مصر السند.. جهود على مدار الساعة لإدخال المساعدات الإنسانية.. وسياسيون: وقف إطلاق النار ومساندة الشعب الفلسطيني فى مقدمة أولويات الدولة
الأربعاء، 08 نوفمبر 2023 12:26 م
تسطر الدولة المصرية، ملحمة إنسانية لصالح الشعب الفلسطيني، وتواصل جهودها على مدار الساعة من أجل الإسراع بإيصال مساعدات الإغاثة الإنسانية إلى قطاع غزة، من خلال الهلال الأحمر المصري، الذى يعكف على تسليم نظيره الفلسطينى مساعدات الإغاثة بشكل مستمر، لتتصدر بذلك قائمة الدول المساندة للأشقاء الفلسطينيين منذ اندلاع الأحداث فى 7 أكتوبر الماضى، بتسجيل تقديم 5208 أطنان من حجم المساعدات الإنسانية التى قدمها العالم لغزة.
وأكد سياسيون ونواب، أن حرص مصر، على استكمال دورها في تقديم المساعدات الإنسانية والتأكيد على أهمية ضمان تدفقها بشكل آمن ومستدام، يبرز التزامها الإنساني الراسخ في الحضور بقوة بالملف الفلسطيني ومؤازرة الاشقاء في تلك المحنة، معتبرين أن مصر دائما ما تنتصر للإنسانية وتمد يدها لتقديم المساعدات والدعم في كافة الأشكال لحين إرساء صوت السلام والاستقرار بالمنطقة.
وقال السفير محمد العرابى، رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية ووزير الخارجية الأسبق، إن وصول 5208 أطنان مساعدات إنسانية لـ"غزة" من مصر، أمر طبيعي بأن تكون ضمن الدول الأولى في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية الشاملة للشعب الفلسطيني، وذلك في إطار الالتزام بمصالح الشعب الفلسطيني وهذا أمر ينظر إليه الشعب بالتقدير، فالدولة بمختلف مؤسساتها والجهات غير الحكومية أيضا في صدارة أشكال الدعم المختلفة للشعب الشقيق.
وتابع العرابي، قائلا: "هذا ما عهدنا عليه من القيادة السياسية المصرية ولا تمن فيه على أحد"، واصفا تلك الجهود بشريان الحياة للشعب الفلسطيني المتمسك بأرضه في غزة والذي لن يغادرها تحت أي ظرف من الظروف وتحت كل أشكال القهر والعدوان ولكن سيظل صامدا ومصر ستظل داعمة بقوة لحياة هذا الشعب العظيم الأبي والصامد على أرضه.
فيما أعتبرت الدكتورة دينا هلالي، عضو لجنة حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعي بمجلس الشيوخ، أن مواصلة الدولة إرسال المساعدات إلى قطاع غزة، بإجمالي5208 أطنان من حجم المساعدات الإنسانية التى قدمها العالم لغزة، لتكون في صدارة صفوف دول العالم، يمثل ترجمة حقيقة لما تسطره مصر من ملحمة حقيقية لدعم ومساندة الأشقاء الفلسطينيين، وتأكيد راسخ لحديث الرئيس عبد الفتاح السيسي السابق في أن مصر لم ولن تخذل أمتها العربية أبدًا مهما كانت الظروف”، فإنه على الرغم من التحديات الاقتصادية الكبيرة التي تواجهها مصر شأنها شأن مختلف الدول بالمنطقة إلا أنها تتمسك بدورها القيادي والإنساني في سبيل تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني الشقيق ومده بمختلف احتياجاته المعيشية، مؤكدة أن الموقف المصرى تجلى في أبهى صوره في القرار الذي اتخذته القاهرة، برفض إجلاء الرعايا الأجانب بعد رفض إسرائيل إجلاء المزيد من الجرحى من مستشفيات غزة، وهو ما يعكس كيف تستخدم مصر أدواتها الدبلوماسية باحترافية وجدارة للانتصار في معركة الإنسانية وتوفير سبل إعانة وإغاثة المدنيين لاسيما في ظل استمرار تردي الأوضاع الإنسانية واستهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي كافة مقومات الحياة من شبكات المياه وفرض سياسة التجويع، بالإضافة لقصف عدد من المستشفيات، فإن دعم مصر سيظل مستمر قضية وشعبًا سواء كان بالدعم المباشر أو غير مباشر، والهدف الرئيسي للقيادة السياسية، دائما الحفاظ على سلامة المدنيين، وحقن الدماء، وحل القضية الفلسطينية.
وشددت أن مصر بكامل مكوناتها حريصة على أن تكون حاضرة بقوة في تلك الأزمة الفلسطينية الراهنة، وفرض إرادتها في مواجهة عالم يواصل صمته وتخاذله، وتمسك جيش مصر الأبيض بأطقمه الطبية على التطوع ومد العون لأهالي غزة في إنقاذ حياتهم وأن يكون معبر رفع شريان حياة لإيصال المساعدات الإنسانية من مصر ودول العالم لدعم أشقاء غزة، لافتة أن مصر تقدم نموذجا للعالم أجمع تنطلق نحوه بناء على المسؤولية الإنسانية والقيم الأخلاقية العالمية بما يحتم على أصحاب الضمائر الحية في كل بقاع العالم أن تبادر بتقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني الذي يعاني من مخاطر جمة في الوقت الراهن.
بينما قال النائب هاني العسال، عضو مجلس الشيوخ، إن مصر انخرطت في جهود مضنية على مدار الساعة لضمان إدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات، بما يلبي الاحتياجات الحقيقية لأهالي القطاع، مع استمرار المساعي المصرية مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية للدفع في اتجاه الوقف الفوري لإطلاق النار، مشددا على أن الرئيس السيسي دائما ما يؤكد على ضرورة التوصل لموقف دولي حازم، يهدف لحقن الدماء وإتاحة الفرصة للحلول السياسية لتسوية القضية الفلسطينية، بإعمال حل الدولتين، خاصة وأن الحلول العسكرية تهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها، ما يستدعي الدفع بجدية في اتجاه وقف إطلاق النار وإنفاذ هدنة إنسانية، منوها أن مصر كانت في مقدمة الدول التي أرسلت مساعدات إلى قطاع غزة، ووضعت أولوية قصوى لتأمين احتياجات الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته وسط ما يواجه من قصف متواصل وحصار، معتبرا أن إطلاق التحالف الوطنى للعمل الأهلي، المرحلة الثانية من قوافل المساعدات الإغاثية للأشقاء الفلسطينيين، يؤكد حرص مصر على مواصلة دورها الجوهري في دعم وإغاثة الشعب الفلسطيني والذي لا غنى عنه، في ملحمة إنقاذ ودعم الشعب الشقيق إذ تضم القافلة الثانية المُحملة بالمساعدات الإغاثية والإنسانية 15 شاحنة من المواد الغذائية والمياه والمستلزمات الطبية اللازمة، وتجاوز ما تم تقديمه من المساعدات الإنسانية المصرية إلى قطاع غزة، تخطت 5 آلاف طن.
ووصف العسال، التصريحات التي أدلي بها وزير من حزب "عوتسما يهوديت" المتطرف، بتأكيده أن أحد خيارات إسرائيل في الحرب في غزة هو إسقاط قنبلة نووية على القطاع إسرائيل، باستمرار لوحشية وهمجية العدوان الإسرائيلى، مستنكرا مواصلة جيش الاحتلال ارتكابه جرائم حرب متكاملة الأركان ضد الإنسانية، وذلك بما يقوم به من قصف وحصار وانتهاكات وحشية ودمار ومحاولات للتهجير القسري، والتي تجاوزت القيم والأعراف الإنسانية والقوانين والمواثيق الدولية، مشيرا إلى أنه أصبح هناك ضرورة حتمية لتغليب صوت العقل وإحياء مسار السلام وفقا لنداءات مصر الدائمة، لاسيما وأن الوضع الراهن يُزيد من الأزمة تعقيدًا ويُنذر بعواقب وخيمة يصعب تداركها على كافة المستويات، مؤكدا أن المجتمع الدولي عليه التحرك باجراءات فعالة والضغط من أجل وقف حالة الحرب على غزة، فالإنسانية لا تتجزأ ولا انتقائية ولا يمكن استمرار حالات القتل والتدمير المؤسفة والتي تمثل خرق فعلي للقانون الدولي الإنساني، بالهجوم على المدنيين الذين لا ذنب لهم في دائرة الصراع وقطع كافة الخدمات عنهم لتصل إلى حد منع الوقود وضرب خزانات مياه، وغيرها من الجرائم التي تمثل انتهاك صارخ لكافة معاني الإنسانية، لافتا إلى أن مصر أكدت مرارًا وتكرارا على رفضها البالغ لاستمرار تدهور الأوضاع الإنسانية بالقطاع، ودعوتها لضرورة إحياء المسار السياسي استناداً إلى حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وفقاً للمرجعيات الدولية المعتمدة.
فيما أكد الدكتور جمال أبو الفتوح،عضو مجلس الشيوخ، أن مصر ستظل تمارس دورها الرائد والمحوري في الانتصار للقضية الفلسطينية وحقوقها، والذي اتسم بالدبلوماسية النزيهة المتجردة من أي مصالح، والتي لها موقف حاسم وقاطع بالرفض التام، للتهجير القسري للفلسطينيين، ونزوحهم إلى الأراضي المصرية في سيناء، والتي تعد تصفية نهائية للقضية الفلسطينية وإنهاءً لحلم الدولة الفلسطينية المستقلة، كما أن مصر لم ولن تفرط في أراضيها وسيادتها عليها فلا مجال للمساس بالأمن القومي المصري والذي لن تتهاون القيادة السياسية للحظة فى الحفاظ عليه، لافتا إلى أهمية الاستجابة لدعوات الرئيس عبد الفتاح السيسي في ضرورة العمل على التهدئة بما يتيح المجال أمام فتح المسار السياسي وصولًا إلى حل الدولتين، الذي يمثل الطريق الوحيد نحو السلام العادل والدائم في المنطقة.
واعتبر أبو الفتوح أن تقديم مصر 5208 أطنان من حجم المساعدات الإنسانية التى قدمها العالم لغزة، يمثل انعكاس هام لرؤية مصر في التعامل مع القضية الفلسطينية وتحركاتها الأخيرة، والتي ركيزتها حياة المواطن الفلسطيني والتزامها الإنساني الذي وضعته على عاتقها لتخفيف معاناته التي يتعرض لها جراء العدوان الإسرائيلي الوحشي على الأراضي الشقيقة ومساندته بكافة الأشكال حتى تجاوز تلك الأزمة، مؤكدا ضرورة إنهاء صمت المجتمع الدولي والتحرك الفاعل نحو حق الإنسان الفلسطينى الذي ليس مستثناً ممن شملتهم قواعد القانون الدولى الإنسانى أو الاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، لاسيما وأن الأرواح التى تزهق كل يوم خلال الأزمة الراهنة، تقتضى أن تكون الاستجابة علي قدر فداحة الحدث وجرمه.