المشوار الصعب انتهى بشهادة المستوى الذهبىي..
مصر من الأولى عالميا في مُعدل الإصابات بفيروس c إلى الأولى في القضاء عليه بمرتبة ذهبية
الأحد، 15 أكتوبر 2023 12:00 صأحمد سامى
- الرئيس السيسى صاحب القرار بمواجهة أخطر فيروس لم يَخلُ بيت مصري من ضحاياه.. و"100 مليون صحة" سر النجاح
- الصحة العالمية: المَسيرة المصرية من بلد يملك أحد أعلى معدلات العدوى عالميا إلى القضاء على المرض في أقل من 10 سنوات "مسيرة مذهلة"
- الصحة العالمية: المَسيرة المصرية من بلد يملك أحد أعلى معدلات العدوى عالميا إلى القضاء على المرض في أقل من 10 سنوات "مسيرة مذهلة"
"مصر دولة خالية من فيروس سي".. شهادة دولية منحتها منظمة الصحة الدولية لمصر، باعتبارها أول دولة في العالم تكلل بها النجاح الباهر في محاربة لفيروس الفتاك الذى تسبب على مدار سنوات في وفاة مئات الالاف من المصريين، لكن اليوم تحقق الحلم، وأصبحت مصر خالية من الفيروس القاتل.
"تهنئ منظمة الصحة العالمية مصر على حصولها على «المستوى الذهبي» على مسار القضاء على التهاب الكبد C، ويعني بلوغ المستوى الذهبي أن مصر قد أوفت بالمتطلبات التي تؤدي إلى خفض حالات العدوى والوفيات إلى المستويات التي تؤهِّلها للقضاء على المرض، ووفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، يمكن للدول أن تتقدم بطلب للحصول على التحقق من بلوغ المستويات الذهبية أو الفضية أو البرونزية على مسار القضاء على المرض. ومصر هي أول دولة في العالم تتقدَّمَ بطلب للتحقق وتحصل على المستوى الذهبي".. كانت هذه هي الحيثيات التي أعلنتها "الصحة العالمية" في الشهادة التي سلمها الأثنين الماضى، "تيدروس أدهانوم"، مدير عام منظمة الصحة العالمية، إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى استقبل "أدهانوم" وكبار مسئولي وقيادات المنظمة.
وسلم مدير منظمة الصحة العالمية للرئيس السيسى، شهادة المستوى الذهبي على مسار القضاء على فيروس "سي" في مصر، مقدماً التهنئة لمصر وموضحاً أنها أصبحت الدولة الأولى في العالم التي تحصل على هذا الإشهاد، بعد تحقيقها، في زمن قياسي، قصة نجاح عالمية يحتذى بها، في التحول من كونها أعلى الدول من حيث ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس "سي" إلى أول دولة في العالم تصل لهذا المستوى المتميز في القضاء على الفيروس، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق بدون الالتزام الكامل الذي لمسه شخصياً من الرئيس السيسي تجاه هذا الملف، وملفات الصحة بشكل عام، وهو ما تبدى في المتابعة الشخصية الدقيقة من الرئيس السيسى، للتخطيط السليم والعمل الجدي الذي قامت به المنظومة الصحية في مصر في هذا الصدد، من خلال المبادرة الرئاسية للقضاء على فيروس سي.
وأكد أدهانوم، «إن المَسيرة التي قطعتها مصر، من بلد يملك أحد أعلى معدلات العدوى بالتهاب الكبد C في العالم إلى بلد حقَّق مسار القضاء على المرض في أقل من 10 سنوات، هي مسيرة مذهلة، وهذا أقل ما توصف به"، موضحاً أن مصر قدمت للعالم نموذجًا يُحتذى به فيما يمكن تحقيقه عند الأخذ بأحدث الأدوات، وتوفير الالتزام السياسي على أعلى المستويات باستخدام تلك الأدوات للوقاية من العدوى وإنقاذ الأرواح. وحريٌّ بنجاح مصر أن يبثَّ في نفوسنا الأمل والحافز للقضاء على التهاب الكبد C في كل مكان».
وتوجه الرئيس السيسى، بالشكر إلى منظمة الصحة العالمية ومديرها العام، على الدعم المخلص الذي قدمته المنظمة لمصر، معرباً عن سعادته البالغة بتحسّن صحة المواطنين المصريين فيما يتعلق بهذا المرض الذي طالما شكل أزمة مزمنة في الصحة المصرية، ومشيراً إلى أن الدولة سخرت، بصدق، كافة الإمكانات لتحقيق الهدف المنشود بالقضاء على "فيروس سي"، بداية من إنشاء مراكز العلاج، وتوفير وسائل التشخيص المطلوبة، وإعداد الكوادر، وتوفير الدعم للصناعة المصرية التي استطاعت توفير ملايين الجرعات من الأدوية، وانتهاءً باستمرار رعاية المرضى المصابين بمضاعفات المرض، وتقديم أعلى مستويات الرعاية الطبية لهم.
واتخذت الدولة المصرية بدعم من الرئيس السيسي خطوات هامة في طريق القضاء علي الفيروس وافتقار الإمكانيات في ظل الازمة الاقتصادية ولكن عملت الدولة على تطوير ادلة العمل على مكافحة العدوى فى المنشآت الطبية، وتبنى الإجراءات الوقائية السليمة لنقل الدم وسياسيات الحقن الآمن، كما عملت على حوكمة الإجراءات وتوحيد الجهود لمواجهة المرض من خلال لجنة قومية ضمت خيرة علماء مصر فى مجالات الكبد والصحة العامة والوبائيات وتعاقب عليها عشرات العقول المضيئة، والتى رسمت لمصر والعالم طريق النجاة من هذا الفيروس، حيث أسست العقول المصرية استراتيجية موحدة للدولة المصرية فى مواجهة هذا الوباء الفتاك.
تسليم الشهادة
وأكدت الدكتورة نعيمة القصير ممثل منظمة الصحة العالمية في القاهرة، أن بلوغ مصر المستوى الذهبي يعنى أنها أوفت بالمتطلبات البرمجية التي تؤدي إلى خفض حالات العدوى والوفيات الجديدة الناجمة عن التهاب الكبد C إلى المستويات التي تؤهِّل البلد للقضاء على وباء التهاب الكبد C، موضحة أنه على الصعيد العالمي، يوجد 58 مليون شخص متعايش مع عدوى التهاب الكبد C المزمنة وبالرغم من عدم توفُّر لقاح مضاد للمرض، لكن يمكن الشفاء منه بتناول علاجات قصيرة الأجل وشديدة الفعالية تستمر 8-12 أسبوعًا، لافتة إلى أن مصر شخصت 87% من المتعايشين مع التهاب الكبد C، وقدَّمت العلاج الشافي إلى 93% من الأشخاص المُشخَّصين به، وهو ما يتجاوز الغايات المحددة للمستوى الذهبي للمنظمة، وهي تشخيص 80% على أقل تقدير من المتعايشين مع التهاب الكبد C، وتوفير العلاج لما لا يقل عن 70% من الأشخاص المُشخَّصين به.
ولطالما وضع الرئيس السيسي، هدف الارتقاء بصحة المواطن وتوفير الرعاية الصحية الشاملة كأحد المقومات الأساسيّة لبناء الإنسان المصري نصب عينيه وفي مقدمة أولوياتها منذ توليه مقاليد الحكم، الأمر الذي ظهر جليا في الاستثمارات المتنامية للقطاع منذ عام 2014 وكذا المبادرات الهامة التي أطلقها الرئيس السيسي، لاسيما في الأربع سنوات الأخيرة، وكان في القلب منها، مبادرة 100 مليون صحة للكشف عن فيروس (سي) والأمراض غير السارية، فقد نجحت مصر في علاج 4.5 مليون حالة مزمنة بفيروس سى بفضل مبادرة القضاء علي فيروس سى.
وقال الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان أن مصر هي أول دولة في العالم تتخلص من فيروس سي، الذي أصاب 14% من المصريين، وهي رحلة طويلة بدأت في عام 2014، عندما وعد الرئيس بإنهاء المرض الذي أصاب المصريين وأثر على قدرات الدولة، حيث تم التنسيق بين الوزارات والأجهزة المعنية للبدء في التقصي والعلاج وكذلك التوعية، وفي عام 2018 تم الكشف على 63 مليون مواطن، وتقديم العلاج، وهو أمر يتم دراسته على مستوى العالم.
حيث أنها عملية ضخمة كللت بالنجاح، وتم تقديم العلاج للمصابين بعد توفيره لهم، مشيراً إلى أنه في يوليو 2023 عندما اجتمع خبراء منظمة الصحة العالمية للتيقن من خلو من الفيروس عبر المرور على ثلاث مستويات، حيث تقدمت مصر للمستوى الذهبي وهو الأعلى، وله معايير عديده، وقد نجحت مصر في الحصول عليه في 14 سبتمبر الماضي، بل وكانت النتائج أعلى من المقدر، وفي الثالث من أكتوبر الحالي تم منح مصر المستوى الذهبي بحضور رئيس المنظمة والفريق القطري.
وأكد الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، إن نسبة انتشار الفيروسات الكبدية فى مصر بلغت عام 2008 نحو 14.7% بين الفئة العمرية من 15 إلى 59 عام، بينما كانت نسبة انتشار فيروس سى نحو 10% بما يعادل 6 ملايين حالة مؤكدة، لافتاً إلى أنه فى عام 2015 انخفض معدل انتشار الفيروسات الكبدية عامة إلى 10% فيما انخفضت نسبة انتشار فيروس التهاب الكبد سى إلى نحو 7% بسبب التدابير الاحترازية والوقائية والعلاجية التى تم اتخاذها، وفى 2018، ومع الدعم غير المسبوق من الرئيس السيسى بهدف إنهاء معاناة أكباد المصريين من هذا الوباء، تم إطلاق المبادرة الرئاسية، «100 مليون صحة» وبدأ أكبر مسح صحى للكشف عن المرض وعلاجه بالمجان، ونجحت فى فحص نحو 63 مليون شخص وعلاج 4.5 مليون مريض من فيروس سى ، موضحاً أن إجمالى من تم فحصهم 63 مليون مواطن وإجمالى من تم تشخيصهم بفيروس سى 5 ملايين إصابة، كما أن إجمالى من تم علاجهم من فيروس سى 4.5 مليون حالة بالاضافة لعلاج سرطان الكبد فى 60 ألف حالة والكشف عن 120 حالة مصابة بالتليف الكبدى ضمن برنامج ترصد سرطان الكبد الأولى وعلاج سرطان الكبد فى 5 آلاف حالة 67 مركزا لعلاج سرطان الكبد.
وشدد عبد الغفار على أن المبادرة الرئاسية للكشف عن فيروس سى وعلاج المرضى بالمجان، نجحت فى خفض معدلات حالات الإصابة المؤكدة بالفيروسات الكبدية إلى 6%، فى حين انخفض معدل انتشار فيروس سى إلى 3.2% فى عام 2020، مشيراً إلى أن خطة القضاء على فيروس سى من خلال مبادرة «100 مليون صحة» تضمنت توفير العلاج ومستلزمات الفحص مجانا فى 170 مركزا لعلاج الفيروسات الكبدية، على مستوى جميع محافظات الجمهورية، حتى نجحت المبادرة بالعلاج المكثف للمرضى المصابين، فى الوصول إلى معدلات إصابة أقل من المعدلات العالمية من مرضى الفيروس، حيث انخفضت النسبة إلى 0.38% عام 2022.
وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة، أن جهود الدولة المصرية لم تتوقف مع انخفاض المعدلات إلى هذا الحد، حيث تم إطلاق امتداد لمبادرة القضاء على فيروس سى، بمبادرة تكميلية تستهدف علاج المرضى الذين أصيبوا بتليف الكبد من خلال 76 مركزا لمتابعة المرضى وعلاجهم، والتى استفاد من خدماتها نحو 120 ألف مريض حتى الآن، موضحاً أن جهود الدولة مازالت مستمرة لضمان مستقبل آمن للأجيال القادمة من خلال إطلاق مبادرة للكشف عن فيروس سى وعلاجه لدى طلاب المدارس فى المرحلتين الإعدادية والابتدائية.
من جهته أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، فى الاحتفالية التي أقيمت بمناسبة تسليم مصر شهادة المستوى الذهبي، أن مصر اليوم سطرت إِنجازاً طِبيا تعبر به إلى آفاق جديدة لتوفير الصحة وجودة الحياة لشعبنا العظيم، بعدما نجحت بجهود أبنائها المخلصين في دحر فيروس الالتهاب الكبدي "سي"، الذي لطالما عانت منه الأسر المصرية وكبَّد المجتمع المصري خسائر فادحة على مر العقود السابقة، موضحاً أن مصر تحتفل اليوم بعد مُرور ٣٤ عاماً على اكتشاف هذا المرض، الذي أَصاب قُرابة ٧٠ مليون إنسان على وجه الارض، وتعلن أَنَّ طريق القضاء عليه أصبح مُمهدا، وأَن مِصْرَ قد أعادت كتابة التاريخ، وَسطَرت بِأحرفَ من نور، كيفية التغلب على هذا المرض الذي يُشكل تهديدا لصحة الإنسان، والذى والذي لم يَخلُ بيت مصري من ضحاياه.
وقال مدبولى إن الحكومات المصرية المتتابعة لم تَأل جُهدا في توفير مختلف مقومات مكافحة المرض، حتى كانت الكلمة الاخيرة التي سطرها الشعب المصري العظيم وقيادته الرشيدة بِإطلاق مُبادرة رئيس الجمهورية للقضاء على فيروس "سي" في أكتوبر ٢٠١٨، لِتُمثل حَجَر الزاوية في مواجهة الفيروس والقضاء عليه، مشيراً إلى أن مختلف قطاعات الدولة المعنية شاركت في التمهيد والاعداد لتلك المبادرة التاريخية والتي تُعتبر الأكبر في التاريخ الانساني، ولم تدخر الدولة جُهدًا في تسخير كل مقومات النجاح التي قادتها السواعد المصرية بكفاءة ونجاح.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنّ الخبرات المصرية في القضاء على فيروس سي، لم تكن لتحدث لولا الارادة المصرية الصلبة والعزيمة التي لا تلين، فبعد أن كانت مصر تحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث مُعدل الإصابات بالمرض، ها هي اليوم تعتلى مكانة عالمية بالنجاح في مسار القضاء على الفيروس بمرتبة ذهبية استحقتها عن جدارة واستحقاق، لافتاً إلى أن خبرات العقول المصرية التي ساهمت في التغلب على هذا الوباء الفتاك، تقف على أُهبة الاستعداد لمساعدة دول العالم في استنساخ تلك التجربة غير المسبوقة، مؤكدًا التزام الحكومة الكامل بالحفاظ على هذا الإنجاز وضمان استدامته بكافة السبل، وأن تستمر الجهود الوطنية للحفاظ على ما وصلنا له من إنجاز عالمي والبناء عليه لضمان تحسين المؤشرات الصحية للمصريين.