عن جمال وأصالة الشعب المصري رغم المعاناة
السبت، 18 نوفمبر 2023 02:20 م
رغم ظروفهم الاقتصادية الصعبة، كان المصريون في طليعة شعوب العالم التي قدمت المساعدات الإنسانية إلى قطاغ غزة، ففي حين قدمت كل الدول مجتمعة "ثلث" المساعدات قدم المصريون "الثلثين"، وفق تصريحات رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، في دلالة واضحة على كرم وشبع المصريين، الذي لا يعترف بفقر أو غنى.
مصر التي أطعمت العالم كله في عهد سيدنا يوسف، هي نفسها التي تقف اليوم بجوار الشعب الفلسطيني الأعزل، وهي التي تستضيف الفارين من جحيم الحروب في السودان واليمن والعراق وليبيا وسوريا وفلسطين وغيرهم، ويعيشون ليس في مخيمات ولكن وسط المصريين أشقائهم يأكلوان من طعامهم ويستقلون المواصلات نفسها، بل وينافس بعضهم المصريين في بعض المهن، مثل السوريين في المطاعم ومحلات الملابس، دون أن يعترض المصريين ولسان حالهم "كل واحد بياخد رزقه".
مصر التي قدمت الدماء في أكثر من حرب ضد الصهيونية وإقامة دولة إسرائيل، منذ عام 1948 ومرورا بالعدوان الثلاثي في 1956 ثم النكسة في 1967 ونهاية بنصر أكتوبر العظيم في 1973، لم تكتف بكل هذا، فقد حملت القضية الفلسطينية على كاهلها، ليس فقط في ميادين الحرب والقتال، ولكن في ساحات السياسة وعلى طاولة المفاوضات، إذ كانت القاهرة شريكا أساسيا في كل قرارات الشرعية الدولية التي منحت حقوقا للفلسطينية وأبرزها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما لم تتوانى عن دعم ملف المصالحة الفلسطينية، للتوفيق بين الأشقاء دون تبني وجهة نظر معينة لصالح أي الفريقين.
وقد عبر الأشقاء الفلسطينيين عن كل هذا، لاسيما في الأحداث الأخيرة، من خلال رسائل وفيديوهات لفلسطينيين أكدوا خلالها أنه لا يوجد شعب في العالم يحب الفلسطينيين مثل الشعب المصري، حتى أن الطفل الصغير عبد الله كحيل، لم يجد من يستنجد به في العالم إلا مصر، ليسأل أهله في غزة أن ينقلوه لمصر حتى لا يتم بتر قدمه، وبالفعل وصل لأرض مصر وهو الآن يعالج بأحد المستشفيات المصرية.
أخيرا، قد تكون مواردنا محدودة، لكننا لا نرد سائلا ولا نوصد الباب أمام محتاج، حتى لو زاحمنا في لقمة اللعيش، فهذا من شيم الكبار ومن أخلاق القرية والحارة المصرية الأصيلة، ونحمد الله أن جعلنا مهد الحضارات ومحط أنظار الهاربين من جحيم الحروب، فحقا مصر بلد الأمن والأمان.