يوسف أيوب يكتب: الأمن القومي المصري في أيدي قوية أمينة

السبت، 28 أكتوبر 2023 07:00 م
 يوسف أيوب يكتب: الأمن القومي المصري في أيدي قوية أمينة
نقلا عن النسخة الورقية

الرئيس السيسى: حماية الحدود والدفاع عنها دور أصيل ورئيس للقوات المسلحة

الجيش بقدرته وقوته الرشيدة والحكيمة لا يطغى ولا يسعى خلف أوهام وهدفه حماية مصر دون تجاوز

مصر عبر تاريخها القديم والحديث لم تتعد حدودها وكان هدفها الرئيس الحفاظ على أرضها.. التسلح بالعلم والمعرفة والإيمان سبيل امتلاك قدرة لا تقهر  
 
الأمن القومى المصرى، هى الجملة الأكثر تكرارا وتداولا على ألسنة ليس فقط المصريين فى الوقت الراهن، وانما نسمعها تتكرر فى الإعلام الدولى والاقليمى، وايضاً يرددها الأشقاء العرب الذين يدركون أن استقرار مصر هو دعامة استقرار للمنطقة بأكملها.
 
ولا يخفى على أحد أن الامن القومى المصرى هو الأكثر عرضة لتهديدات متنوعة ومختلفة، خاصة أن مصر تعيش وسط اقليم منفجر فى كافة جوانبه، بل لا أبالغ إذا قلت اننا فى منطقة هى اخطر بؤرة جيوسياسية فى العالم.
 
وسط كل هذه الأضطرابات، بدأت القيادة المصرية منذ 2014 بإدراك جيد للمخاطر المحيطة بنا، وتتعامل معها بأكثر من منطق وهدف، اولا إطفاء الحرائق الإقليمي قدر الإمكان، واذا استدعى الأمر التدخل فى حال تعرض الامن المصرى للخطر او التهديد، وحدث ذلك حينما رسمت القيادة المصرية خط احمر فى ليبيا «سرت- الجفرة»، وهو الخط الذى كان بداية عودة الاستقرار لليبيا الشقيقة وتغيير اطراف اقليمية معادلات تعاملاها مع الوضع الليبى.
 
اليوم نعيش ظروفا غاية فى الصعوبة، ليس فقط كون الأوضاع فى قطاع غزة على حدود مصر الشرقية مشتعلا، وانما لان ما يحدث هناك تداعياته تتخطى الحدود الفلسطينية فى ظل رغبة اسرائيلية لإحداث تغيرات جيوسياسية فى قطاع غزة بنقل عدد من سكانه إلى سيناء، فى احياءً لمخطط قديم اراد من خلاله الاسرائيليين تصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر.
 
من هنا رسمت الدولة المصرية خطا احمر حذرت الجميع من تجاوزه، مفاده أنه لا تهجير، وان حل القضية الفلسطينية لن يكون أبداً على حساب مصر، مع إعادة التأكيد أن الأمن القومى المصرى خط أحمر لن يتم السماح لأحد أيا كان بتجاوزه.
 
نحن هنا لا نتحدث عن أقوال، وإنما أفعال تقوم بها الدولة المصرية، فلديها كافة الإمكانيات التي تؤهلها للدفاع عن أمنها القومى، مستعينة باصطفاف شعبى كبير خلف القيادة السياسية، وإدراك حزبى وسياسى أننا وقت الاصطفاف صفاً واحداً، لا فرق بين مؤيد ومعارض، الجميع يداً واحدة، مجددين التفويض للرئيس السيسى، لحماية الامن القومى المصرى ومصالحنا الوطنية.
 
هذا الاصطفاف هو أول خط دفاع مصري، ولم يكن ليحدث لولا ما يتمتع به الرئيس السيسى من تأييد شعبى جارف، فلا يوجد رئيس حاز بهذا التوافق مثلما يحوز الرئيس السيسى، وهو توافق تخطى الحدود المصرية، نرصده من كلمات وأفعال أشقاء عرب، ينظرون إلى ما حدث في مصر خلال السنوات العشر الماضية على أنه أنجاز، لم يكن ليتحقق لولا وجود شخصية وطنية ولديها القدرة على الفعل، وهو ما توفر في شخص الرئيس السيسى، الرئيس القوى الأمين.
 
نعم هو رئيس قوى قادر على حماية الأمن القومى المصرى، كما استطاع أن يحافظ على الامن القومى العربى والأقليمى، وهو الأمين على مصالح المصريين وأمنهم، لما لا، وقد استطاع الرئيس السيسى أن يجابه كل التحديات التي أحاطت بنا، منذ ان تولى المسئولية في 2014، سواء تحدى الإرهاب، أو التحديات الاقتصادية التي لم تقل خطورة عن الإرهاب. 
 
«مصر لم تكن أبدا تتجاوز حدودها وأهدافها وتحافظ دوما على أرضها وترابها دون أن تمس».. دستور رسخته الدولة المصرية على مدار التاريخ، وأعاد التأكيد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسى، أكثر من مرة أخرها خلال اصطفاف تفتيش حرب الفرقة الرابعة المدرعة بالجيش الثالث الميداني بمحافظة السويس، الأربعاء الماضى، والذى شهد عدة رسائل مهمة، بعث بها الرئيس السيسى، لكل المصريين وايضأ للمهتمين بالوضع المصرى دولياً وإقليميا.
 
الرئيس السيسى، أكد على أن الأمن القومي والحفاظ عليه هو دور أصيل ورئيس للقوات المسلحة، بهدف حماية الحدود، دفاعا عن الأمن القومي ومصالح مصر، مشيراً إلى أن «الجيش بقوته وقدرته المتعقلة والرشيدة والحكيمة لا يطغى ولا يسعى خلف أوهام وأن هدفه حماية مصر وأمنها القومي دون تجاوز»، مشدداً على أن الحديث عن الأمن القومي والحفاظ عليه هو ما يتردد بشكل كبير وهو دور أصيل ورئيس للقوات المسلحة وهو حماية الحدود المصرية وتأمين الأمن القومي المصري ومصالح مصر، فمصر عبر تاريخها القديم والحديث لم تتجاوز حدودها وكان كل أهدافها الحفاظ على أرضها وترابها دون أن تمس، وهذا يعني أن الجيش المصري بقوته ومكانته وقدرته وكفاءته هدفه حماية مصر وأمنها القومي دون تجاوز.
 
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إنه «في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة من المهم عندما تمتلك القوة والقدرة يجب أن تستخدمها بتعقل ورشد وحكمة فلا تطغى ولا يكون عندك أوهام بقوتك، لكي تدافع عن نفسك وتحمي بلدك وتتعامل مع الظروف بعقل ورشد وأيضا بصبر، ولا تدع الغضب والحماس يجعلك تفكر بشكل تتجاوز فيه.. وعلينا الانتباه من أن أوهام القوة قد تدفع إلى اتخاذ قرار أو إجراء غير مدروس بدعوى أنه كان ناتجا عن غضب أو حماسة زائدة عن اللازم».
 
كما شدد الرئيس السيسي على أهمية التعامل مع كافة الأزمات بعقل وصبر من أجل تحقيق كل الأشياء الممكنة من غير وقوع أي تجاوزات في استخدام القوة أو القدرات، منوها بالدور الإيجابي لمصر حيال الأزمة الراهنة في قطاع غزة، وقال إن مصر تبذل كل الجهود لوقف نزيف الدم وإطلاق النار بشكل أو بآخر في قطاع غزة من خلال التعاون مع الأشقاء والأصدقاء والشركاء من أجل احتواء التصعيد، وأيضا لمساندة المدنيين في القطاع بالمساعدات التي هم حاليا في أمس الحاجة إليها، خاصة في ظل انعدام المياه والكهرباء والوقود والمستلزمات الطبية والإغاثية والغذائية.
 
ولفت الرئيس السيسي إلى أنه خلال العشرين عاما الماضية حدثت خمس جولات صراع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وكان دور مصر دائما إيجابيا في احتواء التصعيد وتهدئته وتخفيف آثار هذا الصراع، مؤكداً أهمية إيجاد حل للقضية الفلسطينية من خلال العمل الدبلوماسي وحل الدولتين الذي يعطي الأمل للفلسطينيين ويقيم لهم دولة وفق حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مع مراعاة تحقيق الأمن لشعبي فلسطين وإسرائيل.
 
وأعرب الرئيس السيسي عن سعادته وفخره بما رآه خلال اصطفاف تفتيش حرب الفرقة الرابعة المدرعة بالجيش الثالث الميداني، وقال: «إننا نتحدث عن تشكيل من عدة تشكيلات سواء كانت في الجيش الثاني أو الثالث أو المنطقة المركزية أو الغربية أو الجنوبية أو الشمالية»، موضحاً أن المستوى الذي شهدناه في كل التخصصات يطمئن ويدل على الجاهزية التامة، مشيرا إلى أنه مهما كانت قوتك فإن الجيش المصري يملك قوة رشيدة وهذا يعد سمة من سمات الجيش في مصر وهي البناء والحماية وعدم الاعتداء.
 
وشدد الرئيس على ضرورة أن تكون القوات المسلحة جاهزة ومتسلحة بالعلم والمعرفة «لنكون قادرين على استيعاب التقدم في مجالات التفوق وتطور التسليح الذي تشهده المعدات والأسلحة الحديثة»، مؤكدا أن التسلح بالإيمان يدل على الخلق والنزاهة والشرف وعدم الخيانة وعدم التآمر، وأضاف: «أن التسلح بالعلم والمعرفة والإيمان هو السبيل لامتلاك قدرة لا تقهر لأنها مدعومة بأسباب الدنيا والسماء»، مشددا على ضرورة الحفاظ على كفاءة القوات المسلحة وجاهزيتها لتكون مصر في أمن وسلام.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق