إبادة القطاع بـ"النووي".. تهديدات إسرائيلية تكشف عن جرائم الاحتلال وصمت الغرب
الإثنين، 06 نوفمبر 2023 02:30 م
أثارت تهديدات وزير إسرائيلي من حزب "عوتسما يهوديت" المتطرف بضرب قطاع غزة بالنووي، انتقادات واسعة من العالم العربي، في حين ظل المجتمع الدولي وخاصة دول الغرب صامتة تجاه ما يمكن وصفه بجرائم حرب وإبادة للشعب الفلسطيني في القطاع.
وقال وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو إن من ضمن خيارات إسرائيل في الحرب على غزة إسقاط قنبلة نووية، ما دفع كثيرون إلى التأكيد بأن المجتمع الدولي يتحمل المسئولية كاملة إزاء هذه التصعيد غير الإنساني.
ولم تتوقف تصريحات إلياهو المتطرفة عن تهديد القطاع بالنووي، بل أكمل وكشف عن خطط الاحتلال وجرائمه المشينة داخل غزة، قائلا "لن نسلم المساعدات الإنسانية للنازيين" في إشارة إلى المواطنين الفلسطينيين العزل، متهمًا أنه "لا يوجد شيء اسمه مدنيين غير متورطين في غزة".
كما أيد الوزير المتطرف "سرقة أراضي القطاع وبناء المستوطنات هناك. وعندما سُئل عن مصير السكان الفلسطينيين"، قال: "يمكنهم الذهاب إلى إيرلندا أو الصحاري، ويجب على الوحوش في غزة أن تجد الحل بنفسها".، مؤكداً ان شمال القطاع ليس له الحق في الوجود، مضيفًا أن أي شخص يلوح بعلم فلسطين أو علم الفصائل "لا ينبغي أن يستمر في العيش على وجه الأرض."
وتوالت ردود الأفعال العربية المستنكرة لهذه التصريحات الإسرائيلية المستفزة، وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، مدير ادارة الدبلوماسية العامة السفير أحمد أبو زيد، إن مطالبة وزير إسرائيلي بإلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة، دليل على مدى الانحراف والتطرف الذي لحق بعدد من صناع القرار في الحكومة الإسرائيلية، مطالباً المجتمع الدولي بالتصدي بحسم لخطاب العنف والكراهية والعنصرية، موضحا أن العالم يتحدث عن نزع السلاح النووي و مخاطره والبعض متعطش للمزيد من الدمار والقتل.
من جانبها قالت وزارة الخارجية الكويتية إن تصريحات إلياهو "تدل بما لا يدع مجالا للشك أن الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه على الشعب الفلسطيني والمدنيين قد تمادى إلى مرحلة خطيرة، وغطرسته وصلت إلى درجة من الوحشية لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية".
كما اعتبرت وزارة الخارجية الإماراتية ، حديث الوزير الإسرائيلي "انتهاكا للقانون الدولي، وتحريضا على ارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني وجرائم حرب، كما أنه يثير قلقا بالغا بشأن وجود نية لارتكاب جريمة إبادة جماعية".
من جانبها، أدانت الخارجية اليمنية تصريحات وزير التراث الإسرائيلي، وقالت إنها تعكس "مستويات غير مسبوقة من الكراهية والتطرف"، ودعت "المجتمع الدولي إلى وضع حد للخطابات العنصرية والتحريضية، والجرائم اليومية بحق الشعب الفلسطيني".
ووصفت منظمة التعاون الإسلامي تلك التصريحات بالعنصرية، وقالت إنها تعكس "خطاب التطرف والكراهية والتحريض على العنف والإرهاب المنظم وجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي يوميا ضد الشعب الفلسطيني، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والمواثيق والقرارات الدولية".
وأضافت المنظمة في بيان أن التصريحات تشكل "امتدادا لفكر إرهابي متطرف، مما يستدعي من المجتمع الدولي إدانته، واتخاذ الإجراءات الفعالة لوقف العدوان العسكري والمجازر اليومية وجريمة الإبادة الجماعية التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني".
ورغم ما أثارته تصريحات إلياهو من غضب المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية، مع دعوات متصاعدة إلى إقالته فورا، اكتفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوقف مشاركته في اجتماعات الحكومة دون إقالته، في حين يكشف تحركات الجيش الإسرائيلي المستفزة والمدمرة لغزة أن الهدف الواضح من ذلك هو تصفية القضية الفلسطينية وتهجير سكان القطاع إلى خارجه.
وكشفت هذه التصريحات الإسرائيلية حول التهديد بالنووي إلى تمهيد الاحتلال والضغط من كل الجوانب لتفريغ غزة من سكانها وهو ما يؤكده زيادة وتيرة القصف والتصعيد الواسع وبشكل جنوني على القطاع، مستهدفاً تدمير البنية التحتية ومحطات الكهرباء والاتصالات والمياه وفق خطة ممنهجة لإجبار الفلسطينيين على ترك أرضهم والهجرة إلى دولة أخرى.
واستشهد خلال العدوان الإسرائيلي على غزة نحو 10 آلاف فلسطيني، منهم 4800 طفلا و2550 سيدة، وأصيب أكثر من 24 ألفا. وفي الضفة الغربية استشهد 153 فلسطينيا واعتقل نحو 2080، على أيدي جنود الاحتلال.