مخاوف من ارتفاع أسعار الغذاء.. حرب إسرائيل تهدد اقتصاد العالم

الثلاثاء، 07 نوفمبر 2023 11:00 م
مخاوف من ارتفاع أسعار الغذاء.. حرب إسرائيل تهدد اقتصاد العالم
غزة

مع دخول  الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة شهرها الثانى، دون مؤشرات فى الأفق عن اقتراب حلها، أو حتى وقف مؤقت لإطلاق النار، تزداد المخاوف والتحذيرات من تداعياتها على الاقتصاد العالمي، على أكثر من سياق.
 
 في تقرير لها، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن مخاوف اتساع الحرب تلقى بظلالها على توقعات الاقتصاد العالمى، وتهدد بخفض النمو وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء.
 
وأعتبرت الصحيفة أن الدول الفقيرة والغنية على حد السواء كان قد بدأت لتوها فى التقاط الأنفس بعد ثلاث سنوات من الصدمات الاقتصادية التى شملت وباء كورونا وحرب أوكرانيا، وكان التضخم بدأ فى التراجع، واستقرت أسعار النفط وأمكن تفادى الركود الذى كان متوقعا.
لكن الآن، فإن مؤسسات مالية دولية ومستثمرين يحذرون من أن التعافى الاقتصادى الهش يمكن أن ينقلب للأسوأ.
 
 
ونقلت نيويورك تايمز عن إنديرميت جيل، كبير الاقتصاديين فى البنك الدولى، إن هذه هى المرة الأولى التى نشهد فيها صدمتى للطاقة معا، تتشارك فيها حربى أوكرانيا وغزة على أسعار النفط والغاز.
 
ورأت الصحيفة أن زيادات الأسعار لن تقلص القوة الشرائية للأسر والشركات فحسب، بلسترفع تكلفة إنتاج الغذاء، مما فاقم انعدام الأمن الغذائى التى لا تزال مرتفعة، لاسيما فى الدول النامية.
 
وكشفت الصحيفة، أن الدول تعاني من مستويات مرتفعة غير معتادة من الديون، وتعثر الاستثمارات الخاصة، وأبطأ انتعاش فى التجارة منذ خمسة عقود، مما يصعب خروجها من أزمتها، مضيفة أن رفع البنوك المركزية معدلات الفائدة للحد من التضخم، صعبت على الحكومات والشركات الخاصة الحصول على الائتمان وتجنب التخلف عن السداد.
 
 بالتوازي، حذر اثنان من أكبر الأسماء في "وول ستريت" من أن ركود عالمي يمكن أن يبدأ بسبب الصراع في الشرق الأوسط والتصعيد الإسرائيلى فى قطاع غزة، حيث تؤدي الأزمة الإنسانية إلى تفاقم التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي غير المستقر بالفعل.
 
وتأتي هذه التعليقات المتشائمة في الوقت الذي تستعد فيه مؤسسة "سيتى" لتحديث قاتم آخر بشأن اقتصاد المملكة المتحدة، حيث من المقرر أن يقدم مكتب الإحصاءات الوطنية تحديثًا حول أداء الاقتصاد خلال الربع الثالث يوم الجمعة.
 
وتوقعت صحيفة "الجارديان" البريطانية إنه بعد نمو طفيف خلال عام 2023، سيصل اقتصاد المملكة المتحدة إلى طريق مسدود تقريبًا، وفقًا لتقديرات اقتصادي الحي المالي. مع أرقام جديدة متشائمة في سوق الإسكان، ونمو الإقراض العقاري المنخفض خلال عامي 2023 و2024.
 
وفيما يتعلق بالاقتصاد العالمي، قال لاري فينك، الرئيس التنفيذي لأكبر شركة لإدارة الأصول في العالم، بلاك روك، إن هجوم 7 أكتوبر، والهجوم الإسرائيلي على غزة، والحرب فى أوكرانيا، دفعت العالم "قريباً إلى مستقبل جديد كليًا".
 
ولصحيفة صنداي تايمز، قال فينك: "المخاطر الجيوسياسية هي عنصر رئيسي في تشكيل حياتنا جميعا. إننا نواجه خوفاً متزايداً في جميع أنحاء العالم، وأملاً أقل. ويؤدي تزايد الخوف إلى الانسحاب من الاستهلاك أو زيادة الإنفاق. لذا فإن الخوف يخلق حالات ركود في الأمد البعيد، وإذا استمر الخوف المتزايد لدينا فإن احتمالات الركود الأوروبي تتنامى وتتزايد احتمالات الركود في الولايات المتحدة."
 
وصرح جيمي ديمون، رئيس أكبر بنك أمريكي، جيه بي مورجان، للصحيفة نفسها بأن الحرب على غزة وفى أوكرانيا كانا "مخيفين للغاية ولا يمكن التنبؤ بهما". وقال: "ما يحدث على الجبهة الجيوسياسية الآن هو الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لمستقبل العالم - الحرية والديمقراطية والغذاء والطاقة والهجرة".
 
وتأتي هذه التعليقات بعد ثلاثة أسابيع من تصريحات مروعة مماثلة من ديمون، أحد أشهر ممولي العالم. محذرا من أن هذا هو "أخطر وقت شهده العالم منذ عقود"، حيث من المحتمل أن يكون للصراع المتصاعد "تأثيرات بعيدة المدى" على أسعار الطاقة وتكاليف الغذاء والتجارة الدولية والعلاقات الدبلوماسية.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق