آخرهم المصور الصحفي سامر أبو دقة.. قائمة الشهداء في المجال الإعلامي في غزة (فيديو)

السبت، 16 ديسمبر 2023 01:37 م
آخرهم المصور الصحفي سامر أبو دقة.. قائمة الشهداء في المجال الإعلامي في غزة (فيديو)
أمل عبد المنعم

المئات من أهالي غزة شيعوا جثمان المصور الفلسطيني سامر أبودقة، الذي استشهد، أمس الجمعة، في قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي بطائرات مسيرة لمدرسة تؤوي نازحين في خان يونس، جنوب قطاع غزة، بعدما تركته قوات الاحتلال ينزف لأكثر من 5 ساعات، فيما روى الصحفي وائل الدحدوح، الذي أصيب في القصف تفاصيل استهدافه وزميله الشهيد.

استشهاد سامر أبودقة

وأكدت مصادر طبية فلسطينية، إن "أبو دقة" المصور بقناة الجزيرة استشهد، فيما أصيب مراسل القناة ومدير مكتبها في قطاع غزة الصحفي وائل الدحدوح، في يده وكتفه أثناء تغطية الأوضاع في "فرحانة"، مدرسة خان يونس الثانوية للبنات، بعد تعرضها لقصف إسرائيلي سابق لواقعة استشهاد "أبودقة"، وكانا يرتديان الخوذة والدرع الواقي الذي يشير إلى أنهما صحفيان.

وأوضحت المصادر الطبية أن 3 من أطقم الإنقاذ استشهدوا، بالإضافة لعدد من المواطنين، فيما أصيب عدد من الطواقم الطبية في القصف الإسرائيلي، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وائل الدحدوح وسامر أبو دقة

 

كما تم نقل "الدحدوح" لمستشفى ناصر الطبي، في خان يونس، حيث وصفت حالته بالطفيفة إلى متوسطة، بينما لم تتمكن الطواقم الطبية ومركبات الإسعاف من الوصول إلى الصحفي المصاب أبودقة، في ظل اشتداد قصف مدفعية الاحتلال على المدرسة ومحيطها، وانقطاع الاتصالات، الذي ترك لينزف لأكثر من 5 ساعات، ليجري نقل جثمان "أبو دقة"، إلى مستشفى ناصر الطبي.

 

وتابع مدير مكتب الجزيرة، تفاصيل إصابته واستشهاد زميله سامر، بعدما تلقى الإسعافات وعلاجه من الإصابات التي لحقت به قائلاً: "دخلنا راجلين لمنطقة تم استهدفها في خان يونس، بسبب عدم قدرة السيارة على الدخول بسبب حجم الدمار الذي لحق بالمنطقة".

سامر أبو دقة والدحدوح

وأردف"الدحدوح": "أثناء قيامنا بعملنا الصحفي وتصوير ما لحق بالمنطقة من دمار، جرى استهدافنا خلال مرافقة سيارة إسعاف كان لديها تنسيق لإجلاء عائلة محاصرة، فوجئنا بقصف جوي صاروخي وإطلاق نار كثيف، لأسقط وأنا لا أشعر بنفسي، ولكني علمت أن هناك صاروخ آخر قادم، فتحاملت على نفسي وقمت حتى ابتعد عن المكان قبل قدوم الصاروخ الثاني، فقمت بطريقة غير متزنة، وجاهدت حتى ابتعدت مئات الأمتار عن مكان القصف.

وتابع:"ووجدت اثنين من عناصر الدفاع المدني، وحاولت النداء عليهما لإنقاذي، إلا أنهما لم يتمكنا من سماعي بسبب انشغالهما بإنقاذ آخرين، فواصلت السير حتى وصلت إليهم، وجرى إسعافي، وحاولت العودة لمكان سامر، الذي سمعته يصرخ أثناء القصف، فأخبرت المسعفين، إلا أن قوات الاحتلال أطلقت النار على سيارات الإسعاف التي حاولت الوصول إليه".

 

شهداء الصحافة الفلسطينيين

و بعد استشهاد المصور الصحفي سامر أبو دقة يرتفع عدد شهداء الصحافة الفلسطينيين، منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر الماضي، إلى أكثر من 75 صحفيًا، بينهم 9 صحفيات، وفقا لنقابة الصحفيين الفلسطينيين.

 

ما هو تعليق نقابة الصحفيين الفلسطينية؟

وعلى لسان ناصر أبو بكر، نقيب الصحفيين الفلسطينيين، أكدت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، على مطالبها لكافة المؤسسات الدولية الإعلامية والحقوقية لمواصلة الملاحقة لجيش وحكومة الاحتلال الإسرائيلي وصولا لوقف مجازرها بحق الصحفيين الفلسطينيين، ومحاسبتهم على هذه الجرائم.

سامر ابو دقة ونقابة الصحفيين الفلسطينية

وأوضح بيان صادر عن لجنة الحريات في النقابة، أن جيش الاحتلال قتل أكثر من 75 زميلا وزميلة من الصحفيين، والعاملين في قطاع الإعلام الفلسطيني، بالاستهداف المباشر، آخرهم الزميل سامر أبودقة، إما في أماكن عملهم، أو في مكاتبهم، أو في منازلهم، بالإضافة إلى العشرات من أسر وأهالي الصحفيين الفلسطينيين.

وتابع البيان حجم الإصابات الدامية التي تقع في صفوف الصحفيين، ومن بينها حادث استهداف طاقم الجزيرة أمس الجمعة، ما أدى إلى استشهاد أبو دقة، وإصابة الدحدوح بجروح دامية وهو الذي كان قد ذرف الدموع على الهواء حين تلقى خبر استشهاد عائلته نتيجة قصف الاحتلال على منزل كانت تسكنه في غزة.

وواصل: "المشاهد الدامية لأجساد الصحفيين التي وجب حمايتها وفق القوانين والأنظمة الدولية، هنا مستباحة بفعل عنجهية الاحتلال الذي يتعامل أنه فوق كل القوانين والشرائع الدولية"، مؤكدا على حجم الهجمة الشرسة من قوات الاحتلال على الصحفيين في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، واستمرار الاعتداءات والمنع من التغطية واحتجاز الطواقم والاعتقالات.

 

7 شهداء منذ بدء ديسمبر

وأكد البيان على استشهاد 7 صحفيين منذ بدء شهر ديسمبر الجاري، حيث استشهد المصور سامر أبو دقة والصحفي عبد الكريم عودة، مراسل قناة الميادين سابقا، جراء القصف على مخيم النصيرات، والصحفي محمد أبو سمرة، المصور الرياضي، جراء قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة وهو الذي فقد شقيقه التوأم شهيدا قبل أيام قليلة.

كما استشهدت الصحفية علا عطا الله، مع 8 من أفراد عائلتها بعد قصف إسرائيلي على منزل أحد أقربائها بعد لجوئها وأسرتها إليه، وهي التي عملت مراسلة للعديد من الوكالات الدولية والمحلية في قطاع غزة.

كما استشهد أدهم حسونة، الصحفي والمحاضر في كلية الإعلام في جامعة "الأقصى"، بقصف طيران الاحتلال الحربي على منزله في الشجاعية شرق مدينة غزة، واستشهد المصور الصحفي منتصر الصواف، في غارة إسرائيلية على حي الدرج في مدينة غزة، وعبد الله درويش، المصور الصحفي في فضائية "الأقصى" بغارة للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

عائلة سامر أبو دقة

وسامرأبو دقة، أب لـ3 أبناء وبنات، من مواليد عام ١٩٧٨، وعمل مصورا صحفيا، وشهد العديد من فظائع جيش الاحتلال الإسرائيلي، سواء خلال الحرب التي يشنها على قطاع غزة حاليا أو في وقت سابق.

المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة

على الجانب الأخرأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن حصيلة الصحفيين الذين قتلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي قد ارتفعت إلى 86 قتيلا اعتمادا على قائمة اسمية بحوزته،  وأوردت قناة "الميادين" خبر مقتل مراسلها في غزة عبد الكريم عودة لتصل الحصيلة إلى 87 قتيلا، ويصعب التدقيق في صحة الأرقام المتداولة في مختلف وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية، بسبب الأوضاع في غزة ومنع سلطات الاحتلال الصحفيين الأجانب والمنظمات الحقوقية من دخول القطاعف، وقدم المكتب الإعلامي يوم الثلاثاء الماضي تحيينا لقائمة الضحايا الذي ارتفع إلى 16 ألفا و248 قتيلا، وأكثر من 43 ألفا و616 جريحا منذ 7 أكتوبر في صفوف المدنيين.

 

واعتبر جوناثان داغر، المسؤول عن منطقة الشرق الأوسط في منظمة "مراسلون بلا حدود" أن "الصحفيين على عين المكان ليس لهم ملاذ آمن وليس لهم أي وسيلة للخروج من القطاع، وهم يقتلون الواحد تلو الآخر"، وذكرت آن بوكانديه، مديرة التحرير في نفس المنظمة أنه" على مدى العقد الماضي، لقي 17 فاعلاً إعلامياً فلسطينياً المصير نفسه في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث بلغ العدد الإجمالي 22 قتيلاً، مما يجعل من فلسطين أحد أخطر بلدان العالم على سلامة الصحفيين وحياتهم"، مع العلم أن نقابة الصحافيين الفلسطينيين في رام الله أحصت 300 صحفيا في قطاع غزة يقومون يوميا بالتغطية الإعلامية للهجمة الهمجية الإسرائيلية على المدنيين.

كما أعرب الاتحاد الدولي للصحفيين عن قلقه إزاء عدد الإعلاميين الذين قتلوا خلال عام 2023، حيث حصدت حرب غزة أرواح أكبر عدد من الصحفيين قتلوا في نزاع واحد منذ أكثر من 30 عاما.

وعن الإحصاء السنوي لوفيات العاملين في مجال الإعلام، كشف الاتحاد الدولي للصحفيين أن 94 صحفيا قتلوا حتى الآن هذا العام وتم سجن ما يقرب من 400 آخرين، داعيا إلى توفير حماية أفضل للعاملين في مجال الإعلام ومحاسبة مهاجميهم، والاتحاد الدولي للصحفيين" دومينيك برادالي، بـ"وضع معيار عالمي جديد لحماية الصحفيين والإنفاذ الدولي الفعال أصبحت أكبر من أي وقت مضى".

كما أكدت المنظمة أن 68 صحفيا قتلوا وهم يغطون الحرب بين إسرائيل و"حماس"، أي أكثر من صحفي واحد في اليوم و72% من إجمالي وفيات الإعلاميين في جميع أنحاء العالم، مبينة أن معظمهم كانوا صحفيين فلسطينيين في قطاع غزة، حيث تواصل القوات الإسرائيلية هجومها.

وتابعت: "الحرب في غزة أكثر فتكا بالصحفيين من أي صراع آخر منذ أن بدأ الاتحاد  بتسجيل الصحفيين الذين قتلوا أثناء أداء واجبهم في عام 1990"، مشيرة إلى أن "أوكرانيا أيضا لا تزال بلدا خطيرا بالنسبة للصحفيين، فقد قتل ثلاثة مراسلين وعاملين في مجال الإعلام قتلوا في تلك الحرب حتى الآن هذا العام".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق