توطين تكنولوجيا الفضاء..
إطلاق ناجح للقمر الصناعى «مصر سات 2».. و«نكس سات» جاهز للإطلاق في 30 يناير
السبت، 09 ديسمبر 2023 06:00 مأحمد سامي
- فريق من مهندسي وكالة الفضاء المصرية شارك خبراء صينيين في كافة مراحل تصميم وتصنيع القمر
بدأت مصر فعلياً في تفعيل سياسة توطين تكنولوجيا الفضاء، من خلال وكالة الفضاء المصرية، التي أطلقت الأسبوع الماضى القمر الصناعى مصر سات 2، من قاعدة إطلاق تيوتشان بمدينة تيا أكوان في تمام الساعة الثانية عشر من ظهر يوم الرابع من ديسمبر 2023 بتوقيت الصين، في إطار اتفاقية التعاون الفني والاقتصادي بين مصر والصين.
وأكد الدكتور شريف صدقى، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، أن "مصر سات 2" دخل المدار المخصص له بعد 830 ثانية من الإطلاق، وفور دخوله المدار تم فصله، والتواصل معه، والإطمئنان على صحة عمله، مشيرا إلى أن المحطة المصرية بدأت تتواصل مع القمر، وتم إنزال عدد من البيانات من جانب المحطة الأرضية فى مصر، موضحاً أنه تم استكمال عمليات الاتصال مع القمر طوال الوقت فى إطار استمرار عمليات الاختبار.
وشارك فريق من مهندسي وكالة الفضاء المصرية مع فريق من الخبراء الصينيين في كافة مراحل تصميم وتصنيع القمر، ونجح الفريق المصري في تنفيذ أحد مكونات القمر بالكامل وبالتالي يكون لدي مصر أول منتج مصري يطلق في الفضاء، حيث تم تجميع وتكامل واختبار النماذج المختلفة للقمر الصناعي بمركز التجميع والتكامل والاختبار بوكالة الفضاء المصرية، الذي يعد الأكبر من نوعه في إفريقيا والشرق الأوسط وتم تأسيسه في إطار الشراكة الإستراتيجية بين مصر والصين.
ويخدم القمر الصناعي "مصر سات 2" أهداف التنمية المستدامة للدولة المصرية وذلك من خلال استخدام تكنولوجيا الفضاء في تطوير مجالات حيوية ومنها علي سبيل المثال لا الحصر الزراعة، استكشاف الثروات المعدنية، تحديد مصادر المياه السطحية، ودراسة تأثيرات التغير المناخي علي البيئة بما يساهم في دعم الاقتصاد المصري، فضلاً عن تعزيزه لدور مصر الريادي من خلال توفير البرامج التدريبية الهادفة لتأهيل الكوادر المتخصصة في القارة الإفريقية والشرق الأوسط وإمدادها بالبيانات الفضائية.
ويعد إطلاق "القمر الصناعي مصر سات 2" هو أحد العلامات البارزة في مسيرة التعاون المصري الصيني الناجح في شتى المجالات خاصة في مجال تكنولوجيا الفضاء، وخطوة هامة في إطار الرؤية المصرية لتوطين الصناعات المتطورة مثل صناعة الأقمار الصناعية في مصر اتساقاً مع توجيهات رئيس الجمهورية في تنفيذ أولويات الأهداف الاستراتيجية للدولة المصرية.
وأكدت وكالة الفضاء المصرية، أن مشروع (Misrsat2) مشروعًا رائدًا للتعاون العملى فى التكنولوجيا الفضائية بين مصر والصين، وسوف يساهم القمر الصناعى مصر سات 2 فى توفير صور عالية الدقة.
وقال الدكتور أحمد الرافعى، رئيس برنامج القمر الصناعى المصرى "مصر سات 2" بوكالة الفضاء المصرية، أن القمر هو قمر استشعار عن بعد بدقة جيدة يلتقط صور ألوان وأبيض وأسود، وتطبيقاته مفيدة فى مجالات مثل الزراعة وتخطيط المدن واستكشاف الموارد وغيرها، موضحاً أن القمر بعد إطلاقه يدخل فى مرحلة الاختبارات بعد الاطلاق والتى تستغرق 3 أشهر تقريبا وبعدها يتم استلامه من الجانب المصرى ويتم التحكم فيه من خلال الجانب المصرى واستلام البيانات من المحطة الأرضية المصرية، وتوظيفه في تصوير طلبات الجهات المختلفة فى مصر من الوزارات والهيئات وغيرها من الجهات التى لها احتياجات لصور فضائية، لافتا إلى أن وكالة الفضاء المصرية تعمل فى مشاريع مستقبلية عديدة لسلسلة من الأقمار الصناعية.
وبالتوزاى مع نجاح إطلاق "مصر سات 2" عقدت وكالة الفضاء المصرية، اجتماع مع قيادات الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا الفضاء CAST بمقر الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا الفضاء، الجهة الصينية المسئولة عن مشروع القمر الصناعي مصر سات ٢ والمسئولة أيضاً عن تصميم وتنفيذ المحطة الأرضية للقمر مصر سات ٢، تم خلاله مناقشة أوجهه التعاون المستقبلية في مجال نقل تكنولوجيا تصميم وتنفيذ الأقمار الصناعية، وكيفية تعظيم الإستفادة من الخبرات المكتسبة في تنفيذ مشروع القمر الصناعي مصر سات ٢ وكذا تأسيس مركز الجميع والتكامل والاختبار.
كما تم عقد اجتماع مع الجهة الصينية المسئولة عن العلاقات الدولية في مجال الفضاء، ناقش جاهزية إطلاق القمر الصناعي التجريبي المصري نكس سات والمزمع إطلاقه في 30 يناير 2024، حيث أكد الجانب الصيني علي موعد الإطلاق، كما تم مناقشة المهام الفضائية الخاصة بوكالة الفضاء المصرية والمخطط إطلاقها في عام 2024.
كما وقع الدكتور شريف صدقي الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الفضائي بين مصر والصين مع تشانج كوتجيان رئيس هيئة الصين القومية للفضاء، لتعميق التعاون المصري الصيني في مجال الفضاء، وتعظيم الاستفادة من الخبرات المكتسبة أثناء تصميم وتنفيذ مشروع القمر الصناعي مصر سات 2، كما شملت الاتفاقية سبل التعاون في مجال استكشاف الفضاء وكيفية الاستفادة من الخبرات الصينية في هذا المجال.
وتولي الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اهتماما ودعما غير مسبوق لمجالات تكنولوجيا الفضاء باعتبارها من المجالات الواعدة لصناعة المستقبل، حيث تم إنشاء وكالة الفضاء المصرية وهي هيئة عامة اقتصادية مصرية، لها شخصية اعتبارية وتتبع رئاسة الجمهورية، وأنشئت بالقانون رقم 3 لسنة 2018.
وجاء قرار إنشاء وكالة الفضاء المصرية تحقيقا لحلم العلماء المصريين العاملين في هذا المجال، والذي طالما تعثر حيث سبق ووافق مجلس الشعب ومجموعة من الوزراء المختصين على تنفيذه على أرض الواقع فى عام 2001 ولم يتحقق.
وبعد ثورة 30 يونيو تم إحياء الفكرة مرة أخرى وتم رفع مشروع قانون لإنشاء الوكالة الذي أعدته الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء التابعة لوزارة البحث العلمى فى ذلك الوقت للمستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية.
وتهدف وكالة الفضاء المصرية التي تقدر المساحة التى شيدت عليها بنحو 123 فدانا، بالعاصمة الإدارية الجديدة، إلى استحداث ونقل علوم تكنولوجيا الفضاء وتوطينها وتطويرها وامتلاك القدرات الذاتية لبناء الأقمار الصناعية وإطلاقها من الأراضي المصرية.
وفي فبراير 2019 تم إطلاق القمر الصناعي المصري (إيجيبت سات A) من قاعدة إطلاق بياكنور الروسية، لدعم أغراض البحث العلمي والاستشعار عن بعد ومجالات التنمية المستدامة المختلفة بالدولة على مستوى (الزراعة ـ التعدين ـ التخطيط العمراني ـ البيئة)، وكذلك الرصد السلبي للمخاطر الطبيعية مثل (التصحر ـ حركة الكثبان الرملية ـ السيول) وغيرها ، كما تم إطلاق 3 أقمار صناعية من نوع (كيوب سات)، تم تصميمها وتنفيذها بالكامل دون الاستعانة بأية خبرات أجنبية، فضلا عن دورها في تطوير تكنولوجيا صناعة الفضاء المحلية.
وتتويجا للجهود العلمية والفنية التى قام بها فريق العمل المصري تم اختيار مصر لاستضافة مقر وكالة الفضاء الإفريقية والذى يؤكد قدرة مصر على توظيف الوكالة لخدمة القارة فى مجال تكنولوجيا الاستشعار من بعد وعلوم الفضاء، ودفع جهود التنمية الوطنية والإقليمية الإفريقية، وفقاً لأجندة إفريقيا 2063.
وتم افتتاح محطة رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائى التابعة للمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية وهي محطة معنية برصد حركة الأقمار الصناعية فى مدارات مختلفة وكذلك رصد حركة المخلفات الفضائية التى يمكن أن تؤثر على حركة الأقمار الصناعية.
وخلال العام الحالي 2023، أعلنت وكالة الفضاء المصرية الانتهاء من مركز التجميع والتكامل والاختبار بالوكالة، والذي يعد الأكبر من نوعه في إفريقيا والشرق الأوسط وتم تأسيسه في إطار الشراكة الاستراتيجية بين مصر والصين.
وتعد مصر أول دولة تنفذ تعاونا في الأقمار الصناعية مع الصين في إطار البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" ففي ديسمبر 2014 وقعت مصر والصين، اتفاقية تعاون لتحديد التعاون في مجال أقمار الاستشعار عن بعد، وفي يناير 2019، وقع البلدان اتفاقية بشأن تنفيذ القمر الصناعي “مصر سات 2″.