دينا الحسيني تكتب: عقدة الإرهاب والفشل تطارد الإخوان.. "اعتصام رابعة" جريمة الجماعة ودليل انحطاطها الدائم
الأحد، 03 سبتمبر 2023 04:19 م
رغم مرور 10 سنوات على فض اعتصامي رابعة والنهضة المسلحين، إلا أن جماعة الإخوان الإرهابية لا تصدق أن حلمها في تشكيل إمارات داخل المحافظات قد انتهى إلى زوال، وهي فكرة رفضها الشارع المصري وطالب مؤسسات الدولة بسرعة التدخل آن ذاك، وبين الحين والآخر يحاول التنظيم الإرهابي إحياء خطته من خلال استغلال «مظلومية رابعة»، وإيجاد دعم دولي له يسهل عودته إلى الساحة من جديد، ومن خلال ترويج الشائعات المضللة استهدفت قوات إنفاذ القانون الجهة المنفذة للقرار الصادر من النيابة العامة بفض الاعتصامين، وشكك التنظيم في آلية الفض التي تم تنفيذها على مرأى ومسمع من الجميع بشكل سلمي وفي إطار قواعد القانون وبما يتفق مع حقوق الإنسان.
ولم تتوقف الشائعات عند حد التشكيك، بل وصلت الجرائم الإرهابية إلى حد تزوير خطاب في يونيو 2022 منسوب لقطاع الأمن المركزي بوزارة الداخلية، ورد فيه أرقام وهمية لمن وصفهم المزورون بضحايا فض الاعتصام، وسارعت وزارة الداخلية إلى كشف التزوير، وأصدرت بياناً نفت فيه ما تم تداوله على حسابات جماعة الإخوان الإرهابية الهاربة في الخارج على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن خطاب منسوب إلى إحدى جهات وزارة الداخلية يتضمن أعداد القتلى والجرحى والمعتقلين خلال أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وقال الداخلية في البيان:" إن ما تم تداوله عار عن الصحة جملة وتفصيلا، وهو من الأكاذيب التي يروج لها تنظيم الإخوان الإرهابي للتغطية على جرائمه.
دفعت الإرهابية وداعميها مبالغ مالية طائلة لمنظمات ومراكز حقوقية مشبوهة أصدرت بيانات استنكار بشأن فض اعتصامي رابعة والنهضة، تتضمن روايات إخوانية كاذبة عن قتل المعتصمين وضربهم خارج القانون، وذهبوا إلى نواب في البرلمان الأوروبي معروف توجهاتهم ضد مصر، ووجهوا مطالب لدولهم بفرض عقوبات على مصر ومطالب أخرى بالمقاطعة لإحداث فتنة دبلوماسية، وتصدير مشهد غير حقيقي للعالم عن فشل مصر في إدارة علاقاتها الخارجية مع الدول، تناسى التنظيم الإرهابي أن التاريخ لا يقبل التزوير والتزييف، لذلك فإن أحداث الفض، والتي تم توثيقها بالصوت والصورة، فضحت المظلومية الإخوانية التي طالما عاشت عليها لسنوات طويلة، حيث نفذت القوات قرار فض الاعتصامين تدريجياً وفقاً للخطة التي وضعتها وزارة الداخلية والتي قامت على أربعة محاور.
المرحلة الأولى تمثلت بإصدار وزارة الداخلية عدة بيانات متتالية دعت فيها المعتصمين إلى الخروج الآمن والفض السلمي، وتمثلت المرحلة الثانية بنشر النقاط الأمنية وكمائن الفرز في محيط الاعتصام والشوارع الجانبية والطرق المؤدية إلى مقر الاعتصام، أما المرحلة الثالثة فكانت مرحلة الحصار الشامل حيث قامت القوات بتطويق مكان الاعتصام لمنع دخول المعتصمين بعد إخراجهم من داخل مقر الاعتصام، وكانت المرحلة الرابعة والأخيرة هي التنفيذ الفعلي للاعتصام.
تمكنت القوات من فض اعتصام النهضة بالجيزة في أقل من 20 دقيقة، لكن مسلحين احتلوا كلية الهندسة واشتبكوا مع القوات بعد خروج المعتصمين، بينما استغرق فض اعتصام رابعة ساعات طويلة. واستخدمت القوات تدريجياً خراطيم المياه للحماية المدنية، ثم بثت موجات صوتية من أجهزة الإرسال لتضييق الخناق على المتظاهرين مع صوت الاهتزازات وإجبارهم على المغادرة، قامت "اللوادر" بإزالة السواتر.
كانت النهاية مع مجموعات الغاز التي أطلقت قنابل الغاز بعد تمسك عدد من المعتصمين البقاء ورفضوا الخروج، مما يعني أن قوات الفض لم تحمل أسلحة، حيث تم تقسيم القوات إلى مجموعات، مجموعات فض الاعتصام وكانت مسلحة بقنابل الغاز فقط، مجموعة العمليات الخاصة التي كانت تنتظر في محيط الاعتصام وكانت مسلحة ودخلت في عمليات كر وفر مع بعض المسلحين في محيط الاعتصام و في الشوارع الجانبية.
"صناعة المظلومية" التي تجيدها جماعة الإخوان ما هي إلا عقيدة توارثها عناصر التنظيم عن حسن البنا ومن بعده سيد قطب، استغلها الإخوان في جذب عناصر جديدة، وظهر ذلك جلياً في عهد الراحل جمال عبد الناصر حينما سجنهم فجعلوا من السجن مظلومية، ومن هنا استقطبوا طلبة الجامعات وترتب عليها تمكين الإخوان من تجنيد الشباب لينضم لهم وقتها كثيرين أبرزهم عبد المنعم أبو الفتوح والقيادي عصام العريان وغيرهم من طلبة الجامعة الذين انضموا لجماعه الإخوان تعاطفاً مع مظلومية السجن.
وحاولت الجماعة الإرهابية من خلال اعتصامي رابعة والنهضة المسلحين الدخول في صدام مع الدولة لخلق مظلومية جديدة وصٌنع قدر من التعاطف على المستوى العربي في أوساط جماعات الإسلام السياسي، في ظل إيجادهم وامتلاكهم لأدوات الترويج للمظلومية كأذرعهم الإعلامية وكتائبهم الالكترونية وانضمام بعضهم كأعضاء بالمنظمات الحقوقية المشبوهة بالخارج، لذلك مسألة المظلومية لها هدف تكتيكي واستراتيجي لديهم ليتمكنوا من تجنيد كوادر المستقبل، لذلك كل الجماعات العنقودية مثل أنصار بيت المقدس وأجناد مصر وحركتي حسم ولواء الثورة جميعهم انضموا للإخوان على خلفية الثأر والانتقام لمظلومية رابعة وحتي اغتيال النائب العام الشهيد هشام بركات كانت ثأراً لمظلومية رابعة هكذا أوهموا منفذي الحادث.