محمد سلماوي: الانتخابات الرئاسية دليل على الممارسة الديمقراطية والالتزام الدستوري

قال الكاتب الصحفي، محمد سلماوي، إن اليوم تعلن نتائج الانتخابات الرئاسية التي اكتملت منذ أيام، وبصرف النظر عن النتيجة فإن الانتخابات نفسها كانت حدثا مهما يستوجب أن نتوقف عنده لإبداء بعض الملاحظات. 

 

وعدد سلماوي، ملاحظاته في مقال صحفي نشرته بوابة الأهرام الإلكترونية، اليوم الأربعاء، قائلاً: إن الملاحظة الأولى هي أن الانتخابات جرت بالفعل وكان يمكن تأجيلها بحجة الأزمة المتفاقمة في غزة والتهديد الذي يواجه مصر على حدودها الشرقية، لكن عقد الانتخابات يؤكد الحرص على الممارسة الديمقراطية، والالتزام بالاستحقاقات الدستورية. 

 

وأضاف أن الملاحظة الثانية هي الإقبال الكبير على لجان التصويت والذي يؤكد حرص الشعب المصري على المشاركة في صياغة مستقبل البلاد كما يؤكد اقتناعه بأن صوته سيسهم في تحديد ذلك المستقبل.

 

وتابع سلماوي، أنه لا شك في أن تجربة الحوار الوطني كان لها تأثير في ذلك، حيث وجد الشعب أن ما تم إبداؤه من آراء خلال جلسات الحوار أخذ مأخذ الجد وتمت الاستجابة للكثير منه، وانتهت الفترة التي كانت آراء المواطنين فيها لا قيمة لها عند السلطات الحاكمة.

 

واستطرد: أما الملاحظة الثالثة فتتعلق بتلك اليقظة السياسية الخاصة بالحرب الدائرة على حدودنا وإدراك الناخب للأخطار التي تتهدد البلاد، وللموقف الذي اتخذته القيادة السياسية بالرفض القاطع منذ اللحظة الأولى للحرب الوحشية التي تشنها إسرائيل ورفض التهجير القسري للفلسطينيين المخالف للقوانين الدولية، وهكذا أصبحت المشاركة في الانتخابات بمثابة التصويت على حماية الأمن القومي المصري.

 

وأردف أن الملاحظة الرابعة هي الالتزام بالقانون الذى شهدناه أثناء العملية الانتخابية والذى قد يعتبره البعض أمرا مسلما به في أي عملية انتخابية، لكنه لم يكن كذلك عندنا، حيث كانت القاعدة في عهود سابقة هي الانتهاكات التي تحدث في كثير من اللجان والتي كانت تتم في بعض الأحيان بأسلوب البلطجة والخروج على القانون، وكثيرا ما كان يقع لها ضحايا وكانت تقدم فيها الشكاوى والطعون أو يتم اللجوء للقضاء، لكننا هذه المرة لم نشهد مثل هذه الممارسات الممجوجة، ومرت فترة تلقى لجنة الانتخابات للطعون دون أن تتلقى طعنا واحدا من أي من المرشحين، إن هذه الملاحظات تصب كلها في صالح الوعى العام لجماهير الناخبين المصريين الذين يصطفون دائما في لحظات التحديات الكبرى في وقفة وطنية قوية تؤكد أصالة هذا الشعب ونضجه وسلامة بصيرته.