الأرض تهتز من تحتنا
السبت، 23 سبتمبر 2023 02:03 م
هذا ليس وصفا مجازيا يحمل معنى في "بطن الشاعر" ولكن هو حقيقية جيولوجية لا تحتاج إلى تأكيد من علماء الفلك والجيولوجيا، فالحقيقة أن العالم الذي نعرفه وصل إلى نسخة جديدة غير مألوفة لسكان الأرض، وبكل أسف ووفق كل الشواهد فالقادم لن يكون أفضل.
نظرة سريعة على العالم تكشف عن عدد من الكوارث، لا أقول خلال السنوات الماضية، بل خلال الشهور القليلة الماضية، تنبئ بأن كل شيء يتغير حولنا، من مشرق الأرض إلى مغربها، ومن شمالها إلى جنوبها، لم تسلم قارة واحدة من الظواهر الطبيعية المدمرة، فمن حرائق الغابات في الأمريكتين وأوروبا إلى أعاصير وعواصف قاسية في آسيا وأفريقيا، إلى زلازل تضرب العالم بدءا من تركيا وسوريا في آسيا وأوروبا وصولا إلى زلزال المغرب في أفريقيا، وما تلاه من إعصار مدمر في ليبيا غير خارطة مدن كاملة مثل درنة، ومحا أحياء سكنية كاملة وغير الحدود الجغرافية، وكل هذا يجعلنا نتساءل من أين تأتي الضربة القادمة؟ هل ستكون في صورة زلزال جديد أم إعصار مدمر أم عاصفة تقتلع القلوب قبل المنازل والأشجار؟ أم ستكون في صورة فيروس جديد يقضي على مئات الآلاف إن لم يكن الملايين؟ حقا لا أحد يعلم.
كان آخر تصريح لأمين عام الأمم المتحدة يقول إن التغيرات المناخية وصلت إلى حد الظواهر المتطرفة، بينما أصدرت المنظمة العالمية تقارير تؤكد أن هذه الظواهر أصبحت قاعدة وليس استثناء، لكن كل هذا ما زال مجرد تصريحات، بل إن العالم ليس لديه القدرة أصلا على وقف هذه الظواهر، التي لا نعلم طبيعتها أو معدل ارتفاعها، فحتى قمم المناخ المتعاقبة لا تخضع لآليات حقيقية يمكنها وقف التلاعب بمناخ الأرض.
وتزامنا مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، خرج عشرات الآلاف في نيويورك للتظاهر للمطالبة بتعزيز إجراءات مكافحة التغير المناخي قبيل افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. في وقت يحذر فيه كبار العلماء من أن العالم من المرجح أن يشهد درجات حرارة قياسية جديدة في السنوات الخمس المقبلة، لكن هذا مجرد شق واحد لما يحدث في العالم.
هل أفسدنا كوكبنا أم أن ما يحدث ليس لنا صلة به وأنه أمر واقع؟ أيضا لا أحد يعلم.
هل وصل العالم إلى نهايته بالفعل ونحن الآن في مرحلة العد التنازلي؟ أليس من الغريب أن كل أفلام الخيال العلمي المصنوعة في هوليود تدور فكرتها عن تدمير كوكب الأرض بفعل ظواهر طبيعية دون أي حديث عن تدخل البشر في هذا الأمر؟
الأمر أصبح يقف عند طرح الأسئلة دون الحصول على إجابات مقنعة، ومنها هل نشهد أسوأ شتاء مقبل كما شهدنا أسوأ صيف لم يعرفه العالم منذ عقود طويلة؟ ترى ماذا تخبئ لنا الأقدار.. هل سيتكرر إعصار ليبيا أم زلزال المغرب وتركيا وسوريا أم حرائق الغابات في كندا وإسبانيا.. يبدو أن كل الاحتمالات أصبحت موجودة على الطاولة وكل السيناريوهات متوقعة.
هل لا تزال أمامنا فرصة لإنقاذ كوكبنا أم أن الوقت قد فات؟ حتى هذا لا يعلمه أحد!