مصر على رأس الدول المصدرة للنباتات الطبية والعطرية.. الغربية تصدر عجينة الياسمين والمنيا الأولى من حيث المساحة

تعتبر مصر، من أهم الدول المنتجة والمصدرة للنباتات الطبية والعطرية في العالم، إذ تصل المساحة المنزرعه منها إلى 80 ألف فدان سنويا.

وتتنوع المحاصيل المصرية من النباتات الطبية والعطرية إلى أكثر من 30 محصولا، كما يصل حجم الصادرات منها حوالى 95٪ من الزيوت والعجائن، ونحو 85٪ أعشاب جافة سنويا.

 

وعلى الرغم من صغر المساحات المنزرعة من النباتات الطبية والعطرية، مقارنة بباقي الحاصلات والأصناف الزراعية التقليدية الأخرى، إلا أن المحاصيل المصرية حتل مكانة مميزة على مستوى العالم، وهو ما يستدعى ضرورة التوعية بأهميتها وعوائدها الاقتصادية المجزية، من أجل التشجيع على التوسع فيها، خاصة أن وزارة الزراعة تستهدف التوسع في المساحات المنزرعة بالنباتات الطبية والعطرية لتصل إلى 250 ألف فدان بحلول عام 2030، حيث تصدر هذه المحاصيل لكثير من البلاد مثل "إيطاليا - إسبانيا - أمريكا - أستراليا - المملكة المتحدة - ألمانيا - فرنسا"، والتى تستخدم فى العديد من الصناعات منها إنتاج استخلاص المركبات الدوائية لعلاج الأمراض المختلفة.

 

وتعتمد أغلب صناعات العطور الفرنسية، على عجائن الياسمين التي تستوردها من مصر، حيث تشتهر عدة محافظات بزراعة هذه النبته ذات الرائحة الذكية المبهجة، وأبرزها محافظتي الغربية وبني سويف، لذلك فإن التحدى الأبرز هو تعظيم الجودة، للحفاظ على الريادة والتفوق فى هذا النوع من الزراعة.

كما تعتبر محافظة المنيا، من أكثر المحافظات هتماما بمجال زراعة النباتات الطبية والعطرية، حيث تتم زراعة نحو 34% من مساحة أراضيها، لتحتل بذلك المركز الأول في زراعة هذه النوعية من المحاصيل.

 فيما تحتل محافظة الفيوم، المركز الثاني في زراعة النباتات الطبية، بنسبة 20% من المساحة المنزرعة منها، فهى من أكثر المحافظات التي تهتم بزراعة النعناع.

 بينما تأتى فى المركز الثالث، محافظة بني سويف، ثم أسيوط، في زراعة النعناع، بينما  تزرع نسبة 19% من النباتات في باقي المحافظات. 

 

يشار إلى أن المساحة المنزرعة بالمحاصيل الطبية والعطرية في 2010 كانت حوالي 80 ألف فدان، وتراجعت هذه المساحة عام 2011 لتصل لـ77 ألف فدان، وتراجعت عام 2012 لتصبح 73 ألف فدان، وعام 2014 تراجعت لـما يزيد عن 60 ألف فدان، وبدأت في التزايد مرة أخرى منذ عام 2015 حيث وصلت العام الماضى إلى 126 ألف فدان تمثل حوالي 1.02% من مساحة الأرض الزراعية فى مصر.

 

ورغم صغر الرقم الذي تمثله النباتات الطبية والعطرية والتي لا تتعدى حدود 1% من إجمالي الرقعة الزراعية لباقي الحاصلات الأخرى، إلا أننا انها تحتل مرتبة متقدمة ضمن الـ10 الكبار، من إجمالي 140 دولة مُنتجة، ويمثل إنتاجها 2.5% من إجمالي الإنتاج العالمي.

 

ويعد قطاع زراعة الياسمين وتصنيع منتجاته من الصناعات الهامة والواعدة والتي تتميز بها مصر عالميًا دون غيرها من الدول، وتتركز هذه الزراعة بشكل كبير في قرية شبرا بلولة بمركز قطور بالغربية و القرى المحيطة بها.

 

ويعتبر الياسمين البلدى هو الصنف المنزرع فى قرية شبرا بلولة والقرى المجاورة لها بمركز قطور ذات المواصفات المطلوبة تصديريا الذى يتميز بقوة الرائحة وتواجد بعض المركبات العضوية به دون غيره، وتتميز القرية أيضا بتواجد خبرات صناعة الياسمين بإستخلاص عجائن و زيوت الياسمين و تصديرها للأسواق الدولية.

 

وتعتبر مصر من أهم الدول المنتجة والمصدرة لعجينة الياسمين تليها الهند، حيث يصل حجم الإنتاج المصرى لعجينة الياسمين من 60 - 65% من الإنتاج العالمى لعجينة الياسمين.

 

وتحظى عجينة الياسمين المصري بالقبول في مختلف دول العالم المنتجة لأفخر أنواع العطور، خاصة فرنسا وألمانيا وسويسرا والولايات المتحدة الامريكية، وغالبا ما يرتبط إنتاج العطور بمواعيد حصاد الزهور ومواسم إنتاج الزهور، حيث يبدأ موسم الياسمين من الأول من يونيو وحتى نوفمبر.

 

وتبلغ المساحة الكلية لزراعات الياسمين فى محافظة الغربية طبقا لإحصائيات وحصر مديرية الزراعة بمحافظة الغربية لعام 2023 حوالى 676 فدانا، ويعتبر مركز قطور ومركز بسيون مناطق تركيز زراعات الياسمين وتبلغ مساحة زراعات الياسمين فى مركز قطور 465 فدانا، وفى مركز بسيون 211 فدانا.

 

وأكد السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، ضرورة بحث آليات تطوير سلاسل القيمة المضافة لها، وذلك في إطار تعظيم مساهمة النباتات الطبية والعطرية في الاقتصاد القومي الزراعي، وأيضاً في زيادة دخول مزارعي هذه النباتات، خاصة أصحاب الحيازات الصغيرة، وذلك في ظل توجيهات القيادة السياسية بتقديم كل الدعم لهذه الفئة من تمويل وتسويق ومستلزمات إنتاج وميكنة وتجميعات زراعية وخلافه.

 

وكلف وزير الزراعة، قيادات الوزارة بعرض ملف كامل عن هذا القطاع، والتحديات التي تواجه، وكيفية تدعيم هذه الصناعة، حتى تسهم في تحقيق قيمة مضافة للناتج القومي وكذلك جلب العملة الأجنبية بجانب توفير فرص عمل ، مشيرا إلى ضرورة تذليل وحل كل المشاكل والمعوقات المرتبطة بقطاع الطبية والعطرية، سواء من ناحية الزراعة أو التسويق والتصنيع والتصدير.