إسرائيل تخسر الرأي العام العالمي.. المظاهرات الداعمة لفلسطين تجتاح المعمورة
الأحد، 29 أكتوبر 2023 03:00 م
في وقت أبقت فيه الحكومات الغربية على سياستها الداعمة لجيش الاحتلال وغض الطرف عن الجرائم الدموية التي ترتكبها تلك القوات بحق الفلسطينيين، بات المشهد مختلفا في الحرب الدائرة حاليا، فبقدر الوحشية التى تشن بها إسرائيل عدوانها على قطاع غزة منذ ثلاثة أسابيع، وبقدر العدد الهائل من الشهداء الذين يسقطون كل يوم وأغلبهم من النساء والأطفال، وبقدر الدمار الذى لحق بالمبانى والمستشفيات والمدارس، بقدر ما كان التغيير كبيرا فى الرأى العام العالمى المساند لإسرائيل.
وأصبحت الشوارع الأوروبية تعج بالمحتجين على السياسات الإسرائيلية والداعمين للفلسطينيين. وبات العلم الفلسطينى والكوفية الفلسطينية الشهيرة حاضرين بقوة فى لندن وكوبنهاجن ومدن فرنسية وغيرها ، رغم محاولات تضييق الخناق عليها. ولم يكتف المشاركون فى تلك المسيرات الداعمة للفلسطينيين بالتعبير عن تأييدهم فقط، وإنما أصبحوا يمارسون ضغوطا على حكوماتهم لتخليها عن الانحياز الأعمى لتل أبيب والمطالبة على الأقل بوقف إطلاق النار فى غزة.
واحتشد مئات الآلاف من الأشخاص من جنسيات مختلفة حول العالم للتعبير عن دعمهم للفلسطيين الذين يواجهون حربا وحشية من الاحتلال الإسرائيلى. وكانت واحدة من أكبر المسيرات فى العاصمة البريطانية لندن، حيث أظهرت صورا جوية حشود كبيرة تسير صوب وسط المدنية لمطالبة حكومة ريشى سوناك بالدعوة إلى وقف إطلاق النار.
مظاهرات لدعم غزة
ونقلت وكالة رويترز عن واحدة من المشاركين فى احتجاجات لندن قولها إن القوى العظمى المعنية لا تقوم بما يكفى فى الوقت الراهن، هذا هو سبب وجودنا هنا، إننا ندعو إلى وقف إطلاق النار وتطالب بالحقوق الفلسطينينة، حق الوجود والحياة وحقوق الإنسان وحقوقنا جميعا.. وأكدت المحتجة كاميلا ريفولتا أن الأمر لا يتعلق بحماس وإنما يتعلق بحماية أرواح الفلسطينيين.
وقدرت الشرطة عدد المشاركين فى المسيرة ما بين 50 إلى 70 ألف. وذكرت رويترز أنه بينما كان هناك دعما قويا وتعاطفا مع إسرائيل من جانب الحكومات الغربية والعديد من المواطنيين فى الغرب فى أعقاب هجوم السابع من أكتوبر، إلا أن الرد الإسرائيلى أثار حالة من الغضب خاصة فى الدول العربية والإسلامية.
وفى أوروبا، سار الناس فى شوارع كوبنهاجن بالدنمارك وروما بإيطاليا واستوكهولم بالسويد. وكانت بعض المدن فى فرنسا قد منعت المسيرات منذ بداية الحرب خوفا من أن تؤدى إلى إشعال التوترات الإجتماعية، لكن بالرغم من الحظر فى باريس، تم تنظيم مسيرة صغير أمس السبت، كما سار عدة مئات من الأشخاص فى مدينة مارسيليا الجنوبية. وفى العاصمة النيوزيلندية ويلينجتون، توجه الآلاف من الأشخاص الذين يحملون الأعلام الفلسطينية واللافتات المكتوب عليها «حرروا فلسطين» نحو مبنى البرلمان.
مظاهرات لدعم غزة
وفى مدينة بلفاست، شارك نحو 3 آلاف محتج فى تجمع فى مركز المدينة تم تنظيمها من قبل حملة التضامن مع فلسطين بإيرلندا أمس السبت. وشارك فى التجمع عددا من السياسيين من الأحزاب المختلفة.
وفى الولايات المتحدة، شهدت بعض المدن مسيرات دعم الفلسطينيين، منها مسيرة خارج بورصة نيويورك يوم الخميس الماضى. وقبلها سار آلاف اليهود الأمريكيين وحلفائهم فى الكابيتول هيل، وحملوا الأعلام الفلسطينية واحتشدوا لدعم الحقوق الفلسطينية، وتم تنظيم هذا الحدث من قبل الصوت اليهودى من أجل السلام وIfNotNow، وهما من أكبر المجموعات اليهودية الأمريكية التى تدعو إلى حل عادل وسلمى للصراع الإسرائيلى الفلسطيني.
وانطلقت بولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية مسيرة حاشدة في مدينة باترسون، وجاءت المظاهرات اعتراضًا على تضامن الولايات المتحدة مع إسرائيل في قتل الأطفال والنساء والشيوخ، وتهجير غزة من أهلها، وأصحاب الأرض الأصليين.
مظاهرات لدعم غزة
وكان الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما قد قال إن العملية الإسرائيلية في قطاع غزة وتأثيرها على المدنيين سوف يقوض من الدعم العالمي لإسرائيل. وأشار أوباما في مقال كتبه على موقع «ميديوم»، إن الدعم العالمي لإسرائيل بدأ يتآكل ويتراجع بقوة بسبب ممارساتها العنيفة في غزة.
مظاهرات لدعم غزة