«مسافة السكة» جسدت ملحمة تاريخية لدعم الفلسطينيين في القطاع بـ 975 شاحنة مساعدات بإجمالي حمولة 9000 طن
السبت، 02 ديسمبر 2023 09:00 ممحمد الشرقاوي
نقلا عن النسخة الورقية:
- التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي.. ذراع مصرية تخفف آلام الأشقاء
- التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي.. ذراع مصرية تخفف آلام الأشقاء
"على بركة الله.. على بركة الله.. قافلة مصر إن شاء الله تصل إلى أشقائنا في فلسطين لقطاع غزة تخفف عنهم ما أمكن".. بهذه الكلمات أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال مؤتمر "تحيا مصر .. استجابة شعب" لدعم الشعب الفلسطيني، قافلة مصر إلى الأشقاء في فلسطين بقطاع غزة للتخفيف عنهم.
وخلال كلمة الرئيس السيسي، أضاف: "عايزين ندخل أكبر حجم من المساعدات لأن هناك 2.3 مليون مواطن تحت الحصار وخلال الأيام القادمة سنستمر في دعمنا ومساندة الشعب الفلسطيني، واللي فات كوم واللي جاي كوم تاني".
هكذا هي ذراع مصر حين تمتد، فتصل أقاصي الأرض في "مسافة السكة"، تخفف عن الأشقاء، وتدعم الأصدقاء، وتمد العون لكل من هو في حاجة للعون، هكذا هي مصر، وهذا هو تاريخها.
في 28 نوفمبر، قال عضو الائتلاف الوطني للعمل التنموي المدني طلعت عبد القوي، إن التحالف أرسل بمفرده لقطاع غزة 975 شاحنة مساعدات تحمل إجمالي حمولة 9000 طن، لافتاً إلى أنه اليوم الأول من الهدنة، دخلت 200 شاحنة مساعدات إلى غزة، بينما عبرت 143 شاحنة مساعدات في اليوم التالي ومن بين تلك الشاحنات، تمكنت 70 شاحنة من الوصول إلى الجزء الشمالي من القطاع، وأوضح أن ست شاحنات دخلت إلى القطاع، يوم الأحد الماضي، محملة بـ129 ألف لتر من مادة الديزل، و80 ألف لتر من الغاز، ومن المتوقع أن يصل عدد شاحنات المساعدات المتدفقة إلى القطاع إلى 200 شاحنةـ ويشار إلى أنه تم إدخال نحو 20 ألف طن من المساعدات إلى غزة منذ البداية من الأزمة، حيث ساهمت مصر بأكثر من 80%.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر المصري، عن حجم المساعدات المقدمة إلى غزة عبر معبر رفح البري، حيث أكدت أن إجمالي عدد الطائرات القادمة إلى مطار العريش بلغ 195 طائرة من 34 دولة، و11 منظمة، هي: "مصر، اليونان، الهند، الجزائر، بنجلاديش، إيطاليا، البحرين، البرازيل، بريطانيا، كولومبيا، فرنسا، إندونيسيا، العراق، اليابان، الدنمارك، الإمارات،، الأردن، الكويت، ليبيا، ماليزيا، المغرب، باكستان، قطر، روسيا، السعودية، تونس، تركيا، فنزويلا، تركمانستان، إنجلترا، الأرجنتين، بولندا، وسنغافورة"، كما أشارت إلى أن إجمالي عدد الشاحنات بلغ 1814 شاحنة شملت 1143 طن مواد غذائية، 314 مواد إغاثية، و357 شاحنة للمستلزمات الطبية، كما بلغ عدد العابرين حوالي 9 آلاف، في حين بلغ عدد المرافقين لهم 288 شخصًا.
وأكدت أنه يتم التنسيق المستمر مع الهلال الأحمر الفلسطيني من خلال إقامة جسر بري بين مصر وغزة لإرسال المساعدات العاجلة للشعب الفلسطيني، وذلك لتلبية احتياجاتهم الأساسية والملحة لهم، مشيرة إلى استقبال التبرعات على مدار الساعة، حيث يوجد ما يقرب من 2.2 مليون شخص في غزة في حاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة.
وحتى تاريخ 27 نوفمبر، وبحسب بيانات الهيئة العامة للاستعلامات، بلغ حجم المساعدات الطبية التي دخلت قطاع غزة 2812 طنا، بينما بلغ حجم المساعدات من المواد الغذائية بلغ 11427 طنا وحجم المياه 8583 طنا، مع 1048 طن وقود، بإجمالي شاحنات عبرت من معبر رفح 2263 شاحنة.
مساعدات غير مسبوقة، لفتت انتباه العالم كله، وأشاد بها الفلسطينيون أنفسهم، خرجت جميعها تحت مظلة التحالف الوطني للعمل التنموي -ذراع مصر الخيري – يقول عصام عبدالرحمن، عضو التحالف إن التحالف مظلة للمؤسسات الأهلية الكبرى في الدولة المصرية، مؤكداً أنه مع بداية الأزمة والحرب على قطاع غزة واكب التحالف التحرك السياسي ونبض الشارع والإرادة السياسية من أجل تقديم الدعم الكبير للشعب الفلسطيني جراء الحرب الوحشية عليه من قبل الاحتلال الإسرائيلي، موضحاً أن حجم المساعدات التي دخلت قطاع غزة 80 % منها مساعدات مصرية، مشيراً إلى أنه قبل الهدنة مصر كانت تقود العالم في تقديم الدعم والمساعدات للشعب الفلسطيني، وأن الرئيس السيسي، من استاد القاهرة، أعطى إشارة البدء لإطلاق قافلة مصر.
وأكد عصام عبدالرحمن أن التحالف التنموي جاهز على مدار الساعة، من خلال غرفة العلميات التي شكلها وأيضا تكوين فريق عمل محترف لمواصلة الدعم للشعب الفلسطيني، مع دخول المساعدات لقطاع غزة، موضحا أن التحالف جاهز في أي لحظة للتحرك ورهن الإشارة لتنفيذ توجيهات القيادة السياسية من أجل تقديم الدعم الكامل للأشقاء في قطاع غزة.
وأشار طلعت عبد القوي، عضو التحالف الوطني للعمل التنموي، إلى أنَّ المحصلة التي جرت في المراحل الأربع لإرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة جرى تقديرها بنحو 975 شاحنة، بحمولة 9 آلاف طن من الأغذية والأدوية والمستلزمات الطبية، من الجهود الشعبية بالإضافة إلى 3000 طن آخرين، وأكد أن غزة دخلها أكبر قافلة مساعدات لقطاع غزة بعد اتفاق الهدنة، ما يعتبر علامة بارزة على الدور المجتمعي الإنساني المصري وتوجيهات القيادة، مؤكدًا أنه لا يجب على أحد المزايدة على مصر بعد هذا الدور الكبير، حيث إن معبر رفح مفتوح يوميا، ومصر تقدم مساعدات ضخمة وغير مسبوقة.
دور إنساني تاريخي
الدور الإنساني التاريخي لمصر في مساعدة الفلسطينيين لا ينكره أحد، خاصة وأن موقف القيادة السياسية من دعم الأشقاء واضح وصريح، وهو ما كشفت عنه كلمة الرئيس السيسي خلال احتفالية "تحيا مصر - تحيا فلسطين"، والتي تضمنت عددا من الرسائل بالغة الأهمية.
رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، أكد أمام مجلس النواب، أن مصر ضغطت منذ بداية الأحداث في القطاع من أجل إدخال المساعدات الإغاثية لأهالي القطاع، من خلال التعاون بين مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني.
وبحسب مدبولي فقد تجاوز حجم المساعدات الإنسانية التي قدمتها مصر إلى قطاع غزة، أكثر من 11200 طن، حتى 19 نوفمبر، من المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية والمياه والخيام وغيرها من المساعدات والاحتياجات؛ لتخفيف حدة المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني الشقيق، وهو ما يمثل نحو 4 أضعاف حجم المساعدات المقدمة من 30 دولة.
وأكد مدبولي، أنه تم تجهيز أكثر من 30 ألفاً من الأطقم الطبية لخدمة أهالينا المصابين الوافدين، مع رفع درجة الاستعداد التام من جانب المستشفيات والأطقم الطبية؛ لاستقبال الحالات الوافدة عبر منفذ رفح، وتوفير الرعاية الطبية المطلوبة لهم.
في 28 نوفمبر، أكدت وزيرة الصحة الفلسطينية، الدكتورة مي الكيلة، أن 470 جريحًا من قطاع غزة تم استقبالهم حتى الآن في المستشفيات المصرية، معربة خلال تفقدها الجرحى في المستشفيات المصرية، عن أملها في أن يتم التنسيق لخروج المزيد من الجرحى خلال الأيام المقبلة.
ولفتت وزيرة الصحة الفلسطينية إلى أن 35 ألف جريح من قطاع غزة بحاجة إلى العلاج، مشيدة بالجهود المصرية، خاصة وزارة الصحة، التي يتم التواصل معها بشكل دائم، والتي سخرت إمكانياتها لاستقبالهم، في ظل تهالك 26 مستشفى من أصل 35 خرجت عن الخدمة، جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتواصل الدولة المصرية من خلال وضع الخطط والاستراتيجيات وإطلاق المبادرات على ضمان حقوق المواطنين وخاصة الفئات الأولى بالرعاية في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية، وتكوين بوتقة واحدة تضم حقوق كافة فئات المجتمع من مرأة وطفل وشباب وكبار سن وذوي همم وغيرهم؛ لأن بناء الجمهورية الجديدة يستند في الأساس إلى النهج التشاركي الذي يعزز التعاون بين القطاع العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني، لذا جاء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي.
والتحالف الوطني تكتل يضم 24 عضواً: الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية، ومؤسسة حياة كريمة، ومؤسسة بيت الزكاة والصدقات المصري، ومؤسسة الجود الخيرية، وجمعية الأورمان، وبنك الطعام المصرى، ومؤسسة مصر الخير، ومؤسسة مجدى يعقوب، والمعهد القومى للأورام، والهيئة القبطية الإنجيلية، ومؤسسة بهية، ومؤسسة أهل مصر، ومؤسسة صُناع الحياة، ومؤسسة راعى مصر، وجمعية رسالة، وجمعية الباقيات الصالحات، وجمعية رعاية مرضى الكبد، ومستشفيات جامعة القاهرة، ومؤسسة العربى لتنمية المجتمع، وجمعية الدكتور مصطفى محمود، ومؤسسة صُناع الخير، ومؤسسة كير، ومؤسسة عدالة ومساندة، ومؤسسة أبو العينين، و15 ألف جمعية شريكة، و30 ألف جمعية تضم 60 ألف موظف و50 ألف متطوع.
وعبر التحالف الوطني، لم تغفل الدولة المصرية الدور الفاعل لمنظمات المجتمع المدني في تحقيق الأهداف التنموية وتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية من خلال الوصول إلى شريحة أكبر من الفئات الأولى بالرعاية في مختلف محافظات الجمهورية، ومع تطور الأوضاع الإقليمية، لعب التحالف دورًا بارزًا في تكريس الدور المصري في دعم الأشقاء.
وأثبتت الأزمة الأخيرة، أن التحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي ليس فقط سنداً لكل المصريين، بل للأشقاء أيضاً، فهو أحد مسارات التنمية الشاملة في الجمهورية الجديدة، تمكن منذ تدشينه في التواجد في كل شبر على أرض مصر بما فيها المناطق الحدودية النائية، ودعم 30 مليون مواطن مصري.
وجاء التحالف الوطني، كآلية لربط جمعيات العمل الأهلي وإيجاد آلية للتنسيق بين أطراف العمل الأهلي التنموي في مصر، وضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها، وبالتالي صارت هناك آلية لحوكمة إنفاق التبرعات من جهة، وتوسيع دائرة الاستفادة من جهة أخرى.
بالإضافة إلى أنه وحد جهود التبرع، فأنشأ قاعدة بيانات موحدة بالتشارك مع الجهات الحكومية تحتوي على بيانات 37 مليون مواطن من الأكثر استحقاقا، وهى سابقة من نوعها في تاريخ مصر، بالإضافة إلى خلق حالة تشاركية بدلا من التنافسية والتكرار بين الجمعيات الخيرية، وبالتالي نجحت الدولة من خلاله في تعزيز ملف الدعم المجتمعي.
وللتحالف الوطني قاعدة عريضة من المتطوعين وصلت في 2022 إلى أكثر 251 ألف متطوع بمتوسط عدد 3 ساعات تطوعية أسبوعيًا، ويوجد 76 ألف متطوع منتظم و14 ألفا من قادة التطوع وهم شباب يستطيعون حشد شباب آخرين للتطوع. وهذا العدد الهائل من الشباب المتطوع داخل أنشطة التحالف يشكل قوة كبيرة، خاصة مع وجود قاعدة بيانات لهؤلاء المتطوعين والتي تساعد في توظيف إمكانياتهم وخبراتهم وقدراتهم بشكل أكثر احترافية، فهم متطوعون في الفترة الحالية ولكن مستقبلًا ستساهم هذه القاعدة بصورة كبيرة في توظيفهم في الأماكن التي يستحقوها والتي يستطيعون من خلالها رفع مستوى إنتاجيتهم.