محمد حسنين هيكل.. كان الحماية ليوسف إدريس ومحرض نجيب محفوظ على نشر رواية "أولاد حارتنا".. أسرار رجال الأستاذ في الدور السادس بالأهرام

السبت، 23 سبتمبر 2023 01:30 م
محمد حسنين هيكل.. كان الحماية ليوسف إدريس ومحرض نجيب محفوظ على نشر رواية "أولاد حارتنا".. أسرار رجال الأستاذ في الدور السادس بالأهرام

تمر اليوم الذكرى الـ 100 على ميلاد، محمد حسنين هيكل، الذي استطاع استقطاب كبار الكتاب والمثقفين للعمل فى جريدة الأهرام، ليمثلوا قوة ثقافية لا يستهان بها.
 
وضمت مجموعة هيكل، كلاً من توفيق الحكيم، وحسين فوزي، ونجيب محفوظ، ولويس عوض، وعائشة عبد الرحمن، ويوسف إدريس، ومحمود درويش، وكلوفيس مقصود، وصلاح طاهر، وجمال العطيفى وغيرهم.

وكان توفيق الحكيم، هو أول الكتاب الذين انضموا إلى الأهرام، وذلك في سنة 1957 وظل فيها حتى رحيله في سنة 1987، وقد  عرض عليه هيكل أن ينضم للأهرام بعقد مالى كبير 3 آلاف جنيه فى مقابل أن يحضر ويجلس فى مكتبه فى الأهرام فقط، وإن كتب شئيا يحاسب عليه أيضا. واندهش الحكيم وقال لهيكل: وأنت ماذا تستفيد من جلوسى بلا عمل فى الأهرام؟

قال هيكل: عندما تجلس مع شباب يتناقشون معك فهذا مفيد للأهرام، وعندما تجلس مع نجيب محفوظ ويوسف إدريس وحسين فوزى، ويحدث حوار بين الأجيال عن الواقع الثقافى والحياة السياسية فى مصر.. يكون مفيدا للأهرام أيضا.

هيكل  وتوفيق الحكيم
هيكل وتوفيق الحكيم

من أهم الذين عملوا فى الدور السادس الأهرام، يأتى صاحب نوبل نجيب محفوظ، وقد بدأت علاقته بالجريدة من قبل ذلك، ويقول رجاء النقاش فى كتاب "نجيب محفوظ صفحات من مذكراته وأضواء جديدة على أدبه وحياته"، إن نجيب فى البداية اعتذر للصحفى على حمدى الجمال، لعدم وجود رواية جاهزة فى الوقت الحاضر لنشرها كحلقات فى الأهرام، وحين انتهى من روايته أولاد حارتنا، فى شهر أبريل عام 1958، اتصل بعلى حمدى الجمال، واتفقا على موعد وبدأت الأهرام فى نشر الرواية فى سبتمبر عام 1959.

وقرر هيكل، نشر رواية أولاد حارتنا، بصفة يومية، لأول مرة فى تاريخ الأهرام، الذى كان ينشر فيها الروايات بصفة أسبوعية، كى لايعطى فرصة لرجال الدين، أن يكون لهم رد فعل، وهو ما حدث وشنوا هجوما على الرواية، حتى أن الزعيم جمال عبد الناصر، سأل هيكل، ليرد عليه بأنها رواية كتبها نجيب محفوظ، ولابد من نشرها لأخر كلمة.
 
ويقول الكاتب الكبير محمد سلماوى، إن محمد حسنين هيكل، عام 1961، ذهب له الشاعر الكبير صلاح جاهين، ليستأذن فى تخصيص قاعة الأهرام الكبرى للاحتفال بعيد ميلاد نجيب محفوظ، لبلوغه سن الخمسين من عمره، وفى ذلك الوقت، لم يكن لنجيب كاتباً فى الأهرام، ولم يكن قد نشر شيئاً من أعماله فيها، إلا رواية "أولاد حارتنا".
 
وقتها قال هيكل لجاهين: نحن أولى بأن نقيم هذا الاحتفال لنجيب محفوظ، وكانت المرة الأولى، فى الواقع، التى يقام فيها احتفال على مستوى رفيع، حضرته أم كلثوم، التى كان يعشقها نجيب محفوظ، والذى سمى كبرى بناته على أأسمها، كما حضره عدد كبير من المثقفين والفنانين فى مصر وقتها.
 

وفاتح هيكل، نجيب محفوظ، عن طريق مدير التحرير على حمدى الجمال، فى رغبته لضمه إلى كتّاب الأهرام مبكرًا، لكن الثاني كان يتعلل دائمًا بوظيفته، ويؤجل الفكرة حتى بلوغه سن المعاش، وهو ما حدث فعلًا فى ديسمبر 1971.

مع أم كلثوم ونجيب محفوظ
مع أم كلثوم ونجيب محفوظ
 

المعروف أن يوسف إدريس، هو من طلب العمل فى الأهرام، وقال: "تساءلتُ بينى وبين نفسى، من هو رئيس التحرير الذى يقبل نشر كل ما أكتبه، ويوفر لى الحماية، فكان الجواب هو هيكل، وليس غيره، وهكذا ذهبت إليه وطلبت منه الانضمام إلى الأهرام". 

ذهب إدريس، إلى مكتب هيكل، في جريدة الأهرام، ولم يجده وأبلغته نوال المحلاوي، سكرتيرة مكتبه، أنه لم يصل بعد، فترك رقم تليفونه وقال لها: "عندما يأتي الأستاذ أبلغيه أن فلانًا أتى لزيارته، وهذا رقم تليفونه في المنزل إذا رغب يتصل بي".
 
وبالفعل اتصل هيكل بيوسف إدريس وجرى الآتي:
 
قال يوسف إدريس "بدون مقدمات يا أستاذ هيكل أنا عاوز أشتغل في الأهرام"، فردَّ هيكل: "خلاص اعتبر نفسك بتشتغل في الأهرام"
قال يوسف إدريس: "يعني ماسألتنيش عن الأسباب؟"، فرد هيكل: "مفيش أسباب.. شوف أنت بتاخد كام من الجمهورية، وسيعطيك الأهرام، أكثر من هذا المرتب شوية".
سأله إدريس: "ما شروطك في العمل؟"، فأجاب هيكل: "أنا ماعنديش أي شروط.. ما دمت تجد في نفسك الشجاعة لتكتب، فأنا لدي الشجاعة لأنشر".
 
وفى يوم 7 أبريل 1969، ظهر أسم يوسف إدريس، لأول مرة على صفحات الجريدة، وظل فيها حتى وفاته.
 
كانت أول قصة نشرت لإدريس هي "الخديعة"، وأثارت أزمة كبرى، عندما فهمت هذه القصة بطريقة معينة، لكن هيكل استطاع حمايته.
 
لكن عن مجمل العلاقة مع هيكل، يقول يوسف إدريس: "هو أولًا كان يحترم جدًّا ما تكتبه حتى لو اختلفت معه في الرأي، وأذكر مرة أنني كتبت مقالًا وفوجئت بتصرف هيكل معي؛ طلبتني السيدة نوال، وأبلغتني بأن الأستاذ يريد أن أتحدث معه لأمرٍ ما، وعندما تحدثت، قال لي: الكلمة دي مش قوي في المقال، هل تحب أن نغيرها ولّا تحب نشيلها؟!".
 
مع يوسف إدريس
مع يوسف إدريس

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق