤقتا عن قناة السويس، حيث عبرت ضمن قافلة الجنوب كل من السفينة MAERSK SAIGON، والسفينة CMA CGM CHRISTOPHE COLOMB، والسفينة MSC FABIENNE، على ضوء تواجد هذه السفن في منطقة البحر الأحمر، قبل الإعلان عن توجه هذه الخطوط الملاحية لتحويل رحلاتها إلى طريق رأس الرجاء الصالح».

وشدد رئيس الهيئة على أن «قناة السويس ستظل الطريق الأسرع والأقصر، حيث تصل معدلات توفير الوقت للرحلات المتجهة عبر قناة السويس بين قارتي آسيا وأوروبا، من 9 أيام إلى أسبوعين، وفقا لمينائي القيام والوصولوظهرت أهمية قناة السويس للعالم وقت جنوح السفينة العملاقة« ايفريجفين»، بعد توقف الملاحة فيها 6 أيام، حيث صعدت أسعار النفط العالمية بنسبة 3.45% خلال فترة وجيزة من تعطل حركة الملاحة في قناة السويس، بحسب وكالة بلومبرج.

وأكد محي السايح عميد كلية النقل البحري في تصريحات صحفية، أن قناة السويس كممر ملاحي هيّ همزة الوصل بين مراكز الإنتاج ومراكز الاستهلاك. على مستوى العالم، مشيراً إلى أن قناة السويس توفر بين 8 إلى 11 يوما أمام السفن المارة من الشرق الأقصى إلى أوروبا، بالمقارنة بما ستسغرقه إذا ما أخذت الخط الملاحي التقليدي المار بطريق رأس الرجاء الصالح، موضحاً أن نحو 10% من حجم التجارة العالمية و22% من بضائع العالم التي يتم توزيعها في أوروبا وأمريكا يتم نقلها عبر قناة السويس، كما أن 40% من بضائع العالم من حيث الحجم والوزن تمر من القناة بشكل عام.

وشدد عميد كلية النقل البحري على أن القيادة السياسية في مصر عظّمت من مكانة قناة السويس، عندما افتتحت قناة السويس الجديدة عام 2015، حيث ساهم ذلك في تقليص فترة العبور نحو 11 ساعة، مما كان له الأثر الإيجابي الكبير على الناقلين كخطوط ملاحية وأصحاب بضائع تمر عبر القناة.

كما كشفت بيانات جهاز الإحصاء في وقت سابق، عن تسجيل إجمالي عدد السفن العابرة لقناة السويس نحو 176.6 ألف سفينة خلال 10 سنوات، في الفترة من 2010 وحتى 2020، وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

جديرا بالذكر أن قناة السويس هي ممر مائي اصطناعي ازدواجي المرور في مصر، يبلغ طولها 193.3 كم وتصل بين البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، وتنقسم طولياً إلى قسمين شمال وجنوب البحيرات المرّة، وعرضياً إلى ممرين منفصلين في أغلب أجزائها لتسمح بعبور السفن في اتجاهين في نفس الوقت بين كل من أوروبا وآسيا، وتعتبر أسرع ممر بحري بين القارتين وتوفر نحو 15 يوماً في المتوسط من وقت الرحلة عبر طريق رأس الرجاء الصالح.

ومن مميزات قناة السويس اتها أطول قناة ملاحية في العالم، كما أن نسبة الحوادث فيها نادرة بمقارنتها بالقنوات الأخرى، وتتم حركة الملاحة فيها ليلاً و نهاراً، وهيّ مهيأة لعمليات التوسيع والتعميق كلما لزم الأمر لمجابهة ما يحدث من تطوير في أحجام وحمولات السفن.

كما تتميز قناة السويس بأنها مزودة بنظام إدارة حركة السفن (في تي إم أس)، وهو نظام قائم على استخدام أحدث شبكات الرادار والكمبيوتر، ليكشف ويتابع حركة السفن على طول القناة، ويتيح بذلك إمكانية التدخل في أوقات الطوارئ، بالإضافة إلى استيعاب القناة عبور السفن بحمولة مخففة، لحاملات النفط الخام الكبيرة جداً، وكل السفن الفارغة مهما كانت حمولتها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة