زلزال المغرب: ينابيع تتفجر مبشّرة بعودة الحياة

الجمعة، 15 سبتمبر 2023 09:10 ص
زلزال المغرب: ينابيع تتفجر مبشّرة بعودة الحياة
زلزال المغرب

مأساة كبيرة يعيشها المغرب بعد الزلزال الأخير، الذي ارتفعت حصيلة ضحاياه إلى 2946 وإصاباته إلى 5674 فيما تم دفن 2944 شخصاً.
 
الخراب هائل، وهناك قتلى تحت الأنقاض، نتيجة إغلاق الزلزال لكثير من الطرق التي توصل إلى القرى، وبسبب التضاريس الوعرة في منطقة جبال الأطلس بالمغرب.
 
واضطر كثير من الناس إلى التحرك بأنفسهم لنقل الإمدادات إلى المتضررين وإنقاذ العالقين تحت الأنقاض، خاصة بعد تأخر المبادرة الحكومية.
 
في قرية أكنديز النائية في الأطلس الكبير، يقوم إيدو محمد بفرز حزم من إمدادات الإغاثة لقريته، الواقعة على بعد 12 كيلومتراً، والتي لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق الحمير.
 
يقول إيدو إنه لم يصل أي مسؤول حكومي إلى القرية بعد، مضيفاً: «مات كثيرون في قريتي، فقدت بعض العائلات 15 من أقاربها والبعض الآخر 12 أو 7. نحتاج الخيام على وجه الخصوص، فما لدينا ليس كافياً، الناس بمن فيهم الأطفال ينامون في العراء، وليس لديهم سوى أغطية».
 
فجّر ينابيع المياه
 
وسط المآسي الكبيرة التي خلفها الزلزال، تفاجأ سكان الكثير من هذه المناطق بتفجر ينابيع من المياه، وبعودة الحياة إلى كثير من الينابيع الأخرى، التي جفت منذ سنوات. وتبرز أهمية هذه «المفاجأة الطبيعية» في أن المغرب يعيش للعام السادس على التوالي جفافاً حاداً في كثير من مناطقه، من بينها تلك التي ضربها الزلزال، وكان العام الماضي أسوأ هذه الأعوام الستة، وكذا أسوأ سنة جفاف شهدها البلد منذ 40 عاماً.
 
نكتم مشاعرنا
 
من جهته، قال عبد الله حسين من قرية زاويت في الأطلس الكبير: «لا طريق هنا، لا أحد يستطيع إزالة الصخور التي انهارت من الجبل. هذا هو اليوم السادس بعد الزلزال، وما زلنا ننام في العراء، وليست لدينا أغطية».
 
وبينما كان يضع إمدادات على الحمير أيضاً، قال إنها لا تستطيع القيام بالرحلة إلى قريته، إلا مرتين يومياً.
 
أما في قرية أوتاغري الصغيرة، التي سويت بالأرض بالكامل تقريباً، فأفاد سعيد حسين: «الأمر صعب حقاً. الجو بارد»، مردفاً: «نكتم مشاعرنا.. ولكن في داخلك تريد فقط الذهاب إلى مكان ما والبكاء».
 
وتخشى نعيمة وازو، التي فقدت ثمانية من أقاربها بسبب الزلزال، الشتاء: «سيأتي قريباً، وسيكون الوضع صعباً للغاية على الناس.. الخيام لن تحل المشكلة».
 
الحياة لن تعود كما كانت
 
عند مدخل قرية تلات نيعقوب، وقفت لطيفة آيت بيزلي تشاهد هول الأضرار، فكل البيوت هدمت، بما فيها بيت شقيقتها، التي قالت إنها «توفيت مع زوجها وطفليهما دون أن أستطيع فعل أي شيء، يعتصرني الألم. ما زلت غير قادرة على استيعاب أنهم رحلوا». وتستطرد قائلةً: «لن تعود الحياة أبداً كما كانت من قبل».
 
الضرر النفسي على المغاربة المتضررين من الزلزال بالغ. استطاع عبد الله النجاة من الزلزال، لكنّ الأنقاض ابتلعت اثنَين من أطفاله.
 
يتذكّر الرجل الذي فقد أيضاً ساقاً اصطناعية كان يستعين بها بعد حادث سابق، المأساة. ويتابع: «لا تجفّ دموعي، أود أن أتوقف عن البكاء لكن الألم أقوى»، فيما كانت زوجته تبكي بصمت.
 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق