خوف وقلق من ظهور «الالتهاب الرئوي الغامض» في الصين

السبت، 02 ديسمبر 2023 06:00 م
خوف وقلق من ظهور «الالتهاب الرئوي الغامض» في الصين
أحمد سامي

الصحة تجيب على سؤال هل تظهر كورونا هذا الشتاء وتؤكد:

الوباء لم ينته لكن الوضع الوبائي في مصر مستقر ولدينا خطة وقائية للكشف عن المتحورات الجديدة 

عوض تاج الدين: ظهور الفيروسات التنفسية «ظاهرة طبيعية».. وتزويد مستشفيات الصدر بأحدث البروتوكولات العلاجية
 
قلق كبير يعيشه العالم بسبب انتشار الفيروسات والأمراض التنفسية، التي ما تلبث أن تهدأ حتى تعاود الانتشار السريع مرة أخرى لتثير القلق، وتبدأ الدول في اتخاذ احتياطاتها، ورفع حالة الطوارئ والعودة إلى الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار الفيروسات وتأثيرها على صحة المواطنين، فخلال الأيام الماضية القليلة وبعد هدوء نسبي، بدأت منظمة الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر بشأن تفشي "الالتهاب الرئوي الغامض" الذى يصيب الأطفال بالصين، وسط مخاوف لتفشى وباء جديدًا على غرار كورونا، والذى تبحث المنظمة عن اصوله حتى الآن.
 
وحذرت منظمة الصحة العالمية، من انتشار أمراض الجهاز التنفسي والالتهاب الرئوي بعد ارتفاع معدل الإصابة به في الصين، إذ تكتظ مستشفيات الصين بالأطفال المصابين بالالتهابات الرئوية، مما دفع المنظمة إلى مطالبة بكين بمدها بمزيد من البيانات، ومنذ منتصف أكتوبر 2023، تراقب الصحة العالمية البيانات الواردة من أنظمة المراقبة الصينية والتي تظهر زيادة في معدلات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.
 
وقالت منظمة الصحة العالمية، إن البيانات الواردة من الصين التي تشير إلى أن الارتفاع الكبير في أمراض الجهاز التنفسي كان مجرد انتعاش للفيروسات الموسمية بعد عمليات الإغلاق الوحشية التي فرضتها البلاد، وإن الارتفاع الكبير في الحالات المرضية ليس كما كان عليه قبل جائحة كورونا، مؤكدة أنه لم يتم العثور على مسببات أمراض جديدة أو غير عادية في السنوات الأخيرة.
 
ووفقا لما ذكرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، هناك مخاوف أن الصين ليست صادقة بشأن تفشي المرض بالنظر إلى سجلها الحافل، وسبق أن تعرضت بكين لانتقادات بسبب افتقارها إلى الشفافية فيما يتعلق بحالات الإصابة بفيروس كورونا في عام 2019، قبل وقت قصير من اجتياح الفيروس العالم، وتعرضت مدن متعددة في البلاد الآن لانتشار مرض الالتهاب الرئوي الغامض الذي يصيب الأطفال.
 
وكشفت الصحيفة، أن وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة UKHSA، قلقة بعد أن أثارت صور المستشفيات الصينية المكتظة بالأطفال وأولياء أمورهم القلق في جميع أنحاء العالم، وسعت بكين إلى التقليل من المخاوف، وأخبرت منظمة الصحة العالمية، أنه لا يوجد مرض جديد ، وبدلاً من ذلك، أرجعوا تفشي المرض إلى موجة من الميكروبات الشتوية الشائعة التي تضرب بقوة أكبر من المعتاد بسبب انخفاض مناعة البلاد من قيود جائحة كورونا، وأن نظام الرعاية الصحية الخاص بها يتماشى مع الطلب.
 
وقالت جيني هاريس الرئيسة التنفيذية  بوكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة إنه على الرغم من الرد الرسمي للصين بعد طلبها للحصول على معلومات مفصلة عن زيادة أمراض الجهاز التنفسي ومجموعات الالتهاب الرئوي المبلغ عنها لدى الأطفال"، إلا أننا بحاجة إلى أن نتمتع بالشفافية والوضوح، بشأن سبب أي زيادة في الإبلاغ عن مجموعات من الأمراض بما في ذلك هذا المرض لدى الأطفال الصينيين.
 
وقال لي تونج تسنج، كبير الأطباء في قسم الأمراض المعدية في مستشفى بكين يوان، إن الحالات الجديدة لأمراض الجهاز التنفسي التي تنتشر عن طريق الشباب في مكان العمل والأطفال في المدرسة، يمكن أن تصل إلى ذروتها في الأسبوعين المقبلين، لافتاً إلى ان هذا كان متوقعًا نظرًا لأن البلاد تواجه أول شتاء كامل لها بعد الإغلاق  مع انخفاض المناعة ضد العدوى الشائعة نتيجة لذلك.
 
وقال البروفيسور لورانس يونج، عالم الفيروسات المقيم في جامعة وأرويك، إن استجابة الصين لمخاوف منظمة الصحة العالمية بشأن تصاعد أمراض الجهاز التنفسي لدى الأطفال في شمال الصين توفر بعض الطمأنينة بأن هذا لا يرجع إلى مسببات مرضية جديدة ولكنه مرتبط بانتقال التهابات الجهاز التنفسي الموجودة، موضحاً أنه من الطبيعي أن نكون متشككين في ضوء المخاوف بشأن شفافية المعلومات الواردة من الصين، موضحا "نحن بحاجة إلى مراقبة بيانات المراقبة الواردة من الصين، ولكن يبدو أن هذه العدوى تُعزى إلى مسببات الأمراض المنتشرة المعروفة مثل الأنفلونزا، والفيروس المخلوي التنفسي، وكورونا، والمفطورة الرئوية.
 
من جانبه قال الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح واستشاري الحساسية والمناعة، إنه خلال فترة تقلب الطقس نحتاج جميعًا إلى حماية أنفسنا من الأمراض المنتشرة خلال هذه الفترة والتطعيم هو أفضل وقاية من الأمراض، موضحا أنه في الفترة ما بين فصل الخريف وقبل الشتاء تنتشر الأمراض التنفسية خاصة الأنفلونزا وهي من الأمراض الأكثر خطورة والتي لها معدل وفيات سنوية على مستوى العالم وتسبب مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي واللقاح هو أفضل وقاية.
 
وأضاف رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، أن هناك بعض التطعيمات الضرورية التي يمكن أن نحصل عليها في هذا الوقت سواء بالنسبة للأطفال والكبار وأهمها لقاح الأنفلونزا الذى يمكن أن يحصل عليه الأطفال من عمر6 شهور والنساء الحوامل والمرضعات وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة للوقاية من فيروسات الأنفلونزا الموسمية، موضحاً أنه مع بدء فصل الشتاء تم تزويد مستشفيات الصدر على مستوى الجمهورية بأحدث البروتوكولات العلاجية لفيروس كورونا، وأن البرتوكول العلاجي لم يتغير حتى الان نظرا لكفاءة تأثيره في علاج المريض المصاب، مشيراً إلى أن معدل الشفاء بالبرتوكول العلاجي تجاوز ال 98%، لافتاً إلى أن اللقاح يحمى من الاصابة بالمرض بنسبة تصل إلي 90% كما أنه له قدرة كبيرة على الحد من المضاعفات وهو ما جعل التعافي عند الإصابة سريعا.
 
وكشف الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس للشؤون الصحية، إن ظهور الفيروسات التنفسية في ذلك الوقت "ظاهرة طبيعية"، لكن القلق ينبغي أن يكون بسبب مدى انتشاره، مشددا على أن الأشخاص الذين يعانون من أعراض البرد العادي أن يبقوا في منازلهم حتى تمام شفائهم، لتجنب أي قلق أو إصابة لأي شخص آخر، ومع ذلك، حاليًا، يتم التحكم في الوضع المتعلق بالمتحور الجديد للفيروس.
 
وأشار تاج الدين، إلى أن السلطات الصحية تتخذ جميع التدابير الوقائية والاحترازية اللازمة للتعامل مع الأمراض الصدرية وفيروس كورونا، وتتضمن هذه التدابير تكثيف حملات التطعيم وتعزيز التباعد الاجتماعي والنظافة الشخصية وتوفير المعدات الوقائية للعاملين في القطاع الصحي، مشددا على أهمية التوعية العامة وتقديم المعلومات الصحيحة للجمهور، وضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية والتوجيهات الصحية الصادرة عن الجهات الصحية المعتمدة، كما يجب على الأفراد التواصل مع الجهات الصحية واتباع التوجيهات التي يتم تقديمها.
 
وقالت وزارة الصحة إنه تم توفير كواشف صحية جديدة للكشف عن متحورات كورونا الجديدة، بالإضافة لكواشف متطورة للكشف عن إصابات الأنفلونزا والانفلونزا الموسمية، وتوفير طبيب في كل مدرسة وزائرة صحية في اطار الخطة الوقائية لطلاب المدارس مؤكدة أن التطعيمات متاحة، ويجب على أولياء الأمور اعطاء الأطفال التطعيمات اللازمة بالتزامن مع نشاط عدد من الفيروسات التنفسية التي تنتشر مع فصل الشتاء، كما أرسلت الوزارة لمديريات الشؤن الصحية وللمعامل المركزية في المحافظات، والتي تتجاوز الـ50 معملا بالجمهورية تعريفات محدثة لإصابات الانفلونزا وفيروس كورونا والفيروس المخلوي، وذلك حتى يتثنى للأطباء التعرف على أحدث التشخيصات، مشددة على أن الفيروس المخلوي التنفسي هو فيروس تنفسي شائع يسبب عادةً أعراضًا خفيفة تشبه أعراض البرد، ويتعافى معظم الأشخاص خلال أسبوع أو أسبوعين.
 
وقال الدكتور حسام حسنى رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا بوزارة الصحة والسكان، أن الوضع الوبائي مستقر ولا توجد أي متحورات جديدة في مصر، وأن نسبة الإصابات تكاد تكون منعدمة والوفيات بلغت صفر لافتاً إلى أن اللقاحات واتباع الاجراءات الاحترازية وراء القضاء على الوباء، وأن العام الجاري سيكون هناك لقاحات أكثر تطورا لمواجهة السلالات المختلفة والحديثة من فيروس كورونا، موضحاً أنه مع بدء فصل الشتاء تم تزويد مستشفيات الصدر على مستوى الجمهورية بأحدث البروتوكولات العلاجية لفيروس كورونا، وأن البرتوكول العلاجي لم يتغير حتى الان نظرا لكفاءة تأثيره في علاج المريض المصاب، مؤكداً أن معدل الشفاء بالبرتوكول العلاجي تجاوز ال 98%، وأن اللقاح يحمى من الاصابة بالمرض بنسبة تصل إلي 90% كما أنه له قدرة كبيرة على الحد من المضاعفات وهو ما جعل التعافي عند الإصابة سريع.
 
واشار رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، إلى إن كورونا لم تنته كوباء، خاصة أن منظمة الصحة العالمية قالت إننا نتعامل مع كورونا كفيروس توطن وأصبح موجوداً مثل أي فيروس في العالم، وإنها حرب بين الفيروس الذي يبحث عن البقاء وبين الإنسان الذي يحرص دائماً ان لا يُصاب بأي مرض أو فقد، لافتاً إلى أنه من شروط بقاء الفيروس لا بد أن يصيب الإنسان لأن الفيروس ليست لديه القدرة على توليد طاقة أو على البقاء ومن أجل أن يعيش الفيروس يقوم باستغلال خلية الإنسان.
وأوضح الدكتور حسام حسنى أن المتحور الجديد لفيروس كورونا من الوارد أن ينشط انتشاره في ظل المتغيرات المختلفة للطقس ومع دخول فصل الشتاء، لكن الإصابات به تصنف على أنها بسيطة أو متوسطة ولاتزال مصر في مصاف الدول التي تتبع كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية في المطارات والموانئ لمنع تسرب الأمراض المعدية اليها من الدول المنتشر بها الوباء.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق