بشرط عد الإفراط.. الفوائد الصحية لحلوى المولد وطرق تناولها بشكل آمن
الإثنين، 25 سبتمبر 2023 12:00 ص
مولد النبى الشريف على الأبواب، وقد تميزت مصر عن غيرها من دول العالم بصناعة حلوى المولد التي يعشقها الكبار والأطفال أيضًا، حيث تشتريها كل الفئات، ويعشقها الجميع، ورغم أنها تحتوى على كيمات كبيرة من السكر إلا أنها تتمتع بفوائد كبيرة لاحتوائها على المكسرات.
وتتكون من الحمص والفول السودانى والسمسم، وغيرها من الأطعمة التي تتميز بها، ومنذ سنوات عديدة كان يتم صنع حصان سكر للولد وعروسة سكر للبنت وإن كانت هذه العادة قد اختفت في بعض الأماكن إلا أنها ما زالت موجودة في بعض المناطق الريفية والشعبية، حيث كان الاحتفال بالمولد النبوى له مذاق وطعم مختلف عن الآن وبعد استبدال العروسة المصنوعة من السكر بالعروسة الزينة البلاستيكية.
من جانبه قال الدكتور مجدى نزية خبير التغذية، إن حلوى المولد تحتوى على بعض المكونات المفيدة لصحتك شريطة ألا تختلط بالكثير من السكر أو صنعها بكميات كبيرة من السكر حتى تكون صحية.
وأضاف، أن السمسية من البذور التي تحتوى على قدر مرتفع من المواد الدهنية ومقدار متوسط من البروتين والمواد النشوية بالإضافة إلى بعض المعادن مثل الكالسيوم والزنك، موضحًا أن بذر السمسم الموجودة على عجينة سكرية فانها تكون عبئًا على مرضى السكر والدهون الثلاثية والسمنة، لذلك ننصح بتناولها وهى مصنوعة بعجينة جلاتينة شفافة فقط.
وقال، إن الفولية التي يتم صنعها من الفول السودانى تحتوى على نسبة مواد دهنية تتراوح ما بين 25 إلى 35% زيوت وقدر من البروتين في حدود من 22 إلى 26% بالإضافة إلى بعض الفيتامينات كبعض مركبات فيتامين B وبعض العناصر المعدنية مثل الفوسفور .
وأوضح أن الحمصية والتي تصنف من البقول فتحتوى على نسبة بروتين تتراوح ما بين 20 إلى 35% منها، بالإضافة إلى قدر من المواد النشوية وبعض المعادن كالفوسفور والزنك مضيفًا أن اللوزية أو حلوى مولد النبى المحتوية على المكسرات تحتوى على قدر مرتفع من المواد الدهنية، فهى تحتوى على قدر من 50 إلى 55% من وزنها دهون بالإضافة إلى بعض الفيتامينات والمعادن، مشيرًا إلى أن الدهون الموجودة في المكسرات تحتوى على دهون مفيدة لسلامة الشرايين لاحتوائها على أوميجا 3 .
وينصح بالإقلال من تناول حلوى المولد لعدم ضمان أمان خلوها من السموم الفطرية حيث يلجأ الكثير من المنتجين إلى استخدام السمسم أو الفول السودانى أو المكسرات رخيصة التكلفة، والتي قد ينمو عليها الافلاتوكسين، والتي يلاحظها المستهلك في صورة "تزنخ" أو" كمكمة" وهو المؤشر الذى يدل على وجود السموم فطرية والتي يطلق عليها الافلاتوكسين والمعروف بمخاطرها على الكبد، وبعض غدد الجسم، ولذلك ننصح أن يقوم المستهلك باعداد هذه الحلوى بالمنزل.
من جانبها أضافت الدكتورة وفاء محيلبة أستاذ التغذية العلاجية وطب السمنة بجامعة الإسكندرية، أن حلوى المولد بدأت صناعتها في مصر مع دخول الفاطميين، وكان الخليفة الفاطمى يجوب الشوارع بنفسه ويوزع الحلوى على الأطفال والكبار والجنود احتفالاً بالمولد النبوى الشريف، وهم أول من صنعوا العروس من الحلوى في المولد، وجملوها بالأصباغ وتزين بالأوراق الملونة والمراوح الملتصقة بظهرها، وأصبحت من المظاهر التي ينفرد بها المولد النبوي الشريف في مصر.
وقالت، إنه لابد من التعرف على المعلومات الغذائية الخاصة بحلويات المولد وكيفية الاستفادة منها، حتى يمكن الاستمتاع بتناولها، مع التقليل من أضرارها، حيث يعتبر الملبن من حلويات المولد الشهيره ويتكون من السكر والجيلاتين، وفائدته الغذائية قليلة بالمقارنة بأضراره، وأفضل الانواع من ناحية القيمة الغذائية الحمص يليه السوداني، ثم السمسم ثم جوز الهند.
وأوضحت أن كل 100 جرام من حلوي المولد تحتوى بالتقريب على 400 سعر حرارى منها 2 جرام دهون، و90 جرام نشويات و7 جرام بروتين وهي غنية بالكالسيوم والفوسفور والحديد والزنك، ويوجد كذلك أنواع غير تقليدية تصنع باستخدام البندق أو الفستق أو اللوز أو الكاجو وتعتبر قيمتها الغذائية قريبة من الفول السوداني، مضيفة أنه للاستمتاع بالحلوي يحب شراؤها بالعدد حسب عدد أفراد الأسرة لكى لا نسرف فيها، لأن الإسراف فيها له أضرار بسبب نسبة السكر الكبيرة، وقد تكون خطيرة على مرضى السمنة والسكر والقلب.
وأكدت، أنه يمكن لكل شخص عادي تناول 100جم يوميا بحد أقصي حتي نتجنب زياده الوزن وارتفاع نسبة السكر.
وأشارت الدكتورة ميساء حمادة استشاري الصحة العامة في رعاية مرضى السمنة والسكر بطب الإسكندرية، تُعد حلوى المولد جزءًا لا يتجزأ من تقاليد الاحتفال بالأعياد والمناسبات الدينية في العديد من الثقافات، مؤكدة أن تاريخ صناعة حلوى المولد النبوي الشريف في مصر يعود إلى عهد الفاطميين، وكانت مصر هي البلد الذي رأينا فيه أول ظهور لعروسة مصنوعة من الحلوى في احتفالات المولد النبوي الشريف، موضحة أنه على الرغم من أن بعض هذه الحلوى قد يحتوي على المكسرات والمكونات الصحية، إلا أنها غالبًا ما تكون غنية بالسكريات والدهون.
فالحلوى البيضاء والملبن ما هما الا "سكر وشربات"، عند تناول هذه السكريات يتم امتصاصها بسرعة في الجسم مما يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستوى السكر في الدم. ومع تناول كميات كبيرة من الحلوى، تتحول هذه السكريات إلى دهون تتراكم في الجسم، مما يزيد من خطر السمنة وزيادة الوزن ويمثل تحدي خطير لمرضى السكري ومن هم في مرحلة ما قبل السكري
تحتوي المكسرات، والفول السوداني والسمسم والحمص على فوائد غذائية رائعة، فهي غنية بالبروتينات والألياف والفيتامينات والمعادن، هذه العناصر الغذائية تمنح الجسم الطاقة وتعزز الشبع، بالاضافة لذلك فهي تحتوي علي الفينوليات والكاروتينويدات والفيتوستيرولات والأحماض الدهنية غير المشبعة، تستخدم هذه المركبات غالبًا كمضادات للأكسدة، وتلعب دورًا في منع امتصاص الكوليسترول ومنع نشاط السموم البكتيرية وتحسين الوظائف الجسدية، ومع ذلك، يجب الحذر من تناول كميات كبيرة منها لتجنب زيادة السعرات الحرارية ومشاكل الوزن، أيضًا، يجب الالتزام بمبدأ التوازن والاعتدال في تناولها.