وزيرة التضامن خلال مؤتمر صوت غزة: استهداف المستشفيات والمدارس جرائم حرب
السبت، 11 نوفمبر 2023 10:04 م
قالت الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، في كلمتها خلال مؤتمر "صوت غزة من القاهرة": "تحية صادقة، وصرخة نافدة، ورحمة خالدة لأجسادٍ سقطت، وأرواحٌ صعدت، وشعوبٌ صمدت، ودولٌ عاهدت فصدقت ودعمت... وخزي وعار على أصواتٍ صمتت، وكرامةٌ انكسرت، فهوت وسقطت.. فخسئت ولُعنت والنصر قادم إن شاء الله".
جاء ذلك خلال مؤتمر مؤسسة مجلس القبائل والعائلات المصرية، والمنعقد تحت عنوان "صوت غزة من القاهرة"، وذلك لدعم أشقائنا الفلسطينيين في غزة، بحضور أحزاب حماة الوطن ومستقبل الوطن وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.
وتابعت: "تمر سنوات المعاناة لأبناء فلسطين الأبية، ويظل موقف مصر واحداً راسخاً لا ريب فيه، مؤكدا حق الشعب الفلسطيني في البقاء آمنين في أراضيهم، وظلت القضية الفلسطينية في مقدمة اهتمامات الدولة المصرية لأكثر من سبعة عقود، وسنين ثقالٍ على القلوب، وتمر السنوات وتوثق صميم العلاقة بين الشعبين، مساعي دبلوماسية حثيثة، قيادة عربية قوية، مساندة شعبية جسورة، وكرب الشعب الفلسطيني يقض المضاجع، حتى غدت القضية تتمثل ليس فقط في السياسة، وإنما في الثقافة والأدب، والرياضة، والفن حتى تربينا على "أصبح عندي الآن بندقية"، و"عربية يا أرض فلسطين".
وأضافت أنه على مدار 35 يوماً من ضربات وهجوم وهدم، وقذائف وحرائق وقنابل، وقتل أرواح بريئة، تبقى غزة صامدة باسلة، قوية محكمة، واثقة، ومعتصمة ومتيقنة، وتبقى مصر مساندة داعمة، قيادة وحكومة وشعباً، قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي القوية الأبية لا تخشى ولا تضعف، وترفض المساومة في عزة وجسارة، وتحمي الحد والأرض والعرض.
وأوضحت أن ما يحدث هو خرق صريح لكافة المواثيق الدولية، وللقانون الدولي الإنساني، ونقض لاتفاقات جنيف وبروتوكولاتها الإضافية التي تنظم السلوك أثناء النزاعات المسلحة ويسعى إلى الحد من تأثيراتها، وما تقوم إٍسرائيل بارتكابه هو مخالفات جسيمة لاتفاقية جنيف الرابعة وخاصة المادة 147 التي تعتبر كل من القتل العمد والتعذيب والتسبب المتعمد في معاناة كبيرة أو إصابات خطيرة للجسد أو الصحة من المخالفات الجسيمة، وتعتبر هذه المخالفات الجسيمة من جرائم الحرب بحسب البروتوكول الإضافي الأول الملحق باتفاقيات جنيف لعام 1977 والمتعلق بحماية ضحايا المنازعات المسلحة الدولية، وحسب النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1998.
وقالت القباج، إن استهداف المدنيين الأبرياء، والمستشفيات وعربات الإسعاف، والأطفال والنساء والشيوخ، وهدم البنية التحتية هو خرق لم نرى مثيله لكافة الاعراف والقوانين الدولية التي تحكم نقاط الصراع، ربما ما شاهده العالم من حروبٍ ودمار، ستظل غزة أكتوبر ٢٠٢٣ كاشفة وشاهدة على هذا الصمت المعيب، وعلى هذا القتل والدمار، فالقانون الدولي الإنساني يعتمد على مبدأ أساسي في الحروب، وهو أن "صوابية النزاع أو عدمها لا تنزع وجوبية الالتزام بمبادئ ونصوص القوانين مرعية الإجراء"، والسؤال هنا ما هي القوانين التي تحكم الصراع في غزة؟.
واستطردت: "لا يزال من المتوقع من جميع زعماء العالم تذكر وتطبيق القوانين الإنسانية التي تحكم سير الحرب نفسها، والمعروفة باسم "قانون الحرب"، وهو القانون الذي ينظم سير الأعمال العدائية، وفي إطار دور مصر لفلسطين الحبيبة والشقيقة، وبناء على توجهات الدولة المصرية وتوجيه القيادة السياسية بتقديم كافة أوجه الدعم للأشقاء في قطاع غزة؛ فتحية لمنظمات التحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي، ولمؤسسة حياة كريمة بشبابها الصاعد الواعد، وجمعية الهلال الأحمر المصري الذي أشرف بأن أكون نائباً لرئيسه، وللمتطوعات والمتطوعين في جميع المواقع، في العريش والاسماعيلية وعلى المعابر وفي القاهرة وفي كل مكان في مصر".
واستكملت: "تعاون الهلال الأحمر المصري التابع لوزارة التضامن الاجتماعي مع التحالف الوطني للعمل الأهلي في توفير كافة أشكال المساعدات في وقت قياسي، وانتظر أبطالنا لأيامٍ طويلة أمام معبر رفح، وساهموا في تقديم أكبر قوافل مساعدة بين جميع دول العالم التي تصل إلى حوالي 9 مليون طن تم تمريرهم من المعابر للفلسطينيين بقطاع غزة، وبالتنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطيني، وأصبحت جمهورية مصر العربية مقر كافة المساعدات الآتية من دول العالم لتصبح مصر مفتاحا أمينا على غزة، وداعمها الأولى والأكبر، لشعبها، لقضيتها، وكبح الصراع الأشرس عنها، أسفرت الجهود المبذولة عن استقبال 103 طائرات، واستقبال دفعات إغاثية برية من 7 منظمات، والقيام برعاية جميع العابرين من معبر رفح وتقديم الخدمات الإغاثية لهم، والمساهمة في رعاية 113 مرافقًا بتقديم الدعم النفسي لهم والخدمات الإغاثية المختلفة."
وأوضحت أن جهود الهلال الأحمر المصري بدأت بالدعم الفوري في المرحلة الأولى؛ فمنذ اندلاع الأزمة، تم إمداد دفعات متتالية من المساعدات تقرب إلى 6 طن بالتنسيق المباشر مع الشركاء في 26 دولة وحوالي 16 منظمة دولية، كما تقوم وزارة التضامن الاجتماعي برعاية ودعم الفلسطينيين العالقين بمحافظة العريش بالتنسيق مع السيد اللواء محافظ شمال سيناء، وقيام الهلال الأحمر المصري برعاية جميع العابرين من معبر رفح وتقديم الخدمات الإغاثية لهم، والمساهمة في رعاية 113 مرافقًا بتقديم الدعم النفسي لهم والخدمات الإغاثية المختلفة.
وواصلت وزيرة التضامن: كما ساهم الهلال الأحمر المصري في إيصال المعونات القادمة من التحالف الوطني لدعم العمل الأهلي ومنظمات الأمم المتحدة وعدد من دول العالم ومنظمات الأمم المتحدة؛ حيث وصلت المعونات الخاصة بالهلال الأحمر المصري كتبرعات 3246.5 طن، فيما وصلت إجمالي التبرعات العينية التي تم إرسالها للجانب الفلسطيني عن طريق الهلال الأحمر والواردة إليه إلى 14430 طنًّا، وعدد الشاحنات التي تم تسليمها للجانب الفلسطيني ( 835 ) شاحنة.
وتابعت: هذا بالإضافة إلى تعزيز غرفة العمليات لتبقى 24/7 متيقظة متواصلة مستعدة لجميع الخيارات والبدائل. وقد تم إعداد وتجهيز المتطوعين في العريش وفي الإسماعيلية، وعلى المعابر، وتعزيز فرق الدعم النفسي، وفرق الطوارئ، وفرق اللوجيستيات، وتجهيز أسطول سيارات لنقل الفرق والمهمات، والتنسيق المستمر مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، ومع الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وبصفة خاصة مع الهلال الأحمر في فلسطين، للوقوف على الأولويات والاحتياجات، والمتطلبات الواردة لأهالينا في قطاع غزة، ونحن في تنسيق مستمر للتأكد من جاهزية المخازن الاستراتيجية لاستيعاب الإمدادات وضخها، وحشد الفرق الطبية لتكون على أهبة الاستعداد في حالة إقامة مستشفى ميداني، وتحديث البنية التحتية المعلوماتية لاستقبال وإعداد التقارير والاتصالات ومتابعة فرق الدعم اللوجيستي لاستقبال المعونات وفرزها وترتيبها وتجهيزها وفق إجراءات قياسية تسهل نقل المعونات واستلامها، وتدريب فرق استقبال المصاحبين للجرحى".