الراجل الغامض بسلامته.. سمير غطاس "مجهول الهوية" يعشق الإثارة والتشويق وكثير من الآكاذيب

الثلاثاء، 05 ديسمبر 2023 03:40 م
الراجل الغامض بسلامته.. سمير غطاس "مجهول الهوية" يعشق الإثارة والتشويق وكثير من الآكاذيب
مسير غطاس
أحمد سامى

 
"الراجل الغامض بسلامته".. هكذا يمكن اختصار قصة حياة سمير غطاس، الذى لا يعرف أحد هويته، بل أنه دوماً يلعب على هذا الوتر، ليزداد الغموض حوله وأيضاً التشويق، لكن الغموض دوماً ما يكون سلاحً ذو حدين، فكما يكون عنصراً للتشويق، فإنه أيضاً بداية لتساؤلات كثيرة تنتهى دوماً بمغارقة من الحقائق التى تصيب صاحبها.
 
هذا ما حدث مع غطاس، الذى عشق حياة الغموض، لكنه مؤخراً فتحت خزانة أسراره، لنصل إلى بعض من كواليس ماضيه، أو ما أطلق عليه "التاريخ الأسود" للرجل ذو الوجوه المتعددة بتعدد من يحركونه.
 
معروف بيننا باسم "سمير غطاس".. وقبلها كان اسمه "محمد حمزة"، فضلا عن ٥ أسماء أخرى في ٥ جوازات سفر بجنسيات مختلفة، ففى 2015 فاز به في انتخابات مجلس النواب عن دائرة مدينة نصر شرق القاهرة باسم سمير غطاس "مسيحي" الديانة، لكن ماضيه يؤكد أن اسمه الحقيقي محمد حمزة مسلم الديانة، فأيهما أقرب للحقيقة!
 
قصته بدأت بانضامه إلى حركة فتح الفلسطينية والثورة الفلسطينية في السبعينات والثمانينات، ويقال إنه كان قريب الصلة من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وقيادات الحركة وعلى رأسهم الرئيس الحالي محمود عباس أبو مازن، فضلاً عن شخصيات فتحاوية أخرى مثل محمد دحلان وخليل الوزير أبو جهاد، لدرجة أن كثيرون فى مصر كانوا يعتقدون أنه ليس مصرياً وإنما فلسطينى الجنسية.
 
التاريخ يقول أنه بعد عام 1977 سافر خارج مصر والتحق بحركة فتح وساهم في نشاط المقاومة الفلسطينية، وكان معروفا لكثير من قادة منظمة التحرير الفلسطينية، وعاد في عام 1984 وكان يتحرك باسم حركي هو محمد حمزة واتخذ بعدها طريق البحث وأصبح باحثا وخبيرا في القضية الفلسطينية، ووزع ارقام هاتفه على القنوات والصحف علها تستضيفه، حتى يعود إلى الواجهة مرىة أخرى من الباب الإعلامى، وبالفعل تحقق له ما أراد، إلى أن نجح في الفوز بمقعد مجلس النواب في دورة 2015 باسمه الحالي "سمير غطاس"، لتكون نقطة التراجع بالنسبة له، فوجوده تحت قبة البرلمان جعل كثيرون يتسألون عن ماضى هذا الرجل وتاريخه، والكشف عن تفاصيل حياته السرية، وتحركاته المريبة، وعلاقاته الخارجية المتعددة، لتبدأ معها رحلة فشل أخرى كان ثمارها "السقوط" في الدورة التالية، ليبدأ بعد ذلك محاولة النيل من استقرار مصر وتصفية حساباته بالهجوم عليها.
 
لم يدرك سمير غطاس أو محمد حمزة، أو ايا كان اسمه، أن سقوطه فى الانتخابات البرلمانية كانت نتيجة لأفعاله وتصرفاته، وأصيب بداء النكران، نكران الجميل للدولة المصرية وللمصريين، مقرراً أن يخوض ما اسماها رحلة الانتقام ومحاولة ضرب استقرار الدولة المصرية من خلال بث الشائعات والأكاذيب والهجوم على الدولة وقياداتها عبر برنامج تلفزيوني على إحدى القنوات، بل وصل به الحال إلى الطعن المتكرر فى الدولة ومؤسساتها، مستغلاً وسيلة غعلامية فتحت له أبوابها، وإعلامى لا يريد الاستقرار للدولة المصرية أبداً، فتجمعت رغبة "سمير" فى الانتقام، مع إعلامى لا يعرف للوطنية هوية، فى بث سموم متكررة.
 
من هذه السموم والأكاذيب، إدعائه كذباً أن سفارة مصر لدى رام الله تنسق مع الاحتلال الإسرائيلى فى هذه العملية الخاصة بسفر مواطنينا من قطاع غزة، متجاهلا أن التمثيل الدبلوماسى المصرى فى الأراضى الفلسطينية يعمل وفق ضوابط وقوانين الدولة المصرية ويقتصر تنسيقه وعمله فقط مع وزارة الخارجية، والغريب أن التصريحات التى صدرت فى برنامج أحد الإعلاميين تثير تساؤلات عدة أبرزها عدم حرص مقدم البرنامج على التواصل مع المؤسسات المعنية وتحديدا وزارة الخارجية للرد على أكاذيب سمير غطاس.
 
وردت وزارة الخارجية في بيان على تلك الأكاذيب، أكدت فيه أن السلطات المصرية فقط هي التي تتولى إجراءات عودة المصريين من قطاع غزة إلى أرض الوطن، وأوضح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن مكتب التمثيل المصري لدى السلطة الفلسطينية في رام الله، والقطاع القنصلي بوزارة الخارجية، يتلقيان أسماء والوثائق الخاصة بالمواطنين الراغبين في العودة إلى أرض الوطن، حيث يتم إعداد كشوف تفصيلية بها لموافاة السلطات المصرية المعنية بها تمهيدًا لتسليمها للقائمين علي معبر رفح الحدودي من الجانبين المصري والفلسطيني لتسهيل عملية عبورهم من قطاع غزة إلى الأراضي المصرية.
 
ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية كل ما يتردد إعلاميًا خلاف ذلك، داعيًا إلى توخى الحذر والدقة الشديدة عند تداول أية معلومات غير صحيحة منسوبة لأى جهة أو أفراد لا يتمتعون بصفة رسمية.
 
هذا قليل من كثير حول شخصية غطاس الغامضة، الذى يهوى التضليل ويعتبره المسار الذى يمكنه من تحقيق أهدافه الخفية.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة