"لا للتهجير.. لا لإماتة قضية فلسطين".. رسائل حاسمة للدولة المصرية في أزمة غزة

الأحد، 03 ديسمبر 2023 07:20 م
"لا للتهجير.. لا لإماتة قضية فلسطين".. رسائل حاسمة للدولة المصرية في أزمة غزة

بنبرة حاسمة أطلقت الدولة المصرية رسائل تؤكد عن رؤيتها الثابتة، منذ اليوم الأول للحرب فى قطاع غزة، وشددت عليها أمام المحافل الإقليمية والدولية، وكانت الأفعال خير توثيق لها.
 
إحدى قمم الرسائل كانت للرئيس عبد الفتاح السيسى خلال اللقاءات الثنائية مع قادة وزعماء عالم على هامش قمة المناخ cop28، المنعقدة حاليا فى دبى، مشدداً على أن مصر "لم ولن تسمح بتصفية القضية على حساب دول الجوار"، وهو ما أيده القادة فى أحاديثهم.
 
الرسائل ترفض "تهجير الفلسطيين" وتكرر إن إماتة قضيتهم خط أحمر لن تسمح الدولة المصرية به، وستظل تقوم بدورها التاريخى تجاه القضية الفلسطينية إنسانىا وسياسىا، وهو ما طبقته منذ بداية أزمة غزة.
 
ومرارا، حذر الرئيس السيسي بأنه "لا تهاون في حماية الأمن القومي لمصر"، مذكرا بأن "مصر دولة قوية ولا تُمس".
 
كما نبه وزير الخارجية المصري سامح شكري فى مناسبات عديدة إلى أن "سياسة التهجير القسري والجماعي التي رفضها العالم ويعدها انتهاكاً للقانون الدولي، ما زالت هدفاً لإسرائيل، عبر تصريحات مسؤوليها، وبمحاولة خلق واقع مرير على الأرض يستهدف طرد سكان غزة الفلسطينيين من أرضهم، وتصفية قضيتهم من خلال عزل الشعب عن أرضه والاستحواذ عليها".
 
مخطط التهجير
"التهجير" مخطط إسرائيلي بدعم أطراف أخرى فى الكواليس، ويتضمن إغراء دول عربية بل وغربية لاستضافة لاجئي غزة، وتفريغ القطاع وإماتة القضية الفلسطيينة.
وقُدم مشروع إلى مسؤولين بارزين في الكونجرس الأمريكي بشأن تهجير سكان غزة إلى دول الجوار، وهو ما تعمل القوات الإسرائيلية على تنفيذه من خلال دفع سكان القطاع بوسائل شتى نحو الأراضي المصرية، وترفضه دول العالم.
 
وكشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن خطة تل أبيب عُرضت على مسؤولين كبار من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين، ونالت مباركتهم، وفق الصحيفة، وسيُروج لها مباشرة عقب الموافقة عليها. وتشمل الخطة 4 مبادرات اقتصادية لدول في المنطقة، لإغرائها بقبول "هجرة طوعية للفلسطينيين إلى أراضيها.
 
في حين أكد مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية أن السلطات الإسرائيلية وافقت على تخصيص ما وصفها "بالمناطق الآمنة الكبيرة" في جنوب القطاع المكتظ بالسكان، مع اتساع نطاق عملياتها العسكرية.
 
وكان الجيش الإسرائيلي قد أصدر منذ بداية عملياته العسكرية تحذيرات متكررة لسكان شمال قطاع غزة بضرورة إخلاء منازلهم فوراً والتوجه نحو الجنوب (باتجاه الحدود المصرية)، كما قطع خدمات المياه والكهرباء عن معظم مناطق القطاع لدفعهم إلى النزوح.
 
ورغم أن الإدارة الأمريكية قد أعلنت في المراحل الأولى من الحرب أنها ستعارض التهجير القسري لسكان غزة من القطاع، لكن التصريحات الرسمية لم تشر إلى موقفها بشأن ما وصفه المقترح الإسرائيلي بـ"المغادرة الطوعية".
 
مشروعات سابقة للتهجير
"التهجير" مخطط قديم لدى إسرائيل، وتعددت مشروعات دفعهم إلى دول الجوار، بصيغ وأفكار متباينة، جاء أولها في خمسينات القرن الماضي، بعد فرار 200 ألف لاجئ باقي فلسطين إلى غزة فى مارس 1949، عندما وُضع مخطط لتوطين عشرات الآلاف من الفلسطينيين خارج أرضهم، وخصصت الولايات المتحدة الجزء الأكبر من التمويل للمشروع، لكن انتفاضة الفلسطينيين وقتذاك أجهضت المشروع.
 
وخلال احتلال إسرائيل لسيناء (1967 - 1973) حاولت إسرائيل استغلال سيطرتها على الأرض، في تهجير آلاف الفلسطينيين إلى أرض الفيروز، وهو ما أجهضته الدولة المصرية.
 
 
دور تاريخى مستمر
سياسىيا، تجرى الدولة المصرية اتصالات مكثفة مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لحل للأزمة وتجديد الهدنة ووقف إطلاق النار. محققة إنجازات كبيرة خلال فترة الهدنة ونجحت خلالها في إنهاء أزمة تبادل المحتجزين بقطاع غزة والأسرى الفلسطينيين بعد تعثرها، وكانت الدفعة الثانية من الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي خرجوا من سجن "عوفر" الإسرائيلي في مدينة "بيتونيا" الواقعة غرب محافظة رام الله، والبيرة بوسط الضفة الغربية المحتلة، وكان من ثمار الجهود المصرية أيضا بالتنسيق مع كافه الأطراف، تحرك مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات من منفذ رفح إلى شمال قطاع غزة.
 
 
تأكيدات دولية لقوة مصر
وفى تأكيد للدور المصرى، أكد نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جون فينر، أن التوصل لحل القضية الفلسطينة لن يتم دون الدولة المصرية وأن جهودها تؤكد قدرتها على صناعة القرار الإقليمي.
 
كما قال وزير الزراعة الإسرائيلي، عضو المجلس الوزاري المصغر، فى تصريحات سابقة له، أن صفقة تبادل الأسرى بين الاحتلال الاسرائيلي وحماس لن تتم دون قيادة مصرية للوساطة.
 
والرئيس الأمريكي، جو بايدن، ثمن جهود الدولة المصرية والرئيس السيسي، بشأن الوصول إلى تنفيذ هدنة إنسانية في غزة، وصفقة التبادل بين إسرائيل وحماس، مؤكدا الدور المصرى فى إيصال المساعدات إلى قطاع غزة، وأنه يجب العمل على حل الدولتين لنشر السلام في المنطقة.
 
وبدوره، أكد ألكسندر دى كرو، رئيس وزراء بلجيكا، أن الرئيس المصري، لعب دورًا هامًا في إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الفلسطيني، مقدمًا الشكر للرئيس السيسي على ضمان سلامة مواطني بلاده. وكتب دي كرو، على إنستجرام: "يلعب الرئيس السيسي دورًا مهمًا في إيصال المساعدات الإنسانية لسكان غزة وشكرته على ضمان سلامة مواطنينا، كما أنه يشاركنا قلقنا بشأن العنف والضحايا العديدين فى غزة".
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق