عودة الروح إلى القاهرة التاريخية.. توجيهات من الرئيس السيسى بالمحافظة على الطابع المميز
الخميس، 14 سبتمبر 2023 02:00 م
تولى الدولة المصرية منذ ثورة 30 يونيو اهتماما كبيرا بكل ما يتعلق بالتاريخ والهوية المصرية، فترفع شعار التطوير والترميم دون المساس بالأثر الذى يحمل حقبة زمنية معينة وتبوح رائحة عبق الحضارة ممن سبقونا بعدة قرون، ومن بين تلك المشروعات التى رعتها الدولة المصرية، تطوير القاهرة التاريخية، وبتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى مرارا وتكرارا بضرورة المحافظة على الطابع المميز لتراث هذه المنطقة، والقيمة الأثرية والمعمارية بها، بما يتكامل مع الجهود التنموية فى جميع أنحاء الدولة المصرية، لتحقيق تطلعات المصريين نحو بناء دولة قوية ومتقدمة، توفر جودة حياة مرتفعة لجميع المواطنين.
شملت منطقة القاهرة التاريخية خطة لتطويرها، فى ضوء ما أصابها على مدار العقود الماضية من تراجع، وتزايد للتحديات والصعوبات والمشكلات، منها انتشار الأسواق العشوائية، وتضرر المبانى والمقابر بشدة من المياه الجوفية، والتكدس المرورى، الأمر الذى أصبحت معه حالة المنطقة تمثل تهديدا جسيما لجزء حيوى من تاريخ مصر وتراثها العريق، وباتت تستلزم رؤية متكاملة للتطوير الشامل، على نحو ينهى المشكلات التى تعوق حياة المواطنين، ويصون القيمة التاريخية المتفردة للمنطقة، وبالفعل اتخذت الدولة عهد بإحياء عاصمة المعز من جديد ولاسترجاع تاريخ أكبر المدن التراثية فى العالم.
وبالفعل قامت الدولة المصرية بأيدى خبراء متخصصين على ترميم وتطوير عدد كبير من المبانى والمقابر داخل مشروع القاهرة التاريخية.
آثار شارع السيوفية
ثلاثة مبان أثرية بشارع السيوفية بمنطقة الحلمية محافظة القاهرة وهى «قبة علم الدين سنجر المظفر أثر رقم 261 ـ سبيل يوسف بك الكبير أثر رقم 219 ـ قبة الأمير علاء الدين إيديكين البندقدارى أثر رقم 146»
أما عن أعمال الترميم التى تمت بالمبانى الأثرية الثلاثة، فجاءت ضمن مشروع ترميم مائة أثر بنطاق القاهرة التاريخية تحت إشراف قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالمجلس الأعلى للآثار والإدارة العامة للقاهرة التاريخية.
وتضمنت الأعمال «تنظيف ومعالجة الجدران الحجرية، واستكمال الأجزاء المفقودة، حقن الجدران، ورفع كفاءة شبكة الكهرباء والإنارة، وأعمال الترميم الدقيق للعناصر الزخرفية ومعالجة الأسقف الخشبية المزخرفة والشبابيك الجصية، وترميم الأشرطة الكتابية وصيانة الأشغال الخشبية.
جامع الظاهر بيبرس البندقدارى
تم البدء فى مشروع ترميم وإعمار جامع الظاهر بيبرس عام 2007م، ثم تعثر المشروع لعدة أسباب منذ عام 2011م، حتى استؤنفت الأعمال عام 2018، والتى تضمنت تخفيض منسوب المياه الجوفية، والانتهاء من كل الأعمال الإنشائية، والترميم الدقيق والمعمارى للجامع، وتطوير نظم الإضاءة والتأمين به، كما تم خلال أعمال الترميم اكتشاف صهريج مياه أسفل أرضية صحن الجامع. كما تم تطوير الخدمات المقدمة لزائرى لتحسين تجربتهم السياحية أثناء الزيارة حيث تم وضع لوحات إرشادية وتعريفية بالجامع، وتوفير كل سبل الإتاحة للسياحة الميسرة من ذوى الهمم حتى يتسنى لهم زيارة المسجد بكل سهولة ويسر.
كما أن أعمال الترميم شملت أيضاً تنفيذ مرافق البنية الأساسية بكامل المشروع من أعمال تدعيم الأساسات والعزل والأعمال الإنشائية وأعمال شبكة تثبيت منسوب المياه الجوفية وتركيب منظومة إطفاء الحريق، وأعمال شبكة الكهرباء الداخلية والخارجية وتركيب وحدات الإضاءة الداخلية حيث تم عمل إضاءة بانورامية تخصصية على واجهات ومداخل وبوابات المسجد من الخارج والداخل لإظهار جميع الزخارف والتفاصيل المعمارية لتكون أيقونة إضاءة جميلة للمسجد داخل ميدان الظاهر.
وتم تنظيف الواجهات الحجرية الداخلية والخارجية للجامع بأحدث الطرق الميكانيكية المتبعة مع مراعاة الحفاظ على العناصر الحجرية ذات الزخارف الكتابية والنباتية والعمل على تقويتها وتدعيمها، بالإضافة إلى ترميم واستكمال الشبابيك الجصية الموجودة أعلى حوائط الجامع وترميم ومعالجة الأشرطة الجصية الداخلية التى تحتوى على آيات قرآنية بإيوان القبلة، وترميم الأبواب الخاصة بمدخل الجامع وعمل التقوية والتعقيم والتسكيك للأبواب، وكذلك أعمال إحلال وتجديد الميضأة الحديثة، وترميم المداخل التذكارية الحجرية الثلاثة، وتم افتتاحه فى 4 يونيو 2023 وبلغت تكلفة مشروع ترميم المسجد نحو 237 مليون جنيه مصرى، ساهم فيها الجانب الكازاخى الشقيق بنحو 4.5 مليون دولار عام 2007، بما يعادل نحو 27 مليون جنيه مصرى فى حينه، كما ساهمت وزارة الأوقاف بنحو 60.500 مليون جنيه مصرى من مواردها الذاتية ونحو 150 مليون جنيه مصرى من وزارة السياحة والآثار من بين مواردها الذاتية ودعم الدولة المصرية من وزارتى المالية والتخطيط.
جامع عمرو بن العاص
هو أقدم وأول المساجد الإسلامية فى مصر وشمال أفريقيا، وقد أنشأه القائد العظيم عمرو بن العاص وذلك فى سنه21هـ- / 642م ويعرف بتاج الجوامع أو الجامع العتيق، وقد وقف على تحرير قبلته جمع من الصحابة رضى الله عنهم، ويقع جنوب حصن بابليون «قصر الشمع» ويعرف حاليا بميدان عمرو بن العاص، وقد وفق القائد عمرو بن العاص فى اختيار الموقع من الناحية الجغرافية أو الحربية حيث تكون مدينة الفسطاط فى مأمن من هجمات العدو
وقد تم تنفيذ المشروع بتمويل من هيئة المجتمعات العمرانية وتحت إشراف قطاع المشروعات والمنطقة المختصة، وتضمنت أعمال التطوير ترميم جميع العناصر الأثرية بالمسجد، ورفع كفاءة شبكة تخفيض منسوب المياه الجوفية وشبكة صرف مياه المطر، وإنشاء شبكة وقاية من الحريق، وتطوير شبكات الإضاءة والصوتيات الداخلية والخارجية وتوسعة المدخل الرئيسى للمسجد من شارع حسن الأنور ليكون بعرض 30 مترا، وكذا إنشاء ساحة خارجية لاستقبال الزائرين.
مسجد الحاكم بأمر الله
يعود تاريخه للعصر الفاطمى وهو رابع أقدم المساجد الجامعة الباقية بمصر، وثانى أكبر المساجد الأثرية فى القاهرة بعد مسجد أحمد بن طولون. تمت أعمال الترميم بتمويل من طائفة البهرة وتحت إشراف قطاع المشروعات والإدارة العامة للقاهرة التاريخية، وبدأ فى فبراير 2017، حيث شملت الأعمال صيانة دورية لدرء الخطورة وحماية حوائط المسجد من أثر الرطوبة والأملاح، بالإضافة إلى أعمال تهوية وتدعيم الحوائط ومعالجة بعض الشروخ. وتم الانتهاء من ترميم كل الأعمال الخشبية بالمسجد من أبواب والمنبر وروابط خشبية مزخرفة أسفل أسقف المسجد، فضلا عن أعمال الترميم الدقيق للمحاريب بالمسجد مع تغيير الستائر التى تغطى فتحات العقود المطلة على الصحن، وتجديد شبكة الكهرباء، كما تم إضافة شبكة من كاميرات المراقبة وترميم الثريات «النجف» وإضافة فوانيس جديدة كوحدات للإضاءة مطلة على الصحن، بالإضافة إلى صيانة كل أرضيات الأيونات والصحن الرخامية بالمسجد، وتم افتتاحه فى 27 فبراير 2023.
شارع بالدرب الأحمر
شملت أعمال التطوير تجهيز مسار سياحى جديد يربط عددا من المبانى الأثرية بمنطقة آثار الدرب الأحمر من مساجد وأسبلة تتمتع بأهمية تاريخية وأثرية فريدة، حيث تم تجهيز هذا المسار كأحد أوجه التعاون بين وزارة السياحة والآثار ومؤسسة الأغاخان الثقافية- مصر، بما يعمل على إتاحة الوصول إلى التراث الثقافى الإسلامى فى القاهرة» والحفاظ عليه من خلال تعزيز الدور السياحى كحافز رئيسى للتنمية الاجتماعية والاقتصادية المحلية.
يتيح المسار لزائريه الاستمتاع بزيارة عدد من المبانى الأثرية بتذكرة موحدة بقيمة 120 جنيها للزائر الأجنبى، و60 جنيها للطالب الأجنبى وبقيمة 20 جنيها للزائر المصرى، و10 جنيهات للطالب المصرى، على أن تبدأ الزيارة من حديقة الأزهر، مرورا بقبة الأمير طرباى الشريفى، والمجموعة المعمارية للأمير خاير بك، والجامع الأزرق، ومدرسة أم السلطان شعبان وقصبة رضوان، وبيت الرزاز، والسور الأيوبى الشرقى بداخل حديقة الأزهر، وجامع قجماس الاسحاقى، ومسجد الصالح طلائع، وزاوية فرج بن برقوق.
يتضمن المسار السياحى عددا من اللوحات التعريفية والإرشادية لآثار المنطقة، وعددا من السيارات الكهربائية تعمل بالطاقة النظيفة لنقل الزائرين من السائحين والمصريين وأخرى لذوى الهمم، بالإضافة إلى مركز للزوار يتم فيه عرض فيديو تعريفى عن المسار مترجم بعدة لغات وكتيبات مطبوعة عن المسار.
سور مجرى العيون
تتكون عمارة سور مجرى العيون من سور ضخم يمتد من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة و يمتد حتى القلعة وقد بنى هذا السور من الحجر المسنم غير المصقول أما برج مأخذ سور مجرى العيون، وهو عبارة عن قناطر للمياه تقع بمنطقة مصر القديمة بشارع مجرى العيون وطريق صلاح سالم، وقد تم تسجيلها فى عداد الآثار الإسلامية عام 1951، ويبلغ امتدادها ما يقرب من ثلاثة كيلومترات بعدد 292 فتحة، تبدأ من برج المآخذ وهو يمثل الجزء الأول للسقاية ويتكون من برج سداسى الشكل من الحجر، يوجد بسطحه عدد 6 سواقى يصعد إليها عن طريق منحدر من الجانب الشرقى للبرج. وفى أعلى السور مجراة فوق مجموعة ضخمة من العقود المدببة كانت تنتهى بصب مياهها فى مجموعة من الآبار الضخمة داخل القلعة، و توجد بالسور ثلاث لوحات إنشائية بها رنك السلطان قنصوة الغورى.
وتضمنت الأعمال ترميم وصيانة السواقى الخشبية المقامة أعلى المبنى، وإزالة التعديات على السور والحرم الأثرى، ومعالجة وتنظيف الأحجار، وإزالة طبقات السناج والاتساخات، وصيانة الأشغال الخشبية والأرضيات بالممرات الداخلية، وتأهيل السلالم وتغشية الفتحات، بالإضافة إلى رفع كفاءة المنطقة المحيط بالأثر، وتم افتتاحه 31 أغسطس 2023.
معبد بن عزرا
تم تنفيذ المشروع بتمويل ذاتى من وزارة السياحة والآثار من قبل إشراف قطاع المشروعات وتحت إشراف المنطقة المختصة، وشملت أعمال الترميم الجانب المعمارى لسقف المعبد كما تم ترميم دقيق للزخارف.
الجامع الأقمر
بناه الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله أبو على المنصور بن المستعلى الخليفة السابع من خلفاء الدولة الفاطمية فى مصر سنة 519هـ «1125م» وأشرف على البناء الوزير أبو عبد الله محمد بن فاتك البطائحى المعروف باسم المأمون البطائحى، وقد دون ابن فاتك اسمه إلى جانب اسم الخليفة الآمر فى النصوص الكتابية بالخط الكوفى الدقيق على واجهة الجامع.
تضمنت أعمال الترميم بالمسجد صيانة الواجهة الرئيسية الحجرية للجامع وإزالة الاتساخات والسناج، واستكمال بعض الكتابات الحجرية والرخامية الموجودة على الواجهة طبقا للمصادر والمراجع العلمية للجامع، وتنظيف الأعمدة الرخامية وصيانة الكتابات الجصية الموجودة ورفع كفاءتها، ومعالجة الروابط الخشبية، بالإضافة إلى صيانة وترميم الأبواب والشبابيك الخشبية وتركيب أسلاك معدنية للشبابيك لحمايتها من دخول الطيور وتكوين السناج، فضلا عن ترميم المئذنة وتقوية جدرانها، وحقن الزخارف الزجزاجية حفاظا عليها واستكمال الشرافات الموجودة أعلى الجامع، وترميم القبة والشبابيك الخاصة بها، وتم افتتاحه يوم 13 أغسطس 2023.
قبة رقية دودو بمنطقة الإمام الشافعى
نجح فريق عمل من مهندسى ومرمى وآثاريى قطاعى المشروعات والآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار بالتنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، فى الانتهاء من أعمال فك وإعادة تركيب وترميم قبة رقية دودو الأثرية بمنطقة الإمام الشافعى، كما تم إعادة تركيبها وترميمها بموقها الجديد، الذى يقع على بعد 30 مترا من موقعها الأصلى، وذلك لحمايتها والحفاظ عليها من المياه الجوفية التى غمرت جزءا منها ونمو وانتشار نبات الهيش حولها، كما تم تسجيل قبة رقية دودو فى عداد الآثار الإسلامية عام 1951، وهى تقع فى عين الصيرة بمنطقة آثار
الإمام الشافعي، ويعود تاريخ إنشائها إلى عام 1757، حيث أنشأتها السيدة بدوية بنت شاهين لابنتها رقية دودو بنت الأمير رضوان بك الفقارى، والتى توفيت صغيرة بسبب وباء الطاعون فأنشأت لها والدتها هذه القبة لدفنها بها، بالإضافة إلى سبيل يعلوه كتاب بمنطقة سوق السلاح، جاء تصميم القبة على الطراز العثمانى وهى عبارة عن قبة فوق أربعة عقود محمولة على أربعة أعمدة وتربط بين العقود روابط خشبية، تتوسطها مصطبة حجرية بها تركيبة رخامية مزخرفة وعليها كتابات دعائية للمتوفاة، وزينت جدران المصطبة بنقوش وزخارف متنوعة، ويوجد عليها شاهدى قبر، الأول من الناحية الشرقية حفر عليه ثلاثة أسطر به عبارة التوحيد وآية قرآنية، أما الشاهد الثانى فيوجد بالناحية الغربية وحفر عليه خمسة أسطر عليه نفس العبارات، وبالأعمدة الأربعة كتابات تشتمل على أدعية واسم المتوفاة وتاريخ، وقد تم افتتاحها فى 27 يوليو 2023.
حصن بابليون
يقع الحصن شمال مدينة بابليون وعلى بعد مئات الأزرع منها حيث شيده الامبراطور تراجان «ما بين سنه 100 و 117 م» وللحصن 5 أضلاع غير منتظمة تدعمها أبراج جدارية نصف دائرية عديدة، لم يبق من مبانى الحصن سوى الباب القبلى يكتنفه برجان كبيران - وقد بنى فوق أحد البرجين الجزء القبلى منه الكنيسة المعلقة - كما بُنى فوق البرج الذى عند مدخل المتحف القبلى كنيسة مار جرجس الرومانى للروم الأرثوذكس.
وتضمن المشروع أعمال ترميم وتطوير الجزء الجنوبى من الحصن الموجود أسفل الكنيسة المعلقة والمسمى ببوابة عمرو، وذلك بعد الانتهاء من أعمال المرحلة الأولى من المشروع والتى شملت تنظيف جميع واجهات الحصن الخارجية والداخلية، وإزالة كل الاتساخات والأتربة والبقع العالقة بالأحجار، كما تم تطوير منظومة الإضاءة به، والتى ساهمت بشكل أساسى فى إظهار الجمال المعمارى للحصن والوظيفة الأصلية للمبنى، كما تم معالجة الجدران وتكحيل العراميس لتوضيح شكل الأحجار المتواجدة وترميم الأجزاء المتدهورة منها، وعمل تغشية للشبابيك الخاصة بالحصن بمشاركة معهد الحرف الأثرية بالمجلس الأعلى للآثار، وكذا تنفيذ خدمات الزائرين بالموقع
قبة الخلفاء العباسيين فى حي الخليفة
تم ترميم القبة ضمن مشروع إنقاذ مائة مبنى أثرى بالقاهرة التاريخية تحت إشراف الإدارة العامة للقاهرة التاريخية، وتضمنت الأعمال التى تمت بالقبة معالجة الحوائط الحجرية بالتدعيم الإنشائى والتهوية وترميم ومعالجة الابواب الخشبية ومعالجة الحوائط الحجرية وإزالة الأملاح وترميم ومعالجة الأشرطة الكتابية والشبابيك الجصي