قدرات فريدة على الرغم من التحديات
الإثنين، 04 ديسمبر 2023 01:26 م
من الرائع أن يخصص المجتمع الدولي يوم خاص للاحتفال بالإنجازات والمساهمات التي يقدمها الأشخاص ذوو الإعاقة في المجتمع، حيث يقدر عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع أنحاء العالم بنحو 1.3 مليار شخص، أو ما يقرب من 15٪ من سكان العالم. ويشكل الأطفال ذوو الإعاقة ما يقرب من 10٪ من إجمالي عدد الأشخاص ذوي الإعاقة.
وتختلف نسب الأشخاص ذوي الإعاقة بين البلدان، ففي البلدان النامية، يشكلون ما يقرب من 20٪ من السكان، أما في البلدان المتقدمة، فيشكلون ما يقرب من 10٪ من السكان.
لكن هل الاحتفال بذوي الاحتياجات الخاصة تناسب مع التحديات التي تواجههم؟ خاصة أن المجتمع تختلف نظرته إلى الشخص المعاق حسب الثقافة السائدة في هذا المجتمع، لذلك اعتقد أنه يوجد العديد من الأشياء التي يمكن للأشخاص القيام بها للاحتفال باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة والأطفال ذوي الإعاقة. فمن الضروري تعلم المزيد عن الإعاقة وتنفيذ المزيد من الانشطة بحضور أطفال وشباب بحضور أطفال من ذوي الإعاقة، وستكون تجربة إيجابية للغاية تساعد في دمجهم وتساعد في خلق عالم أكثر شمولاً للجميع.
وتتعدد أسباب الإعاقة، وتختلف باختلاف نوع الإعاقة، فبعض الإعاقات تكون خلقية، أي تحدث منذ الولادة، أما البعض الآخر فيحدث نتيجة لحادث أو مرض أو إصابة، كما تؤثر الإعاقة على حياة الأشخاص ذوي الإعاقة بعدة طرق، فبعض الأشخاص ذوي الإعاقة قد يواجهون صعوبة في أداء المهام اليومية، مثل المشي أو التحدث أو الرؤية، وقد يواجهون أيضًا صعوبة في التعليم والعمل والمشاركة الاجتماعية، وقد يواجه الأشخاص ذوو الإعاقات الجسدية صعوبة في الحركة أو أداء المهام اليومية على سبيل المثال، قد يواجه الأشخاص الذين يعانون من الشلل صعوبة في المشي أو استخدام الحمام.
ويعاني بعض الأشخاص من الإعاقات العقلية وهي صعوبة في التعلم أو التفكير أو التواصل، على سبيل المثال، قد يواجه الأشخاص الذين يعانون من التوحد صعوبة في فهم المشاعر أو التواصل مع الآخرين، وهناك الإعاقات الحسية ومنها صعوبة الرؤية أو السمع أو الشعور باللمس على سبيل المثال، قد يواجه الأشخاص الذين يعانون من العمى صعوبة في التنقل في العالم دون الرؤية.
وفي العموم يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة مجموعة متنوعة من التحديات تمنعهم من الاندماج في المجتمع، وربما يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة مواقف سلبية من الآخرين حيث يشعر البعض أن الأشخاص ذوي الإعاقة غير قادرين أو غير مرغوب فيهم، وهذا يقلل من فرص تفاعلهم مع الآخرين أو بناء علاقات سليمة. على سبيل المثال، قد يواجه الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق الاجتماعي صعوبة في التحدث إلى الغرباء.
أيضا من التحديات التي تواجه المعاقين أن بعض الأماكن العامة والمرافق غير متاحة للأشخاص ذوي الإعاقة. على سبيل المثال، قد لا تكون المباني مصممة لتشمل سلالم متحركة أو منحدرات، وقد لا يكون الأشخاص ذوو الإعاقة قادرين على تحمل تكاليف التعليم أو العمل أو المشاركة الاجتماعية.
ولا يمكن إغفال دور الأم في تهيئة طفلها المعاق للعالم مع العلم أن تعامل الأم مع أبنها المعاق هو أمر صعب ومرهق، ولكنه أيضًا أمر مشرف وذو قيمة. تواجه الأمهات العديد من التحديات عند التعامل مع أطفالهن المعاقين، ولكن يمكنهن أيضًا تقديم الدعم والحب والرعاية التي يحتاجونها لتحقيق النجاح.
وفيما يلي بعض النصائح للأمهات حول كيفية التعامل مع الشخص المعاق من المهم أن تفهم الأم جيدا نوع الإعاقة التي يعاني منها طفلها، وكيف يمكن أن تؤثر على حياته، ويمكنها العثور على معلومات حول الإعاقة من خلال الكتب والمواقع الإلكترونية ومنظمات الإعاقة.
وتوقع الاختلافات بمعنى من أن تكون على استعداد للتعامل مع الاختلافات التي قد يواجهها، ومنها احتياجه إلى مساعدة إضافية في بعض المجالات، مثل التعلم أو الحركة أو التواصل، ولا يعنى هذا أن يشعر الطفل بالاختلاف فمن المفيد أن يعامله والديه كشخص عادي. ومنحه الفرص نفسها التي يتم منحها لأخوته.
وأكثر ما يحتاجه المعاق الدعم والحب أكثر من أي شيء آخر. تأكدي من أنك هناك له دائمًا، وأنك تؤمنين به وقدراته.
وفيما يلي بعض الأمثلة المحددة على كيفية تطبيق هذه النصائح:
إذا كان طفلك يعاني من إعاقة جسدية، فقد تحتاجين إلى مساعدته في أداء المهام اليومية، مثل ارتداء الملابس أو الاستحمام أو التنقل.
إذا كان طفلك يعاني من إعاقة عقلية، فقد تحتاجين إلى مساعدته في التعلم والنمو.
إذا كان طفلك يعاني من إعاقة حسية، فقد تحتاجين إلى مساعدته في التواصل مع الآخرين.
من المهم أيضًا أن تتذكري أن كل طفل معاق مختلف عن الآخر، ما يصلح لأحد الأطفال قد لا يصلح لشخص آخر، ومن المهم أن تكوني مرنة وقابلة للتكيف، وأن تتكيفي مع احتياجات طفلك الفردية.
يمكن أن يكون التعامل مع الشخص المعاق تجربة صعبة، ولكنها أيضًا تجربة مجزية للغاية من خلال توفير الدعم والحب والرعاية، يمكنك مساعدة طفلك المعاق على تحقيق النجاح في الحياة.
وعلى الرغم من كبر حجم التحديات إلا هناك نماذج فريدة لمعاقين نجحوا في حياتهم أكثر من الأشخاص الطبيعيين وكأن التحدي كان سببا في نجاحهم وتألقهم.
من المهم أن نعمل معا على اندماج المعاقين في المجتمع أي عملية مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع جوانب المجتمع على قدم المساواة مع الآخرين. ويتضمن الاندماج التعليم والعمل والمشاركة الاجتماعية والسياسية.