«دليل الأسرة».. إصدار جديد من دار الإفتاء المصرية لحياة زوجية مستقرة
الإثنين، 23 أكتوبر 2023 04:00 م
«دليل الأسرة من أجل حياة مستقرة».. كتاب جديد أصدرته دار الإفتاء المصرية بالتعاون مع وزارة العدل؛ لبيان كيفية بناء حياة زوجية مستقرة وهادئة.
ووزعت دار الإفتاء المصرية الدليل الجديد على المأذونين الشرعيين على مستوى الجمهورية؛ بهدف توزيعه على الأزواج عن عقد قرانهم، كما تعتزم تحويل محتوى الدليل إلى برامج تدريبية وتأهيلية للمُقبلين على الزواج، بالإضافة إلى إطلاقها حملات إعلامية لنشر أهداف الدليل، فضلًا عن نشر محتوى الكتاب على هيئة «بوستات» عبر منشورات على منصَّات التواصل الاجتماعى.
وفى صدر الكتاب قدمت دار الإفتاء المصرية نصائح وإرشادات فى العلاقة بين الزوجين، حيث راعـت الشريـعة الإسلاميـة، نظام العلاقة بين الرجل والمرأة وفــق الاستـعداد الفطـرى والتكويـن الجسـدى لكل منـهما، وذلـك لإعمـار الأرض وتحقيـق معنى السكن والمودة والرحمة، مـع غرس روح التـعاون والمشـاركة لصالح الطرفيـن ولصالح المجتـمع كله، فتتسق بذلك دواعى الطبع مع دواعى الشرع، وذلك على النحو الآتى:
- استمعا لطفلكما جيدًا عندما يشكو لكما من مشكلة يعانيها فى مكان دراسته.
بحيث يجب على أحدكما التوجه لإدارة المدرسة للوقوف على حقيقة الأمر والتثبت من صدق الرواية والتعامل مع الأمر بحكمة، وفى القرآن الكريم: ﴿فَتَبَيَّنُوٓاْ﴾ [الحجرات: 6] يعني: اطلعا على حقيقة الأمر، ثم احذرا من لوم المدرسين أو معاتبتهم أمام طفلكما فيتسبب ذلك فى فقد الثقة بهم.
- اجعلا ولدكما يبنى شخصيته المستقلة بنفسه، فإن كان لا بد من التقليد فليقلد فى الأمور المحمودة.
التقليد غريزة عند الأطفال نظرًا لقلة معرفتهم وخبرتهم بأمور الحياة، فيحاولون تقليد نماذج معينة قد يكونون معجبين بها، لكن التقليد الحسن يكون فى الأمور المحمودة، وليس فى الأمور المذمومة، وفى الحديث قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يكن أحدكم إمَّعة، يقول: أنا مع الناس، أن أحسن الناس أحسنت، وإن أساؤوا أسأت، ولكن وطِّنوا أنفسكم أن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا أن لا تظلموا». والإمعة: هو الذى لا رأى له.
مع تحذيرهم من تقليد الفسقة والمجرمين والمنحرفين، أو الانخداع بالإرهابيين والتكفيريين، والابتعاد بهم عن مواطن كل ذلك وعدم تعريضهم لتلك الفتن؛ صيانةً وحفظًا لهم ولأسرهم وبلادهم.
- لا تجبرا طفلكما على نمط معين من المعارف أو الفنون قد لا يتفق مع مواهبه.
خلق الله عز وجل الكون وجعله متنوعًا؛ ففى القرآن الكريم قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ خَلۡقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفُ أَلۡسِنَتِكُمۡ وَأَلۡوَٰنِكُمۡ﴾ [الروم: 22]، وقال الله تعالى: ﴿وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعۡضَكُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ فِى ٱلرِّزۡقِ﴾ [النحل: 71]. وقال جل شأنه: ﴿نَحۡنُ قَسَمۡنَا بَيۡنَهُم مَّعِيشَتَهُمۡ فِى ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَرَفَعۡنَا بَعۡضَهُمۡ فَوۡقَ بَعۡضٖ دَرَجَٰتٖ لِّيَتَّخِذَ بَعۡضُهُم بَعۡضٗا سُخۡرِيّٗا﴾ [الزخرف: 32]، وأسرتكما جزء من هذا الكون فتقبلا تنوعها؛ إذ قد يأتى الإجبار بنتائج عكسية تصل إلى حد الفشل الدراسى أو حتى المرض النفسى.
- امتدحا الصفات الإيجابية فى أولادكما، واستخرجا منهم أطيب ما عندهم.
شجعا الطفل على الاستمرار وتحقيق المزيد من الأهداف، وذلك بالثناء عليه عند قيامه بعمل إيجابى كمذاكرته لدرس أو حفظه لسورة من القرآن أو ابتكار حل لمعضلة أو إبداع فى فكرة أو مساعدة لمحتاج؛ فإنك متى امتدحته على ذلك استخرجت أطيب ما عنده، وشجَّعْتَه على بذل المزيد، وفى الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال لأبى موسى الأشعري: «لو رأيتنى وأنا أستمع لقراءتك البارحة، لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود».
- حاولا أن تنقُلا لطفلكما التجارب الاجتماعية النافعة من خلال سرد القصص والحكايات الملهمة.
الأسلوب القصصى من أنفع الوسائل فى التعليم، وأعظمها تأثيرًا، فعليكما بالإكثار من الثناء والمدح لرموز المجتمع والناجحين والنابهين فيه أمام أولادكما ليتخذوهم قدوة لهم، قال الله تعالى: ﴿لَقَدۡ كَانَ فِى قَصَصِهِمۡ عِبۡرَةٞ لِّأُوْلِى ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾ [يوسف: 111].
- درِّبا أولادكما على اكتساب مهارات جديدة.
مراعاة الموهبة سر النجاح لدى ولدكما، فمتى اكتشفتما فى طفلكما الموهبة فاجتهدا فى تنميتها، فعن جرير بن عبد الله رضى الله عنه قال: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا جرير! أنت امرؤ قد حسَّن الله خَلقك فأحسِن خُلقك»، ثم متى تعلم ابنكما موهبة فساعداه على النبوغ فى هذه الموهبة وتوظيفها والابتكار فيها، ولا تهملاها، فإن لم تكن عنده موهبة فحاولا أن تُولِّداها فيه.
- اطرحا خيارات متعددة أمام طفلكما؛ لتمنحاه فرصًا أكثر بحيث أن عجز عن القيام ببعضها أمكنه القيام بالبعض الآخر.
من أساليب التربية السليمة ألا تفرضا واقعًا محددًا صارمًا على طفلكما مما يتسبب فى عجزه، بل امنحاه خيارات متعددة، لتسهلا عليه الأمر، وقد عاملنا الله تعالى بهذه الرحمة فى آيات كثيرة منها قوله تعالى: ﴿فَفِدۡيَةٞ مِّن صِيَامٍ أَوۡ صَدَقَةٍ أَوۡ نُسُكٖ﴾ [البقرة: 196] هكذا خيَّر الله عز وجل عباده بين هذه الأمور حسب ما يناسب حالهم وقدرتهم.
- ساعدا ولدكما إذا كان من ذوى الهمم على تعلم المهارات التى تلائمه.
عليكما باستحضار نماذج المتفوقين من ذوى الهمم فى العصور السالفة ومن النماذج الملهمة المعاصرة لنا ليتخذهم طفلكما قدوة له، ولا شك أن أولادنا من ذوى الهمم عندهم مهارات ومواهب قد لا تكون عند غيرهم؛ فعليكما بتدريب ولدكما على تقبل وضعه فى المجتمع، ومساعدته على التفوق بنقل ثقافة المجتمع له وتحفيزه على المشاركة فى الأنشطة التى تلائمه وتلائم حالته.
ومن المتفوقين من ذوى الهمم فى العصور السالفة التابعى الجليل عطاء بن أبى رباح المكى فقد كان رحمه الله أشلّ أعرج أعور، ولم يمنعه ذلك من طلب العلم الشرعى حتى صار مفتيًا لأهل مكة فى زمانه، وأما فى العصر الحاضر فهم كثير ومنهم: شيخ علماء الأزهر الشيخ يوسف الدجوى، والقارئ المشهور الشيخ محمد رفعت وغيرهما.
- درِّبا طفلكما على الإبداع والابتكار، وألا يكتفى فقط بالحفظ.
فبهذا الابتكار يتحقق النفع للأمة والوطن ونتمكن من المساهمة فى ركب الحضارة العالمية، فإعمال الحفظ فيما يجب فيه الحفظ، وإعمال الفهم فى تطبيق النصوص وإنزالها على الواقع، وكذا إبراز المهارة فى الابتكار والتجديد، كل ذلك يجعله صالحًا للقيام بشؤونه فى عصرنا الحاضر شديد التغير والتطور.
وإننا نسعى لأن يكون أبناء وطننا هم رواد العالم ومفكريه وعلماءه، وهذا لا شك يؤدى إلى عموم النفع لوطننا وأمتنا، ويتقدم بنا إلى الأمام، وقد قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الناس أنفعهم للناس».
- تعرفا على صور الذكاء لدى طفلكما، واجتهدا فى تنميتها، فإن أشكال الذكاء متعددة ومتنوعة وليست متوقفة على قدرته على التحصيل.
شجعا ولدكما على حب الاستطلاع، وَالْفِتا انتباهه لاستكشاف ما حوله، لكن بحدود حتى لا يتعرض للمخاطر أو يتطلع إلى ما لا ينبغى له، وأحضرا له الألعاب التى تنمى القدرة العقلية لديه مثل المكعبات وغيرها، وكذلك المجلات والكتب التى تحتوى على بعض صور الطبيعة والحكايات القصيرة لتنمية مهاراته وتطوير معارفه.