سقوط أقنعة «الجوكر».. محمد صبحى يذبح زملائه بسبب «نرجسيته» القاتلة.. تدخل لإنهاء عقد لـ«خيرية أحمد» فى إحدى مسرحياته.. وتخلص من ماجدة الخطيب في الجوكر.. الرملي فشل في التكيف معه.. ينتقي جمهور برنامجه
السبت، 30 يناير 2016 07:02 ص
بعد كل هذه السنوات، الآن فقط أدركت مدى عبقرية الفنان والإنسان محمد صبحى، فى الأداء والتمثيل وإتقانه ارتداء الأقنعة المزيفة، وعلى وجهه الفنى تتقلب عليه آلاف الصور الانسانية المتنوعة ...
ذكى إلى حد الدهاء.. كيف أقنعنا كل هذه السنوات أنه الفنان الصادق الملتزم المثالى رجل البر والأعمال الخيرية الواقف دائمًا فى وجه الباطل، ففى كل مسرحية من مسرحياته التى أحببتها، قصة إنسانية بشعة، تشوهها فى عينى وتمنعنى من رؤية «صبحى» فيها.
ارتدى الجوكر محمد صبحى أقنعة مزيفة مختلفة يطل علينا بها على مدار عمره الفنى والإنسانى، آن الآوان أن تتوارى هذه النماذج لتفسح الطريق لكل ما هو حقيقى، لأنه لا يصح إلا الصحيح مهما طال الزمن.فمع برنامجه الذى يقدمه حاليًا على شاشة «سي بي سي» تحت عنوان «مفيش مشكلة خالص» الذى ينادى فيه بكل ما لا يفعله، أتذكر الآية الكريمة التى تقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ).
«أنانية» صبحى كانت تنحت ذاته طوال الوقت؛ فهو يعتبر زملاؤه من ممثلين ومنتجين ومخرجين ومؤلفين بعد انتهاء العمل مجرد قوالب أسمنتية بنى به حائط فى تاريخه،لا يسعد لنجاحاتهم أو يذكرهم فيها، ليكون وحده فقط دون الآخرين الذى صنع النجاح.
فتهمة استعباده الممثلين كانت وراء خروجهم من أعماله الفنية كارهين له، بعد صراع وخلاف ينجح فيه دائما أن يكسر كرامتهم عن قصد ومع سبق الإصرار.. وكان أول ضحاياه صديق بداية مشوار حياته الفنية، الفنان سامى فهمى الذى هاجر إلى أمريكا وترك له البلد "وهج".ففى عام 1977 قال محمد صبحى «أنا الوحيد الذى له الحق فى أن يخرج عن النص المكتوب.. وأنا الوحيد الذى له الحق فى أن يخطئ! قال هذا عنه أهم زملاءه فى مسرحية «على بك مظهر» وهو يتهمه بأن لديه إحساسًا متضخمًا بالنجومية.
الاتهام وجهه للممثل سامى فهمي المعروف بإسم «شاكر فضله» فى الرواية المشهورة التى ارتفع فيها نجم محمد صبحى، كان "شاكر فضله" يشرح لمذيعة التلفزيون آمانى ناشد فى برنامجها «كاميرا 9 » لماذا قرر أن ينفصل عن محمد صبحى؟ ولماذا قرر أن يقطع صلته به فنيًا؟ بعد أن أدرك طوال عدة شهور كيف وصل الحال بصبحى إلى درجة تضخمت فيها شخصيته وجعلته يتصور نفسه النجم الأوحد والصحيح وكل من حوله أصفار على الشمال.
صبحى يدعى أنه ملتزم ويطالب الجميع بالالتزام كبيرا كان أم صغيرًا.. وكما يقول "شاكر فضله"، يخرج عن النص المكتوب فى الرواية ولا يهمه إذا كان ذلك يسبب ارتباكًا لزملاءه الممثلين، أو يجعلهم لا يستطيعون التصرف أو يتسبب فى وقوعهم فى أخطاء، لكنه لا يهتم كل ما يهمه إضحاك الجمهور بأى شكل وبأكبر كمية من الضحك حتى ولو كان السبيل إلى ذلك هو ذبح النص الذى كتبه المؤلف واغتيال زملائه على خشبة المسرح أمام الجمهور الغارق فى الضحك.
كان الطريق الذى يسلكه محمد صبحى عندما يخرج عن النص على حسب رواية صديقه «شاكر فضله» لإضحاك الجمهور هو مع الأسف بالحركات الخارجة والألفاظ المكشوفة والكلمات النابية، والغريب أن يصدر هذا الأسلوب والسلوك من فنان مثل محمد صبحى مدرس بالمعهد العالى للفنون المسرحية وومؤسس فرقة «ستديو الممثل».
وقد قال لينين الرملى مؤلف «على بك مظهر» ذات مرة، إن كل محاولاته لإصلاح محمد صبحى قد باءت بالفشل. حاول أن ينبهه أكثر من مرة إلى خروجه على النص المكتوب لأن ما يضيفه من ألفاظ وحركات مكشوفة ينسب إلى المؤلف وهو منها برىء، لكن صبحي لم يكن يهتم.
وكشف لينين الرملى عن سر آخر خاص بمسرحية «انتهى الدرس ياغبى»، بقوله إن محمد صبحى بعد فترة فى عرض المسرحية بدأ يضيف من عنده إلى النص، كل الحركات المبتذلة والألفاظ النابية الجارحة، فقرر"لينين" الاتفصال عن صبحى بعد مسرحيتين فقط، هما «انتهى الدرس يا غبى» و«على بك مظهر».
محمد صبحى يعلم أنه لولا هاتين المسرحيتين ما عرف طريقه إلى النجومية والجمهور العريض.. خاصة مسرحية «انتهى الدرس ياغبى» التى حصل من خلالها النجم «كليف سوبر تسون» على جائزة الاوسكار حين عرض نفس الموضوع باسم «شارلى» على شاشات هوليود قام بعدها "الرملى" باقتباس الفكرة و«تمصير» الموضوع الأمريكى، ووضع له البهار المصرى «الحراق» أحيانًا.
كانت خيرية أحمد هى البطلة.. وخيرية لها اسمها وشهرتها فى دنيا الكوميديا لذا لعبت دور إبنه الطبيب (محمود المليجى) الذى يجرى جراحة خطيرة لسطوحى (محمد صبحى) ليعيد إليه عقله ببراعة، وكانت عاملًا من عوامل نجاح العرض قبل أن يتصدر اسم محمد صبحى النجاح منفردا.
صبحى قال لمصطفى بركة صاحب المسرح الذى يقدم الرواية: «إما أنا.. أو هى»، فأضطر بركة إلى أن ينهى العقد مع خيرية أحمد فحاول "بركة" أن يفاتحها في قرار الاستغناء عنها، لكنها شعرت بالأمر فسبقته وسحبت موافقتها على الاستمرار فى العرض، واختار صحبي صديقة زوجته وزميلته السابقة في فرقة "رضا" هناء الشوربجى.
واستمر العرض بنجاح ولم يغضب «على بيه مظهر» من البطلة لأنها فى الواقع لم تكن قادرة على أن تستأثر بإعجاب الناس بطريقة تسحب الأضواء عن البطل.
من المسرحيات كذلك التى تحكى عن "أنانية" محمد صبحى هى «الجوكر» سنة 1978، من تأليف يسرى الإبيارى، التى شاركته البطولة الفنانة الراحلة ماجدة الخطيب ثلاث سنوات، وقد كانت بارعة، وقبل التصوير بقليل أفتعل معها «خناقة وهمية» كبيرة جدًا لتنسحب من المسرحية ويأتى بهناء الشوربجى لتأخذ مكانها، هل خاف أيضًا صبحى من براعة وقوة ماجدة الخطيب فى التمثيل أمامه واستحواذها على إعجاب الجماهير؟ ولماذا قبل التصوير بقليل؟
بالتأكيد لأنه يعرف أن وقت تسجيل المسرحية هو التاريخ الذى يبقى للناس فأراد أن يمحو منه فنانة رائعة فى مسرحية الجوكر مثل ماجدة الخطيب ليظهر هو وحده.
وحقيقة هى كانت صاحبة شخصية قوية ولا ترضى أبدًا بأن تهان كرامتها بسهولة لذلك ضحت بمجهود ثلاث سنوات واعتبرت أنها انتصرت لكرامتهاوتركت محمد صبحى ينفرد بالبطولة.
من القصص التى شوهت فى عينى صورة محمد صبحى مسرحية «الهمجى» سنة 1986 والتي كانت من إخراجه، وقصتها أن الطفلة «ليزا» التى برعت فى مسلسل «هند والدكتور نعمان» تلك الطفلة المعجزة التى كانوا يطلقون عليها وقتها ويشبهونها بالممثلة الصغيرة الأمريكية «شيرلى تمبل» التى اشتهرت بتمثيل أفلام الأطفال فى فترة الثلاثنيات، فالطفلة «ليزا» هى التى كانت تقوم بدور إبنة محمد صبحى فى مسرحية «الهمجى» فتخيلوا كم البراعة التى كانت ستحققها ولكن محمد صبحى من الواضح أنه أصيب بالغيرة من هذه الطفلة.
وروى أنه بكل قسوة وعنف أهان كرامتها بلا إنسانية أو رحمة وأخذ يصرح بها ويثقل عليها الجرعة بكثافة، إلى أن أخذها شقيقها الذى حدث بينه وبين صبحى شجار عنيف ورفض أن تكمل معه المسرحية والأدهى أنه لم يعطيها حقها المادى حتى الآن.
كانت "ليزا" طفلة رقيقة وخجولة من أسرة متوسطة الحال، تحملت قسوته وعنفه وتجاوزاته،لكن التحمل كان له حدود، فأتى بعد ذلك بالطفلة هدى هانى التى قامت بالدور فيما بعد وشاهدناها فى «الهمجى» ولكم أن تحكموا بأنفسكم فرق الموهبة والحضور بين الطفلة «ليزا» وبين الطفلة «هدى هانى».
فيما بعد هاجرت الطفلة ليزا مع أهلها خارج مصر.
حتى مسرحية «وجهة نظر» التى عشقناها جميعًا لم تسلم فيها الفنان عبلة كامل بكل موهبتها وحضورها وتألقها من صبحى، لولا مؤلف المسرحية لينين الرملى، الذي عاد من جديد للعمل مع صبحي لأنه هو الذى اختار عبلة كامل، فقد وقف فى وجه محمد صبحى كى لا يكرر ما يفعله مع النجوم السابقين، ولكم أن تتخيلوا موهبة بحجم عبلة كامل كيف ضغطت على نفسية محمد صبحى الذى لا يطيق ذلك كثيرًا.
وإلا لما لم يكرر معها التجربة؟ ولم تشترك معه فى أعمال فنية تالية بعد النجاح الساحق الذى حققته فى مسرحية وجهة نظر، كذلك نسأل نفس السؤال لماذا لم تشترك معه الفنانة شريهان وهى إستعراضية من الدرجة الأولى على المسرح بعد مسرحيتى «المهزوز» و"أنت حر" اللتين اشتركت مع محمد صبحى فى بطولتها.
آخر ما قدمه صبحى على خشبة المسرح كان «كارمن» و«سكة السلامة» و«لعبة الست» منذ 16 عامًا ولم يقدم بعدها إلى وقتنا هذا أى رواية مسرحية رغم أنه أصبح يمتلك مسرح ثم قدمت معها مسلسل فارس بلا جواد.
وطوال الـ 16 عامًا الماضية لم يستطيع أحد من الصحفيين أن يمسك على سيمون كلمة عن صبحى ولكنها فى نفس الوقت اختفت عنه تمامًا حتى أننا بعد عرض «فارس بلا جواد» كنا نبحث عنها فى كل تكريمات المسلسل وندواته، لم نشاهدها وقتها ولا فى تكريم واحد، وظل صبحى يحصد النجاح وحده دون وجود سيمون رغم أنها فى قمة نجاحها وكانت حاصلة على جائزة المسرح، وبعدها كتب عنها الكثير من النقاد لتألقها فى دورها فى دورها بالمسلسل.
ورغم ذلك كله فضلت الابتعاد ولم تحصد نجاحاتها وسط الجماهير معه وانسحبت بهدوء تام، فقد حققت المعادلة الصعبة فى أن تخرج بنجاح وسلام مع النفس على عكس من سبقوها، ففضلت الخروج الآمن القوى مع الاحتفاظ بالسيرة المناسبة للحكاية، فقد كسبت أرضها أو أعمالها الفنية معه بدون حروب معلنة.
ربما لأنها رأت أن كارمن ولعبة الست وفارس بلا جواد وسكة السلامة هم "بناتها" التى بذلت فيها مجهود سنين ونجاح وتألق فلم ترد أن تفسد سمعتها أو تشوشر على الجمهور كلما شاهدهم بخلافاتها مع صبحى.
وكالعادة.. ولأن محمد صبحى ليس يعطي مكافأة نهاية خدمة للفنانين الذين يعملون معه وليس له نهاية سعيدة معهم فلم يذكر نجاح سيمون رغم وضوحه كالشمس ولم يفتخر به بعد ذلك.
غرور محمد صبحى ونرجسيته تجعله دائمًا لا يعترف بفشله فى السينما ولكن يقول فى إحدى حواراته إن «السينما فشلت فى اكتشاف موهبتى»، الفيلم الوحيد الذى يحقق مشاهدة له أكثر من غيره «هنا القاهرة» مع سعاد نصر حتى هذا الفيلم لم يخلو من الخلافات أيضًا لمحمد صبحى ولكن هذه المرة مع المخرج سعيد مرزوق فقد اختلف معه وأوقف التصوير 7 أيام وقام باستبداله.
محمد صبحى يدعى أن الذى يمارسه على زملائه التزام بقواعد المسرح فيقول إذا كان الالتزام تسمونه ديكتاتورية فأنا أكبر ديكتاتور فى الكون، ولكن فى الحقيقة أن ما يمارسه صبحى مع زملائه فى العمل ليس له علاقة بالالتزام وضوابط المسرح كما يدعى وكى لا نخلط الأمور ببعض فإن أصول المسرح هى التزامات تقليدية لكل من يحترم المهنة إنما أن تختذل كل المواقف الإنسانية غير الأخلاقية فى كلمة ديكتاتورية فهذا غير صحيح ولأن الفنان فؤاد المهندس مثلًا كان عظيم فى فنه ويحترم أصول وتقاليد المسرح فهل كان يفعل ذلك فى زملاءه؟! بالطبع لا.
إن ما يفعله صبحى بالآخرين هو جرح كبريائهم لأنه يعتقد أنه يمن عليهم بظهروهم بجواره.
لم يكن كل هذا افتراء على صبحى ولكنها الحقيقة وأحيانًا بلسانه هو ففى إحدى الحوارات الصحفية مثلًا مع بدايات ظهوره سأله أحد الصحفيين ما هى أقسى موقف واجهته قال: فى إحدى المرات على المسرح أثناء دخولى الكواليس فوجئ بشاب رقيق الحال بنطلونه رث وملابسه تدل على أنه من طبقة اجتماعية فقيرة قال لى:« أنا شحذت هذا البنطلون كى أحضر مسرحيتك» وكانت قواعد المسرح تحتم الظهور بملابس أنيقة فقلت له هل يجرحك أن أدفع لك ثمن ملابس جديدة.
قال: نعم، فتأثرت وقررت أن أعمل مسرح وحدى يتيح أن يحضره الجميع..
بعدها بسنوات سنة 1981 كانت من ضمن الاتهامات التى وجهت لمحمد صبحى من الجميع، وقوفه فى وجه المواهب الجديدة، وعدم مساعدتها حتى يصبح الممثل الأوحد الذى يحتكر الأضواء بمفرده.
والاتهام الثانى كان عدم إتاحة الفرصة لتجمعات العمال وصغار الموظفين لمشاهدة مسرحيته «المهزوز» بتذاكر مخفضة كما تفعل باقى الفرق.
والاتهام الثالث كان الحرص على أن يكون رواد مسرحه فى غاية الشياكة والأناقة، وكان رد محمد صبحى وقتها «هل الشياكة تهمة أنا أحب أن يأتي جمهورى ليتفرج على وهو فى قمة شياكته وأناقته».
فى إحدى حواراته القديمة سنة 1985 سأله صحفى ما هى أمنيتك؟، قال: العثور على قطعة أرض وبناء مسرح عليها.
وهو ما أثبتته الأيام بالفعل أى أن هدف صبحى من الأراضى التى أخذها من الدولة هو بناء مسرح، وليس كما أدعى لنا لتعمير الصحراء، فى مدينة سنبل وهو ما فعله فى الواقع، حين أخذ أرض الدولة الزراعية وبنى عليها استديو ومسرح فكان من المفترض أن يطلق عليها اسم مدينة صبحى الاستثمارية وليس مدينة سنبل لأن سنبل فلاح يزرع الصحراء ويعمرها.
أما عن الوطن والأعمال الخيرية والتبرعات التى يجمعها لصالح أطفال الشوارع والعشوائيات، فقد تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى وثائق نشرتها كثير من المواقع الاخبارية تثبت أن ما قاله لم يكن إلا نوع من «التجارة باسم الغلابة» وهو ما تؤكده هذه الوثائق:
في «يوميات ونيس» ورحلة المليون التى أراد أن يوصل من خلالها صبحى رسالة تهدف إلى تعمير الصحراء من أجل مستقبل أفضل للوطن قرر صبحي تحيل الحلم إلى واقع ملموس وهو استصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية.
وبالفعل قام بشراء أرض على الطريق الصحراوي فى عام 1999 وبالتحديد فى 27 يوليو باسم محمد محمود صبيح الشهير بالفنان محمد صبحى لشراء مساحة أرض قدرها 25 فدان على طريق مصر الإسكندرية الصحراوى ليقيم ما أسماه بمدينة سنبل وتحرر العقد فى تاريخه بسعر 200 جنيه للفدان الواحد «يابلاش» مخصصة للاستصلاح الزراعى يتضمنها 2251.50 متر مربع مخصصة للمبانى بقيمة 3 جنيه للمتر الواحد يا بلاش أيضًا وعند السير فى إجراءات تسجيل الأرض تبين أن هناك مساحة مبانى آخرى استجدت قدرها 9748.5 متر مربع قام الفنان باستغلالها بالمخالفة للقانون وللنشاط الذى بيعت من أجله وهو الاستصلاح الزراعى كما تغنى الفنان فى جميع المحافل ولكن عن طريق الوساطة أعادوا تثمين مساحة من المبانى من قبل اللجنة لتثمين الأراضى ليصبح ثمن المتر 12 جنيهًا فقط.
وفى 21 يناير 2001 اعتمد وزير الزراعة حينها استنزال 1200 متر مربع مجموعة مساحة المبانى وتم إشهار عقد البيع فى تاريخ 25 أغسطس 2001 بإشهار رقم 2261 مكتب توثيق إمبابة على أساس 22 فدان و3 قيراط و11سم مخصصة للزراعة ومساحة 1200 متر مربع مخصصة للمبانى التى صدر لها ترخيص مبانى رقم 2006434.
وفى تاريخ 15 مايو 2008 تقدم الفنان محمد صبحى بطلب الموافقة على ترخيص بناء فندق على مساحة 1300 متر مربع الأمر الذى استوجب معاينة الأرض والتى تمت فى 30 يوليو 2008 بإرشاد السيد جمال محمد محمود محمد صبيح أحد أقارب الفنان محمد صبحى وأسفرت المعاينة عن مفاجأة، أن مساحة الأرض مستغلة كمشروع سياحى ثقافى ترفيهى يحتوى على مسرح.. فندق.. متحف.. استديوهات تصوير.. بحيرات صناعية.. مول تجارى.. مخازن غرف أمن.. كافيتريا.. نادى رياضى.. ملاعب.. حمام سباحة.. اسطبلات خيول.. وباقى المساحات بحيرات ومسطحات خضراء وأشجار نخيل وزينة وباقى الأرض معدة لبناء مسرح أوبرا ودار مسنين الأمر الذى تبين من خلال أن الفنان محمد صبحى قد استغل كامل مساحة الأرض المقدرة بـ 25 فدان فى المبانى وقام بتغير النشاط المباعة من أجله الأرض وهو الاستصلاح الزراعى وحولها إلى مشروع سياحى ثقافى ترفيهى محاط بسور ارتفاعه أكثر من ثلاثة أمتار يحتوى على مبانى يتجاوز ارتفاعها ستة طوابق وذلك كله بالمخالفة للقانون.
فيا لسخرية القدر فقد تنازل الفنان محمد صبحى عن حلم سنبل الفلاح الذى أراد تعمير وزراعة الصحراء واستبداله بسنبل رجل الأعمال الذى تكسب من وراء مخالفة القانون ولم ينتهى طموح صبحى عن ذلك الحد، فقد استحلى اللعبة المرحة وأراد مزيدًا من الأموال ومزيدًا من التربح على حساب أرض الوطن التى تباع برخص التراب لتدر أموالًا طائلة.
فقد قام صبحى فى عام 2002 وبالتحديد فى 20 مارس بتقديم طلب آخر لشراء قطعة أرض مجاورة للسابقة تقدر بحوالى 3100 فدان و150 قيراط منها مساحة 28 فدان و3 قيراط و20 سهم بسعر 200 جنيه للفدان الواحد أيضًا ومساحة 16131.18 متر مربع مخصصة للمبانى بسعر 1200 جنيه للمتر أيضًا وتم إشهار العقد فى تاريخ 19 يناير 2004 تحت رقم 165 مكتب توثيق إمبابة فهل قام صبحى بهذه المرة بزراعة الأرض من أجل مصلحة الوطن كما يدعى دائمًا؟! بالطبع لا. فقد قام صبحى هذه المرة بتسقيع الأرض وبيعها ليجنى أموالًا إضافية على حساب الوطن الرخيص.
ففى 24 يناير 2007 قام صبحى ببيع مساحة 11 فدان و14 قيراط و11 سهم لصالح السيدة وفاء محمد الحداد وبالطبع لم يكن ثمن الفدان 200 جنيه وقد وقع على عقد البيع السيد موسى وجيه الشيخ أردنى الجنسية بصفته وكيلًا عن السيدة نيفين حسين بصفتها وكيلة عن السيد محمد محمود صبيح محمد صبحى لصالح وفاء محمد الحداد.
كما باع أيضًا مساحة أخرى فى تاريخ 29 ابريل 2008 وقدرها 9 فدان و16 قيراط و2 سهم لصالح شركة تسمى «رابيا» وهذه البيعة تمت عن طريق مكتب شهر عقارى الجزيرة بموجب مشهر رقم 1570 وبالطبع أيضًا لم يكن سعر الفدان 200 جنيهًا فقط.
هكذا هو الحال إذا أردت التربح والكسب السريع فليس عليك سوى أن تتاجر باسم «الوطن» وباسم الغلابة وباسم الشباب وليس هناك طريق أسهل من المتاجرة فى أراضى الدولة التى تباع بثمن بخس 200 جنيه للفدان و12 جنيه للمتر ثم تقوم ببيعها بملايين الجنيهات وهكذا تحولت رحلة المليون إلى رحلة المليار.
ونتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فى هذا حيث قال «من أقتطع شبرًا من الأرض ظلمًا طوقه الله إياه يوم القيامة من سبع أراضين».. وهذا ما يفسر لنا النفاق السياسى الذى يظهر به محمد صبحى مع كل سلطة تحكم مصر، فتارة مع حسنى مبارك ثم مع المجلس العسكرى ثم مع الإخوان والآن بالطبع هو مع السيسى وأرشيفه الصحفى يفضحه فى كل مرحلة من كل هذه المراحل.