بدأت جامعة العريش فى شمال سيناء إنتاج الأسماك المستزرعة فى أحواض تدريبية وبحثية ضمن سلسلة مشروعات الجامعة فى مجال الزراعة والإنتاج الحيوانى.
وبدأت عملية الحصاد بحوضين من إجمالى 7 أحواض، ويتم نقل المنتج وبيعه من خلال نقاط توزيع متاحة للمواطنين فى العريش تهدف لتوفير المصادر الغذائية وتعزيز الأمن الغذائى، بينما الهدف البعيد التوسيع نطاق الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتى فى توفير الأسماك للمحافظة والمجتمع المحلى.
ويقوم فريق من الخبراء والمتخصصين، برعاية مراحل الاستزراع لأسماك بدأت بالبلطى والبورى، ومقررا أن يتواصل بأنواع أخرى، كنموذج تجريبى يمكن استخدامه فى المزارع الأهلية، يشارك فيه الطلاب لزيادة معرفتهم العملية ويعود بالفائدة عليهم بعد التخرج.
قال الدكتور محمد سالم، عميد كلية الاستزراع المائى والمصايد البحرية بجامعة العريش، الكلية المسؤولة عن المشروع والمنفذة له، إن المشروع يقع على مساحة تقارب 5 أفدنة، ويتضمن صوبات للتربية، و7 أحواض مفتوحة بمساحة تصل إلى نحو 1000 متر مكعب لكل حوض، بالإضافة إلى مواقع للتفريخ.
وأضاف أن موسم الحصاد من الأحواض بدأ بعملية تخفيف لأحواض سمك البلطى، وهى عملية استخراج الأحجام الكبيرة من الأسماك لتمكين الأحجام المتوسطة من النمو، مشيرًا إلى أن هدف المشروع هو خدمة البيئة وتوفير منتج أسماك خالٍ تمامًا من أى تلوث.
وأوضح أن نتائج الاستزراع نجحت فى توفير هذا المنتج ذو الجودة العالية والخالى من أى تلوث، وهو منتج نظيف وصالح للتصدير، حيث تعتمد مصادر تغذيته على مياه نظيفة متجددة وأجواء نقية، ويتم جلب العلف الخاص بالأسماك من أنواع عالية القيمة المتوفرة فى السوق.
وأشار إلى أن البداية كانت بأسماك البلطى والجمبرى، ومع مرور الوقت، سيتم زيادة مجموعة الأنواع المستزرعة بنجاح، لافتا أن هذا المشروع يعد جزءًا من المشروعات الزراعية والإنتاج الحيوانى والداجنى الأخرى المتنوعة بنطاق مزرعة جامعة العريش، ويتلقى دعمًا كاملًا وتشجيعًا من قبل إدارة الجامعة.
وأضاف أن المشروع يتضمن إضافة إلى الأحواض التى تستخدم لتربية الأسماك، أجهزة فحص الأسماك وتشريحها وإجراء اختبارات التذوق والبحث عن أى مظاهر للأمراض بها لمقاومتها، ويتم تصريف المياه من الأحواض للاستفادة منها فى رى مزارع الجامعة كمصدر للسماد الطبيعى.
وأشار عميد كلية الاستزراع المائى والمصايد البحرية بجامعة العريش، إلى أن الكلية أنشئت بهدف تنمية الثروات المائية فى البحار المفتوحة واستزراعها، وتحتوى على 4 أقسام تعنى بهذا الجانب.
وقال الدكتور ممدوح سألمان إبراهيم، الأمين العام لكلية الاستزراع المائى والمصايد البحرية بجامعة العريش، إن بداية المشروع بتخصيص رئيس الجامعة حوضين كباكورة الإنتاج من سمك البلطى والبورى، بينما المرحلة القادمة توفير الأسماك من أنواع الحنشان وأنواع آخرى، لاخراج منتج باقل الاسعار واعلى جودة، لافتا إلى أن الأسماك تغذيتها تتم طبيعيا تحت إشراف متخصصين من أساتذة الكلية، والإنتاج بعد جمعه يتم نقله لمنافذ البيع الخاصة بالجامعة ليتاح لكل المواطنين.
فيما أشار سيد على عايش، من العاملين بالمشروع، إلى أنه يتم تعليف الأسماك مرتين يوميا فى توقيت قبل الفجر وبعد العصر، وخلال فترات المساء تشغيل بدالات الهواء لتغذيته بالاكسجين، وأن الإنتاج عالى الجودة بمعدلات الحجم الطبيعى واكبر، وهى خلال 3 أشهر تصل لنحو 4 سمكات لكل كيلو.
بينما أوضح الدكتور محمد فتحى، المسئول عن الاستزراع بموقع المشروع، أن عملية الاستزراع والإنتاج للأسماك توفر منتج للمجتمع ممثلا بالقيمة البروتينية العالية آمنة المصدر، وتوفير موقع تدريب لطلبة الكلية حيث يكون الطالب شريكا فى كل مراحل الاستزراع والتربية والإنتاج، لتزيد حصيلته العلمية بشكل عملى يفيده بعد تخرجه.
وقال دكتور أحمد محمد البيك، مدرس البيلوجى بجامعة العريش، إن هذا المشروع مهم لخدمة المجتمع، ونموذج تجربة يمكن الاستفادة منها بعد نجاحها لتطبق فى المزارع الأهلية، ومكان تدريب فى المستقبل لكل الراغبين من الشباب فى التعلم على كيفية انشاء مزرعة أسماك.
وبدوره قال الدكتور حسن الدمرداش، رئيس جامعة العريش، إن هذا المشروع من احدث مشاريع خدمة المجتمع وطلبة الجامعة الدارسين فى كلية الاستزراع المائى والمصايد البحرية، ضمن سلسلة مشروعات خدمية تقدم للمجتمع يتم تباعا حصاد إنتاجها.
وتابع أنه تم إعداد خطة لاستخراج من 500 إلى 1000 كيلو أسماك كل أسبوع من مزرعة الأسماك الإنتاجية منها: أسماك البلطى والبورى والحنشان والدنيس بإجمالى نحو 30 طنا سنويا لافتا أنها تعد من أجود أنواع الأسماك كونها تتغذى على مراعى طبيعية تعادل الأسماك المنتجة من بحيرة البردويل، وخلال عامين سيتم توفير احتياجات المحافظة من الأسماك.
وقال إنه يتم إقامة مشاريع صغيرة على الأسماك بإعادة استخدام مياه الصرف المحملة بالاسمدة الطبيعية، بحيث تغطى المزارع بالمياه المسمدة.