"الجنادل" شمال سيناء.. أرضها خصبة ونخيلها وفير وديوانها يبسط أبوابه العامرة بالكرم للعابرين
الإثنين، 25 سبتمبر 2023 06:05 ممحمد الحر
درب متواضعة تبدأ من الطريق الدولي، بالقنطرة العريش، وتمتد لنحو 4 كم، تنتشر على جانبيها بعض الزراعات وغابات النخيل، هي همزة الوصل إلى قرية "الجنادل"، إحدى قرى شرق مدينة بئر العبد شمال سيناء، حيث أول ما يستقبل زوارها المسجد والديوان البسيط، الذي يبسط بالكرم أبوابه الرحبة لكافة العابرين.
قرية "الجنادل" من القري الواعدة التي عاد إليها أهلها بفرحة طيور الشمال، عادت لدفء الوطن، بعد رحلة شتائية قاسية، تجمدت فيها الأطراف، استغرقت عدة سنوات من الغياب القسري، واحتلتها طيور الظلام، إلى أن حررها رجال القوات المسلحة البواسل، وجففوا منابع الإرهاب منها.
وبحسب الباحث حسن سلامة، أحد سكان منطقة الجنادل، أنها سيكون لها مستقبل واعد في هذا الحيز الجغرافي من المناطق الجاذبة، حيث تقع بالجنوب الغربي لطريق العريش القنطرة، وشرقي مدينة بئر العبد، على مسافة 60 كم من مدينة العريش.
تتميز منطقة الجنادل، بوجود مساحات خضراء من مزارع النخيل، متعدد الأنواع والأشكال، وتعد ثروة هائلة تقوم على إنتاجه من البلح صناعات التمور والعجوة والمربى، ومن مخلفاتها يتم استخدام النوى في عملية السماد والأعلاف لتسمين الأغنام والضأن.
ويشير سلامة إلى أن قرية الجنادل، يعود إنشاءها إلى عام 1992، وتضم منشآت حكومية رسمية، من بينها مدرسة ابتدائي ومركز شباب ومسجد، فيما تنتشر طول الطريق منازل السكان التي تتميز بانتشار اشجار النخيل من حولها، لافتا إلى أن سكانها كان لهم دورا مهما في التعاون مع القوات المسلحة لدحر العدو الإسرائيلي، بجانب دورهم مؤخرا، في تطهير ربوع سيناء من الإرهاب الأسود.
وتتميز منطقة الجنادل، بوجود رقعة زراعية، نظرا لجودة التربة وقرب المياه الجوفية من سطح الأرض، وكذلك زراعات الخضراوات الموسمية والمستدامة المتنوعة، ومن أهمها الطماطم والشمام والزيتون.
وقال نايف أبو محمد، رئيس مجلس إدارة مركز شباب الجنادل، إن القرية سميت على أسم بئر مياة، تم حفره قبل نحو 150 عاما، وكان السكان قديما بالمنطقة والتجمعات القريبة والبعيدة، يعتمدون عليه في توفير مياه الشرب، لأنه كان هو المصدر الوحيد للسكان، وتسكن بها عائلات من قبائل السواركة والدواغرة والملالحة وبلى والمساعيد.
وأشار نايف، إلى أن أهالي قرية الجنادل، عادوا على ديارهم بعد القضاء على الإرهاب، بفضل سواعد القوات المسلحة، لافتاً أنها تأثرت بعوامل الحرب، وتحتاج لخدمات كثيرة، من بينها إعادة تأهيل مركز الشباب، وإحلال وبناء مدرسة ابتدائية حديثة، وإنشاء مساكن حكومية لكثير من الأسر، موضحا أن القرية بحاجة ماسة لإعادة تأهيل خط مياه الشرب بشبكة حديثة، وبناء وحدة صحية لخدمة الأهالي، حيث تقع أقرب مستشفى في مدينة بئر العبد، على مسافة 30 كم من القرية.
وبحسب نايف أبو محمد، تضم قرية الجنادل، مركز شباب مشهر من 1998، ومبنى حديث مين عام 2000، ويخدم مناطق الباصولة وأم رجل، إلا إنه يحتاج إلى بعض الإصلاحات المتضررة من الإرهاب، ولا توجد ملاعب، لافتا إلى أن النصف الأول من الجنادل التي تبلغ مساحتها 8 كم، بدون كهرباء لعدم وجود محول إنارة، بجانب حاجة الأهالي لمساكن بدوية، أسوة بالقرى العائدة في جنوب الشيخ زويد.