حمدي عبد الرحيم يكتب: الرأي العام ليس أكذوبة
السبت، 04 نوفمبر 2023 06:00 م
استمرار ضغط الرأي العام الداخلي والعالمي على قيادات الاحتلال سيؤدي إلى حلحلة الأمور والبحث عن خطط للخروج من مأزق الحرب
في المعارك الحاسمة مثل تلك المعركة التي يخوضها مقامو فلسطين ضد جيش الاحتلال، تتوه بعض الحقائق، فعلى رأس الحقائق التي تتوارى تحت وطأة القصف المتوحش للأطفال والنساء والمسنين والمرضى، حقيقة أهمية الرأي العام.
بعضنا يكفر بالرأي العام ويضع على لسانه جملة لا يبدلها وهي "ماذا كسبت فلسطين من الأري العام؟"
الحقيقة أن القضية الفلسطينية وهى أم القضايا العربية والإسلامية ومحور مهم جدًا وخطير للغاية على الصعيد العالمي، قد كسبت في معركة طوفان الأقصى الكثير، بل والكثير جدًا.
فعندما تطالب وزيرة الحقوق الاجتماعية الإسبانية بالإنابة إيوني بيلارا، الدول الأوروبية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، واتخاذ عدة إجراءات عقابية بحقها بسبب قصفها المدنيين في غزة.
وتقول في منشور على حسابها الرسمي بمنصة "إكس": "دعونا نتحرك، لا يزال من الممكن وقف الإبادة الجماعية".
وتدعو الدول الأوروبية إلى اتخاذ 4 إجراءات ضد إسرائيل وهي قطع العلاقات الدبلوماسية معها وفرض عقوبات اقتصادية شبيهة بالتي فرضها الغرب على روسيا وحظر تصدير الأسلحة لإسرائيل وتقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وجميع القادة السياسيين الآخرين الذين قصفوا المدنيين في غزة إلى المحكمة الجنائية الدولية.
أليس هذا مكسبًا عظيمًا؟
ولكي ندرك حجم المكسب وأهميته تعالوا نعكس الآية ونقول إن الوزير الإسبانية قد طالبت بتقديم قادة المقاومة إلى المحكمة الجنائية الدولية!
هل هذا الكلام كان سيحزننا، ويجرحنا ويغضبنا؟
نعم كان سيفعل كل ذلك، وعليه يجب أن نسعد بكل كلمة حق تقال عنا ثم نبني عليها.
ثم هل لاحظنا اهتمام الرأي العام داخل الكيان المحتل عندما بثت المقاومة تسجيلًا بسيطًا لثلاث من الأسيرات الإسرائيليات المحتجزات لدى المقاومة وتحدثت في الفيديو إحدى الأسيرات التي قالت "نتنياهو.. لا زلنا لمدة 23 يوما محتجزات في غزة.. وأنت يا نتنياهو السبب فيما حدث في 7 أكتوبر.. نريد العودة لمنازلنا.. أنت التقيت الأسر الإسرائيلية وكان بإمكانك وقف إطلاق النار وإعادتنا لأهلنا. نريد العودة لأهلنا، أنت تدفع بنا في شيء يخصك سياسيا وعسكريا وأمنيا.. نحن نريد الرجوع لأهلنا.. حررنا.. حررنا.. حررنا.. نريد العودة لأهلنا الآن الآن الآن".
إننا نؤكد أن استمرار ضغط الرأي العام الداخلي والعالمي على قيادات الاحتلال، سيؤدي إلى حلحلة الأمور والبحث عن خطط للخروج من مأزق الحرب الذي يدمر الجميع، فكما يتم تدمير بنية المقاومة تقوم المقاومة بتدمير بنية الاحتلال، ولا نعرف حربًا بدأت ثم لم تنتهي، هناك نهاية وهناك ضوء في آخر النفق، بشرط تواصل صمود المقاومة واستمرار الضغط على كيان الاحتلال.
تعالوا نقرأ ملخصًا لتقرير نشرته فضائية الغد العربية تحت عنوان" الساعة الرملية تنفد".
جاء في التقرير: نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر لم تسمها قولهم: «مستوى الشرعية الدولية لإسرائيل آخذ في الانخفاض.. فإذا كنا في بداية الحرب نحظى بتأييد 80% من العالم، فإن الساعة الرملية السياسية آخذة في الانخفاض ونقف عند نسبة تأييد تتراوح بين 60 إلى 70%، حسب قولهم.
كما لفتت المصادر إلى تزايد الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في أنحاء العالم خلال الأيام الماضية، والتي برزت في العديد من الدول، على رأسها الولايات المتحدة، والتي قام بها المؤيدون للفلسطينيين، وغالبيتهم من اليهود المناهضين للصهيونية، مثل منظمة «الصوت اليهودي من أجل السلام»، والتي قامت بشل الحركة في محطة قطار غراند سنترال في نيويورك، وهي واحدة من أكثر المحطات ازدحامًا في العالم.
وقد غطى بعض اليهود أنفسهم بالشالات، وجلسوا على أرضية محطة القطار ورفضوا المغادرة، واعتقلت شرطة نيويورك المئات.
وباستعراض كل صور التضامن مع فلسطين والتنديد بالقصف المتوحش الذي يقوم به جيش الاحتلال، سنتأكد من أن تأثير الرأي العام ليس أكذوبة، بل هو حقيقة يجب البناء عليها وحسن استثمارها.