القضية الفلسطينية.. نقطة ومن أول السطر
السبت، 28 أكتوبر 2023 02:27 م
أكتب هذا المقال بينما لم أتمكن من معرفة ما يحدث في قطاع غزة، بعد قطع الاحتلال الإسرائيلي الاتصالات والإنترنت، تزامنا مع شنه عملية اجتياح بري، وقصف جوي هو الأعنف منذ بداية العدوان، وسط حديث عن شبح حرب إقليمية قد تندلع في المنطقة.
ولعل العالم كل يتابع بقلق بالغ ماذا ستسفر عنه المعركة المشتعلة الآن في قطاع غزة، وما هي سيناريوهات الحرب، وهل ستنجح المقاومة في صد العدوان الإسرائيلي ودحره، وإلحاق هزيمة جديدة به، أم أن الاحتلال سيتمكن من النيل من المقاومة التي هي آخر حائط صد أمام الآلة القمعية الإسرائيلية؟ في الحالتين يبدو أن الأمور في فلسطين لن تعود لما كانت عليه قبل ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، بالنظر لفرضيتين.
الفرضية الأولى هي هزيمة إسرائيل على يد المقاومة، الأمر الذي سيكون له تبعات سياسية وعسكرية، فسياسيا سيتم الإطاحة بحكومة نتنياهو، على أقل تقدير، بينما عسكريا سوف تحتاج إسرائيل وقتا طويلا لتداوي جراحها ورد كرامتها المبعثرة أمام العالم، وهي التي تتحدث عن التفوق العسكري ثم تفشل أمام أسلحة بدائية مقارنة بترسانتها العسكرية.
أيضا ستكون هناك ورقة رابحة في يد الفلسطينيين، وأقصد هنا السلطة الفلسطينية، بشأن إقامة الدولة الفلسطينية، واستئناف المفاوضات على أساس حل الدولتين.
بينما الفرضية الثانية، هي نجاح جيش الاحتلال الإسرائيلي في توجيه ضربة للمقاومة، وهو سيناريو وإن بدا ضعيفا بالنظر إلى ما تردد الأيام الماضية من انعدام الروح المعنوية داخل إسرائيل التي لا تحسن إلا القصف الجوي بالطائرات، بينما تفشل في حروب الشوارع، لكن بفرض تفوق إسرائيل فهذا سيأزم الموقف أكثر في كل فلسطين وسيقضي على كل فرص السلام في المنطقة، التي قد تشهد تدخل أطراف أخرى في الصراع الذي يمكن بسهولة أن يتحول إلى حرب إقليمية، إن لم تكن عالمية.
باختصار ما يحدث الآن في غزة، ورغم فظاعة الانتهاكات الإسرائيلية وارتكابها جرائم حرب كاملة، إلا أن كل هذا أحيا القضية الفلسطينية بعد موت سريري طويل، ولن تعود لما كانت عليه، وعلى العالم المراقب للصراع العربي الإسرائيلي أن يضع نقطة في دفتر القضية الفلسطينية ثم ينتظر ما يكتب من أول السطر.