"تايم" الامريكية تصف الاجتياح البرى الإسرائيلى لغزة بالقرار الخاطئ
الإثنين، 13 نوفمبر 2023 05:00 م
تتزايد الدعوات الرافضة لاجتياح إسرائيل قطاع غزة، وقالت مجلة تايم الأمريكية إن الغزو البري الذي أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قرار خاطئ، رغم الأسباب التي دفعته لإصدار الأمر.
وفقا لـ"تايم"، فإن أسباب نتنياهو التي أعلنها، تتضمن التأكد من القضاء على الفصائل الفلسطينية التي شنت هجوم 7 أكتوبر المباغت، وحاجته لاستعادة ثقة شعبه التي فقدها بعد الهجوم، وأن بقائه السياسي يعتمد على محو العار الذي تواجهه حكومته في أعقاب ثاني أكبر فشل أمني في تاريخ إسرائيل بعد حرب أكتوبر 1973.
ورصد التقرير عدة نقاط تجعل من الاجتياح البري لغزة قرار خاطئ، تتقدمها حماية المدنيين، حيث يوجد أكثر من مليوني فلسطينيين محاصرين داخل منطقة الحرب وليس لديهم مكان يذهبون إليه؛ خاصة وأن غالبيتهم أطفال ونساء، وقالت إنه مهما اتخذت قوات الاحتلال احتياطاتها لضمان سلامة المدنيين لن تكون كافية.
وذكرت المجلة أنه بعيداً عن المشكلة الأخلاقية، يتعين على نتنياهو أن يفهم أن اجتياح غزة يجعل إسرائيل أقل أماناً، وأن انتصاره قد يكون مكلفاً للغاية في حياة الإسرائيليين أيضاً، والأرجح أنه سيجرف إسرائيل إلى حرب طويلة ووحشية.
وقال التقرير، إن قتل المدنيين الفلسطينيين سيؤدي لتصعيد إقليمي للحرب ويزيد من خطر الإرهاب ضد اليهود حول العالم، ومع تصاعد العنف في القطاع تتشتت قوات لاحتلال بشكل أكبر مع الاخذ في الاعتبار التوترات الأخيرة على الحدود مع لبنان.
وتابعت: حتي إذا استطاعت إسرائيل "إبادة" المقاومة الفلسطينية فعلي جهة ما تولي السيطرة الأمنية في غزة على المدى الطويل، بعد أن أدت الحرب لزيادة التطرف الداخلي من المستوطنين وهو ما يجب على نتنياهو إيجاد حل له، بعد رفض الدول العربية تولي السيطرة الأمنية على غزة بعد الحرب، وفي الوقت نفسه فإن إعادة احتلال إسرائيلي طويل الأمد للأراضي الفلسطينية سيفاقم التكاليف البشرية والمادية.
ورأت تايم أنه رغم رغبة الولايات المتحدة في دعم حليفتها إسرائيل إلا أنها تدرك تبعات المشكلات هناك، لقد حذر بايدن نتنياهو من أن الأميركيين يفهمون جيداً تكلفة الرد على هجوم ضخم بخطة ليس لها هدف نهائي موثوق. وذكرت المجلة أن إسرائيل لن تصبح أكثر أمنا من خلال غزو كامل لغزة يضاعف قتل الأبرياء.
وعن موقف أمريكا، قالت المجلو أنها قلقة من قرار الغزو البري، وسط تزايد الدعوات الرافضة للخطوة والتحذيرات من تبعاتها على العالم، حيث تشعر الإدارة بالقلق من افتقار اسرائيل لأهداف عسكرية قابلة للتحقيق في غزة، ومن ان جيشها ليس مستعدا لشن غزو بري على القطاع بخطة يمكن ان تنجح.
من ضمن المحذرين من الاجتياح البري لغزة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك اوباما الذي اصدر بيانا أدان فيه هجوم الفصائل الفلسطينية أوائل أكتوبر، ورغم تأكيده على ان لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها الا انه اكد على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي.
ومن جانبه نبه وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، نظيره الإسرائيلي، يوآف جالانت، للحاجة الى دراسة كيفية تنفيذ الغزو البري مع شبكات أنفاق معقدة.
وحذر المدير الأسبق لوكالة (سي آي إيه)، ديفد بترايوس، من إن الهجوم البري قد يستمر لسنوات وسيتضمن "قتالا مروعا". وأكد لصحيفة بوليتيكو الأمريكية، أن إسرائيل ستواجه مصاعب كبري فى حال إقدامها علي التوغل البري القطاع، وستواجه وضعا أصعب من الذي واجهته القوات الأمريكية في الصومال، وستقابل بهجمات "انتحارية" وعبوات ناسفة ومفخخات وكمائن.
وقال إن تجربته الشخصية في إدارة الجيوش المنخرطة في "حملات وحشية لمكافحة التمرد" يجب أن تكون بمثابة تحذير للجيش الإسرائيلي.
وأضاف "من الصعب تخيل وضعا أصعب من المطروح في غزة، وكنت أحد الذين قادوا القوات في عدد من العمليات الكبرى في مناطق حضرية". وتابع "لا يمكنك الفوز في عمليات مكافحة التمرد في عام أو عامين. فمثل هذه العمليات عادة ما تستغرق عقدا من الزمن أو أكثر، كما رأينا في العراق وأفغانستان".