نقص مستويات المياه وارتفاع درجات الحرارة.. شبح تغير المناخ يهدد العالم

الثلاثاء، 24 أكتوبر 2023 04:00 م
نقص مستويات المياه وارتفاع درجات الحرارة.. شبح تغير المناخ يهدد العالم

تستمر موجة الجفاف فى الحاق أضرار كبيرة فى العالم، ووصلت هذه الأضرار إلى رئة الأرض التى أصبحت تدهور بشكل واضح بسبب نقص مستويات المياه وارتفاع درجات الحرارة، مما يجعل أمر تغير المناخ يهدد العالم بأضرار فادحة.

في ظل سيناريو مناخى صعب، واستمرار عواقب تغير المناخ على العالم اثر الجفاف على بعض الدول في إنتاج العديد من المنتجات الزراعية ، من القمح في الارجنتين إلى الذرة في المكسيك ، مع التسبب في خسائر فادحة.

وبدأت منطقة الأمازون منذ سبتمبر الماضى تظهر علامات الجفاف الكبير، مع  انخفاض مستويات المياه وارتفاع درجات الحرارة، وهي بعض الأعراض التي تثير قلق العلماء أكثر من غيرها. ورغم وجود تقارير عن نفوق أكثر من 150 دلفينًا في البرازيل، إلا أن الخسائر لم تتوقف عند هذا الحد.

وبدأ سكان منطقة الأمازون يعانون من نقص مياه الشرب ويتوجهوا الى السوق فى المنطقة الحضريو فى لاجوس دى تارابوتو،  لجلب حوالى 20 لترا من الماء، وذلك بعد انخفاض منسوب خزنات المياه فى المنطقة.

وفقًا للصندوق العالمي للطبيعة في البرازيل ومبادرة الدلافين النهرية في أمريكا الجنوبية (SARDI)، لم يكن هناك جفاف بسبب هذه الظروف في منطقة الأمازون منذ عام 2010، عندما، وفقًا لدراسة نشرت في مجلة Science ، كان هناك نقص في هطول الأمطار في ويصل نطاقها إلى 3 ملايين كيلومتر مربع (ما يقرب من ضعف مساحة المكسيك)، متجاوزة الرقم القياسي المسجل في عام 2005، والذي كان 1.9 مليون كيلومتر مربع.

ويؤثر الجفاف الشديد التى تواجهه منطقة الأمازون البرازيلية، مع انخفاض تدفق نهر الأمازون وروافده إلى أدنى مستوياته التاريخية، بالفعل على 633 ألف شخص و62 مدينة، حسبما أفادت السلطات المحلية

وأشارت النشرة اليومية للدفاع المدني في ولاية أمازوناس  إلى أن الجفاف يبقي 59 مدينة في حالة طوارئ، حيث سجل نهر نيجرو، رافد الأمازون الذي يغمر ماناوس -عاصمة الإقليم- ومينائها، هذا الأسبوع أدنى مستوى له منذ بدء الرصد عام 1902.

اما فى بوليفيا ، فقد حول الجفاف بحيرة بوبو الى صحراء ضخمة ، وقال عمدة البلدة، إيراسمو زونا: "لقد تأثرنا كثيراً لأننا كنا نعيش على صيد الأسماك، ونشعر بأننا بلا أب وبدون أم".

وبحسب زونا، فإن مساحة البحيرة  وصلت منذ أكثر من 10 سنوات إلى 2337 كيلومتراً وعمق 2.4 متر، وبدأ بالجفاف عام 2013، عندما أدى الجفاف وقلة الأمطار إلى انخفاض تدفقه، كما أن شدة هذه الكارثة الطبيعية كان لها أيضًا تأثيرها على بحيرة أورو أورو، حيث انخفضت مساحتها من 250 كيلومترًا مربعًا إلى 10 كيلومترات.

في الارجنتين اثر الجفاف على انتاج القمح في البلاد مع خسائر تصل إلى 900 مليون دولار، وحذر العديد من الخبراء من فقدان القدرة على الإنتاج لن يؤثر على الثروة الزراعية فقط بل أيضا على الحيوانات التي لن تجد غذائها.

وقالت لورينا دانجيلو، محللة السوق في شركة AZ-Group، إن "التقديرات الأولية للخسائر الاقتصادية الناجمة عن قلة الأمطار على القمح يمكن أن تصل إلى 900 مليون دولار". وحذرت قائلة : "يأتي هذا الرقم بعد الأخذ في الاعتبار خسارة ثلاثة ملايين طن في الحصاد، من 18 مليون طن المقدرة في البداية إلى 15 مليون طن، وأسعار الحبوب الحالية "، حسبما قالت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية.

كما أوضح أن هذه الحسابات لا تأخذ في الاعتبار الشحنات التي سيتم إجراؤها هذا العام انتظارا للموسم الماضي. وفي أوقات مختلفة، قامت الحكومة بتمديد الشحنات، مما أثر على الشحنات إلى الخارج لإنتاج 2022/2023. وفي الأشهر التسعة الأولى من العام، تم إرسال 1,698,000 طن إلى الخارج، بانخفاض قدره 85.6% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022، عندما تم إرسال 12,634,900 طن.

كما أن الجفاف أدى الى ارتفاع أسعار زيت الزيتون في اسبانيا بعد أن أثر على ثلث الإنتاج ، وارتفعت أسعار زيت الزيتون بنسبة 67% في سبتمبر مقارنة بنفس الشهر من عام 2022، وهي أكبر زيادة على أساس سنوي منذ 21 عامًا، وزادت بنسبة 10.1% مقارنة بشهر أغسطس، وفقًا لبيانات إحصاءات مؤشر أسعار المستهلكين المنشورة هذا الشهر.

وبدأ سعر زيت الزيتون مساره التصاعدي الحالي في أبريل 2021، حيث تم تسجيل زيادة سنوية بنسبة 2%، ثم توسعت إلى 5% في مايو. ومنذ ذلك الحين، ولمدة 28 شهرًا متتاليًا.

وفى المفوضية الأوروبية ، نشرت المفوضية الأوروبية أدوات جديدة لإدارة المخاطر والاستشراف الاستراتيجي لتحسين قدرة الاتحاد الأوروبي على معالجة الجفاف وندرة المياه، وتشكل هاتان الأداتان، "قاعدة بيانات تأثير الجفاف الأوروبي" ، و"أطلس مخاطر الجفاف الأوروبي"، جزءًا من استراتيجية تحفيز العمل الأوروبي في مجال المياه وسيتم دمجهما في كوبرنيكوس، المرصد الأوروبى للجفاف.

وأشارت صحيفة لابانجورديا الإسبانية إلى أن الحكومات الأوروبية ستساعد على توقع المخاطر وإدارتها في حالة الجفاف وندرة المياه على المستوى الأوروبي والوطني والمحلي، حيث أصبح الجفاف يمثل خطورة شديدة على الدول الأوروبية.

وتظهر التوقعات للعقود القادمة، المتوفرة في الأطلس الأوروبي أن مخاطر الجفاف ستزداد بشكل كبير، وعلى الرغم من أن المناطق ستتأثر بشكل مختلف، فإن هذه التوقعات تشير إلى أن تأثير الجفاف سيكون محسوسًا في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق