كلنا فلسطين.. رسالة مصرية للعالم: ثوابتنا تجاه القضية الفلسطينية لم ولن تتغير
السبت، 02 ديسمبر 2023 08:00 م
نقلا عن النسخة الورقية:
- الفلسيطنيون شعب يعاني ويلات الاحتلال والقتل والقمع والعزلة 75 عاماً ويستحق الوقوف مع مطالبه العادلة وحقه في دولته المستقلة
في التاسع والعشرين من نوفمبر من كل عام، يحتفل العالم بيوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، الذى أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977، وفق قراارها "32/40 ب"، ففى ذلك اليوم من عام 1947 اعتمدت الجمعية العامة قرار تقسيم فلسطين، وفي 2015، تم رفع العلم الفلسطيني أمام مقرات ومكاتب الأمم المتحدة حول العالم، واعتمدت الجمعية العامة قرارا برفع أعلام الدول المشاركة بصفة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، بما في ذلك علم دولة فلسطين، حيث اقيمت مراسم رفع علم دولة فلسطين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم 30 سبتمبر 2015.
وتزامن إحياء اليوم الدولي هذا العام، مع واقع أليم يشهد الشعب الفلسطيني فيه عدواناً غاشماً غير مسبوق، تُذبح فيه الإنسانية كل يوم منذ أكثر من أربعة وخمسين يوماً، في انتهاك سافر لقواعد القانون الدولي والقانوني الدولي الإنسان، حيث يقف المجتمع الدولي مكتوف الأيدي أمام حصيلة مروعة من الضحايا المدنيين لهذا العدوان الذي أودى بحياة نحو 15 ألفاً من مدنيين، أغلبهم من النساء والأطفال، إضافة إلى تعرض ملايين الفلسطينيين لممارسات تُخالف كافة مبادئ الإنسانية.
وشاركت مصر الأربعاء الماضى المجتمع الدولي في إحيائه لليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، تضامناً مع شعب فلسطين الصامد، وتأكيداً على حضور القضية الفلسطينية حيةً وحاضرةً في المحافل الدولية وفي الضمير العالمي، وأكدت مصر، حكومةً وشعباً، عبر بيان رسمي صدر عن وزارة الخارجية، من واقع مسئوليتها التاريخية وتضامنها العروبي والتزامها الدائم بالشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، على دعمها الدائم وغير المحدود للشعب الفلسطيني في الدفاع عن قضيته باعتبارها القضية الأولى للأمة العربية، مؤكدةً أن ثوابت الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية لم ولن تتغير، وأن التزامها بمسئوليتها إزاء القضية الفلسطينية التزام أصيل، تبذل في سبيله كل غال ونفيس حتى ينال الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة.
وطالبت مصر المجتمع الدولي بالتحرك الجاد والحازم لوقف الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية وكامل الأرض الفلسطينية المُحتلة، ورفع الظلم والمعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني، كما طالبت بالوقف الدائم وغير المشروط لإطلاق النار في قطاع غزة حقناً لدماء الأبرياء، وتوفير المساعدات الإغاثية والإنسانية اللازمة بشكل كاف ومستدام للتعامل مع المأساة الإنسانية غير المسبوقة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
وأكدت جمهورية مصر العربية في هذا اليوم، على أن الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا من خلال تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين ومقررات الشرعية الدولية ذات الصلة، وهو الأمر الذي يقتضي تكاتف المجتمع الدولي بكل جدية لإنفاذ حل الدولتين وتجسيد الدولة الفلسطينية المُستقلة المُتواصلة الأراضي على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مذكرة في الوقت نفسه المجتمع الدولي في هذا اليوم، بشعب صامد يعاني منذ أكثر من سبعين عاماً من ويلات الاحتلال والقتل والقمع والعزلة، يستحق أن تتكاتف معه جميع دول العالم وشعوبها في هذه اللحظات الدقيقة، وأن يقف المجتمع الدولي داعماً له في مطالبه العادلة والمشروعة، وحقه في إقامة دولته المستقلة.
وقدمت الدولة المصرية الكثير في ملف دعم القضية الفلسطينية ، ولعل آخره نجاح الوساطة المصرية القطرية في تمديد الهدنة بقطاع غزة، حيث استطاعت مصر خلال هذه الحرب أن تفرض كلمتها، سواء بإدخال المساعدات بشكل يومى إلى قطاع غزة، واستقبال أصحاب الجنسيات العالقين عند معبر رفح ليكون محطتهم للعودة إلى أوطانهم، فضلًا عن استقبال المرضى والجرحى من الفلسطينيين في مستشفيات العريش وسيناء، كذلك قدمت مصر آلاف الأطنان من المساعدات الطبية والغذائية والوقود لتحل فى مقدمة دول العالم التى وجهت مساعدات إنسانية وإغاثية للقطاع، إلى جانب استقبال مطار العريش أطنان من المساعدات والاغاثات من دول العالم تمهيدًا لإدخالها من خلال معبر رفح إلى القطاع.
وعلى المستوى الشعبى، كان ولازال الشعب المصرى من أكثر شعوب العالم دعمًا للشعب الفلسطيني، إيمانًا من المصريين أن القضية الفلسطينية هى قضيتهم بالأساس، حيث ضحى المصريون بآلاف الشهداء في الحروب التى خاضتها مصر قبل معاهدة السلام، حيث تم إطلاق دعوات المقاطعة لمنتجات الشركات الداعمة للكيان الصهيونى، كذلك خرج المصريون فى مظاهرات داعمه لفلسطين وقضية الأمة العربية والإسلامية، وتنديدًا بالعدوان الإسرائيلى، ورفضًا لأى سيناريوهات مقترحة بتهجير أهالى قطاع غزة عن أرضهم.
أما على المستوى الرسمي والدبلوماسى، قدمت مصر درسًا لدول العالم في كيفية الدعم والمساندة الإنسانية لشعب يعيش تحت ظلم وآلة حرب غاشمة لا تعرف الرحمة، وكيف يمكن لدولة أن تكون مؤثرة على المستوى الاقليمى والدولى.
ولا شك أن مصر استطاعت أن تكون محطة الزعماء لإعلاء قيم الإنسانية من خلال الزيارات المتكررة لمصر، ولقاءات الرؤساء والملوك والأمراء مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، وهو ما تناقلته وسائل الإعلام العالمية يومًا بعد يوم، بل إن الأمر وصل إلى حدود مصر الشرقية تحديدًا عند معبر رفح الذى شهد زيارات هامة منذ بداية العملية العسكرية فى غزة، بدأت بزيارة أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الذى أكد أن مصر بلد ذات سيادة، وأن أهالي غزة بحاجة عاجلة إلى كل أنواع المساعدة، كما كانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين حاضرة من أمام معبر رفح، حيث قالت فى مؤتمر صحفى أمام بوابة المعبر: "أشيد بالدور المصرى المهم لإرسال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، متابعة: "نشكر مصر على استقبال المصابين الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة".
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث زار المعبر أيضًا، كل من، بيدرو سانشيز رئيس وزراء إسبانيا، ألكسندر دى كرو، رئيس وزراء بلجيكا، حيث قال سانشيز، "شكرنا الرئيس السيسي على هذه الإنجازات التي فعلها، وساعدنا على وصول المساعدات الإنسانية والطبية إلى غزة"، مؤكدا أنه "بمساعدة الرئيس السيسي تم وصول المساعدات".
في حين أكد دي كرو، أن "الرئيس عبد الفتاح السيسي لعب دورا هاما في إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الفلسطيني، مقدما الشكر للرئيس السيسي على ضمان سلامة مواطني بلاده". مصر لم تكتف بزيارات المسئولين الكبار لمعبر رفح لإلقاء كلمة، ولكنها كانت حريصة أيضا على إيضاح الصورة كاملة لزعماء العالم، حيث تغيرت لغة الخطاب السياسى الخاص بفرنسا، ففي الوقت الذى كان فيه التضامن مع فلسطين جريمة في فرنسا، تحول الخطاب إلى ضرورة وجود حل للأزمة والتوقف عن قتل المدنيين، ومطالبة إسرائيل بإيجاد "رد ملاءم" لمواجهة حماس.