«توشكى الخير».. رهان على حصان رابح لتحقيق الأمن الغذائي للمصريين
السبت، 02 سبتمبر 2023 09:00 مطلال رسلان
- المشروع القومى يوفر المنتجات الزراعية والسلع الاستراتيجية وأهمها القمح باستصلاح واستزراع 600 ألف فدان
خطوة وراء خطوة، تشهد الدولة المصرية إنجازات حقيقية ومشروعات قومية متعددة منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية، بعدما دفع جميع جهود الدولة للنهوض بالقطاعات الزراعية والصناعية والمجتمعية، لتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد المصرية، وأكبر استفادة مما تملكه مصر من إمكانيات.
ويعد مشروع «توشكى»، واحدا من أهم المشروعات القومية فى مجال الزراعة، لتوفير ملايين المنتجات الزراعية المختلفة للدولة خاصة السلع الاستراتيجية، وأهمها القمح من خلال استصلاح واستزراع حوالى 600 ألف فدان حول منخفضات توشكى، فى إطار خطة توسيع رقعة المساحة المزروعة فى مصر، حيث أولى الرئيس السيسى اهتماما بالغا بمشروع توشكى، نظرا للدور الكبير الذى يلعبه فى توسيع مجال الاستثمار الزراعى للدولة المصرية، خاصة بعد إضافة مساحات زراعية جديدة فى الفترات الماضية، لزيادة الرقعة الزراعية، لتصبح أراضى زراعية جاهزة للاستغلال الأمثل، والتى يمكن أن تحقق طموحات الشباب فى توفير فرص عمل حقيقية.
«ما تشهده منطقة توشكى من إنجاز يقف وراءه جهد كبير من المصريين العاملين بهذا المشروع القومى، والمستهدف زراعة 4 ملايين فدان خلال مدة زمنية لا تزيد على عام من الآن»، بهذه الكلمات، أوضح الرئيس السيسى الأهمية الكبرى لوحد من مشروعات التنمية العملاقة التى تعول عليها الدولة المصرية كثيرا فى المجال الزراعى، ودعم الاقتصاد والاكتفاء الذاتى.
الرئيس السيسى بطبيعة سياسته فى التعامل مع الملفات الاقتصادية الكبرى، مثل مشروع توشكى، يضع الأهداف ويوضح الإمكانيات بشكل عام، ويعرض ما تحقق من أرقام أول بأول للمصريين، ولذلك قال مؤخرا إن ما تشهده منطقة توشكى، هو جهد خطوة واحدة من خطوات كثيرة يتم تنفيذها، كما دعا الرئيس لزيارة مشروع لمستقبل مصر وسيناء من أجل رؤية حجم العمل العملاق المبذول، مشددا على أن التنمية ليست قاصرة على مكان واحد، ولكن فى كل مكان فى توشكى وشرق العوينات وسيناء ومزرعة فى بنى سويف 60 ألف فدان، مؤكدا أنه يتم استغلال كل ما هو متاح، وكل نقطة مياه موجودة من خلال أحدث أساليب الزراعة والرى الحديث.
وأوضح أنه تم الانتهاء من تنفيذ جزء كبير من محطات رفع المياه والترع وقنوات المياه وطلمبات الرفع وشبكة الكهرباء وتسوية الأرض، حتى تكون جاهزة لموسم القمح المقبل، والمقرر له فى شهرى أكتوبر ونوفمبر المقبلين.
وبعث الرئيس السيسى برسالة طمأنة للشعب المصرى، بأن الدولة تسير بشكل جيد للغاية داعيا الجميع إلى الاطمئنان، مشيرا إلى أن هناك حجما كبيرا من الأراضى جرى استصلاحها ليس فى توشكى فقط، ولكن أيضا فى شرق العوينات ومستقبل مصر وسيناء.
وأشار إلى أنه تم التعاقد على مصنع للخشب من «جريد النخل»، ومصنع آخر لتغليف التمور فى منطقة توشكى، فضلا عن زراعات البطاطس فى شرق العوينات، حيث تم إنشاء مصنع للبطاطس نصف مقلية، بالإضافة إلى العديد من المشروعات فى مجال التصنيع الزراعى، وشدد على أن الفجوة الكبيرة فى القمح تحتاج إلى تغطية جزء كبير منها قبل الحديث عن منتجات أخرى مثل الفاكهة والخضراوات، لأن لدينا تقريبا منها اكتفاء ذاتى، ولكن كل الجهد المبذول حاليا فى توشكى وشرق العوينات والدلتا الجديدة فى «مستقبل مصر» على طريق وادى النطرون، يستهدف زراعة محصولى الذرة والقمح، الذى يتطلب استيراده كميات كبيرة من الدولار، مشيرا إلى أن القمح لكى نسد الفجوة أو الذرة.
وأكد رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية، أن المستهدف من الزراعات فى توشكى، هو زراعة القمح، حيث تمت زراعة 250 ألف فدان، فيما سيكون المستهدف خلال هذا العام زراعة 450 ألف فدان بزيادة 200 ألف فدان، كما أنه من المستهدف الوصول إلى 600 ألف فدان قمح مع نهاية عام 2024، بمنطقة توشكى، فضلا عن زراعة 230 ألف فدان فى العوينات، و320 ألف فدان فى الفرافرة وعين دالة، مشيرا إلى أن الشركة تؤدى عملها بكل وطنية وتحد، وتؤدى دورها بكل جدية ودقة فى العمل بآليات سليمة لإنتاج منتجات «أورجنك»، مشيرا إلى أن جميع العاملين يتفانون فى عملهم بكل جدية وإخلاص لاستصلاح أراض صفراء وتعميرها، معتبرين أن عملية التعمير من نعم الله على الإنسان.
وأوضح أن المستهدف فى زراعة التمور فى توشكى، هو زيادة حجم المساحة المنزرعة من 37 ألف فدان إلى 40 ألف فدان، فضلا عن الزراعات الطبية والعطرية والذرة والليمون والعنب والمانجو وغيرها من المنتجات، بالإضافة إلى المنشآت الصناعية فى المنطقة، مثل مصنع لإنتاج السكر ومصنع للأخشاب، وهذا على سبيل المثال لا الحصر، مشيرا إلى أنه تتم زراعة نوع من الزراعات التكميلية لاستغلال المساحات الموجودة، حيث تستخدم فى زراعة «اللب»، والكركديه.
وتابع رئيس مجلس إدارة الشركة، أن الشركة تضم مزرعة شرق العوينات، ومزرعة عين دالة، ومزرعة توشكى ومزرعة الفرافرة، وتتنوع أنشطة الشركة ما بين نشاط زراعى، عبارة عن أشجار( فواكة - نخيل - قمح - ذرة - بطاطس – خضراوات)، ونشاط إنتاج حيوانى، عبارة عن (تربية الأغنام / الماعز)، ونشاط تكميلى، يشمل ( أبراج حمام - خلايا نحل - تربية بط)، وتصنيع قائم على الأنشطة الزراعية.
وكشف عن أن حجم العمالة المباشرة فى الشركة، تبلغ 4 آلاف عامل مدنى نصيب توشكى منهم ما يقرب من 2500 عامل، بالإضافة إلى العمالة الموسمية، والعمالة غير المباشرة. وأوضح أن الشركة لديها رؤية للشركة فى كل مجالات التصنيع الزراعى بالأسلوب الحديث فى الزراعة مع مراعاة تطبيق أحدث نظم الجودة، مشيرا إلى أن عملية استصلاح الأراضى فى توشكى، ليست باليسيرة، ولكنها تتحسن سنويا.
إنجاز ضخم فى عام واحد.. توشكى الخير حصان رابح فى اقتصاد مصر
فى ديسمبر 2021، افتتح الرئيس السيسى، المرحلة الأولى من أحد أهم المشروعات القومية فى مجال الزراعة، وهو مشروع «توشكى الخير» فى جنوب أسوان.
المشروع عاد للحياة مرة أخرى بتوجيهات من الرئيس السيسى بعد فترة طويلة من التوقف، وذلك ضمن خطة البرنامج الرئاسى لزراعة 4 ملايين فدان.
أهداف المشروع:
- التغلب على الفجوة الغذائية، وذلك بزيادة الرقعة الزراعية بحوالى ٥٠٠ ألف فدان، تصل فى المستقبل لمليون فدان.
- تعظيم عائد الموارد المتاحة، وزيادة الصادرات الزراعية، ما يساعد فى تقليل العجز فى الميزان التجارى.
- توفير فرص عمل للشباب، خاصة من شباب صعيد مصر.
- التشجيع على إعمار وإسكان وتنمية هذه المناطق، وتخفيف الضغط البشرى على وادى ودلتا النيل.
- المشروع يحقق حلم الاقتراب من الاكتفاء الذاتى من القمح بشكل كبير، وبذلك لا نحتاج إلا استيراد أقل من ربع الكمية فقط التى نحتاجها من القمح.
المخطط العام للمشروع
المرحلة الأولى:
- المخطط العام للمرحلة الأولى للمشروع، تشمل 12 منطقة زراعية، بمساحة تصل إلى 325.000 فدان.
- تم استصلاح ٨٥ ألف فدان من إجمالى ١٠٠ ألف فدان، وزراعة ٢.٣ مليون نخلة على مساحة ٣٧ ألف فدان، تم منها زراعة ١.٣٥ مليون نخلة على مساحة ٢١ ألف فدان، بالإضافة إلى بعض الزراعات التحميلية حول أشجار النخيل.
- تكلفة المشروع 6.4 مليار جنيه.
- تم إنشاء هذا المشروع بمشاركة 11 شركة مصرية وطنية، وتحت إشراف مركز الدراسات والتصميمات للمشروعات المائية، بحجم عمالة 5 آلاف مهندس وفنى وعامل.
- من منطلق توفير جميع الخدمات لمشروع توشكى وإزالة جميع المعوقات التى تواجهه؛ تم حفر وتبطين ترع بإجمالى طول 19,8 كم، وجار حفر ترع بطول 18,2 كم، وتم إنشاء عدد «52» محطة طلمبات، تضم «219» طلمبة لضخ المياه لأجهزة الرى المحورى، وجارٍ إنشاء العديد من المحطات الأخرى، كما تم مد شبكات رى بإجمالى أطوال 420 كم «بأقطار تتراوح بين 180 مم و 1200 مم»، إضافة إلى 670 كم جار تنفيذها لتصل أطوال شبكة الرى إلى 1090 كم. إلى جانب توريد وتركيب وتشغيل «497» جهاز رى محورى بمناطق الأسبقية العاجلة، واستكمالها لتصل لنحو «800» جهاز للمرحلة الأولى.
كما تم إنهاء 415 كم من شبكات الطرق الرئيسية والمدقات، ويتم حاليا تنفيذ 677 كم أخرى من إجمالى 1092 كم المستهدفة، إضافة إلى الانتهاء من تنفيذ جميع أعمال الكهرباء لتغذية محطات الطلمبات وأجهزة الرى المحورى، متمثلة فى عدد 2907 برجا هوائيا بإجمالى 650 كم هوائيات، وأيضا وصول شبكات السكة الحديد.
- تم حفر وتبطين عدد ٢ ترعة بإجمالى أطوال ٣٨ كم بإجمالى كميات حفر تقدر بـ ٩ ملايين متر مكعب.
- تم إنشاء عدد ٢ محطة رفع بإجمالى (١٠) طلمبات بطاقة إنتاجية ٣ ملايين م٣/اليوم.
مزرعة النخيل بتوشكى أكبر مزرعة نخيل بالشرق الأوسط
المزرعة الجديدة تضع مصر فى المركز الثانى على الأقل فى إنتاج التمور على مستوى العالم، من خلال زراعة أصناف عالمية ذات جودة وقيمة اقتصادية عالية.
جدوى المشروع:
زراعة التمور فى توشكى، سترفع الإنتاج من 1.8 إلى 2 مليون طن سنويا، بزيادة 250 ألف طن، فيما يرفع عدد أشجار النخيل من 15 إلى 18 مليون نخلة.
- زراعة الأنواع الفاخرة من التمورعلى مساحة 25 ألف فدان، مثل «البارحى والمجدول وعجوة المدينة والعنبرة»، ما يرفع من القيمة السوقية والاقتصادية للمشروع .
- إقامة مصانع لمختلف منتجات التمور، مثل مصانع الدبس والكحول والخل والسكر السائل، واستخدام نواتج تقليم النخيل فى صناعة الأخشاب والورق والكمبوست.
أكد وزير الزراعة واستصلاح الأراضى السيد القصير، أن مشروع «توشكى الخير» بجنوب الصعيد، يعد أحد صور نجاح الجمهورية الجديدة فى تدعيم ملف الأمن الغذائى، وتحقيق التنمية المستدامة، ضمن أهداف استراتيجية مصر 2030.
وأضاف القصير «بالأمس القريب، وبالتحديد يوم 21 أبريل الماضى، شرفنا بافتتاح الرئيس السيسى لموسم حصاد القمح لعام 2022 من مشروع توشكى الخير بجنوب الصعيد، حيث أنه يعد المشروع أحد صور نجاح الجمهورية الجديدة فى تدعيم ملف الأمن الغذائى، وتحقيق التنمية المستدامة ضمن أهداف استراتيجية مصر 2030».
وأوضح أنه تم وضع أهداف استراتيجية لعام 2030، كان أهمها الحفاظ على الموارد الاقتصادية المتاحة وتنميتها، حيث من المستهدف إحداث تنمية شاملة واحتوائية، بالإضافة إلى التكيف مع التغيرات المناخية، كما تتضمن الأهداف الاستراتيجية محورى التوسع الأفقى والرأسى، فضلا عن زيادة تنافسية الصادرات الزراعية المصرية.
وأضاف القصير، أنه «من المحاور المهمة التى نعمل عليها حاليا أيضا، هو إنفاذ الزراعات التعاقدية، حيث تم العمل فى محاصيل كثيرة، كالقمح وفول الصويا وعباد الشمس، كما تم خلال الأسبوع الماضى، إطلاق الزراعات التعاقدية بالنسبة لمحصول الذرة، بالإضافة إلى زيادة الاستثمارات الموجهة للقطاع الزراعى مع تدعيم أنشطة الإنتاج الحيوانى والداجنى والسمكى»، مبينا أن من المحاور المهمة أيضا تغيير الأنماط الاستهلاكية كأحد الآليات لتخفيف الضغوط على الموارد المحدودة.
وأشار إلى أن من أهم مشروعات التوسع الأفقى، مشروع الدلتا الجديدة العملاق، والذى يعتبر مشروع مستقبل مصر باكورة هذا المشروع، ومشروع تنمية جنوب الوادى «توشكى الخير»، ومشروع تنمية شمال ووسط سيناء ومشروع تنمية الريف المصرى الجديد، فضلا عن مشروعات أخرى بمحافظات الصعيد والوادى الجديد.
ونوه القصير إلى أن العمل فى كل هذه المشروعات، يسير بشكل منتظم، وتشارك فيها كل الجهات المعنية بأقصى معدلات الإنجاز، تحقيقا للأهداف المنشودة، لافتا إلى أن دوافع التوسع الأفقى، تكمن فى زيادة الرقعة الزراعية، تعويضا عن فاقد الأراضى نتيجة التوسع العمرانى والزحف العمرانى، لتوفير وتدعيم الأمن الغذائي.
كما أوضح أن من المحاور المهمة رفع نسب الاكتفاء الذاتى من السلع الزراعية الاستراتيجية، وتحقيق الأمن الغذائى النسبى، رفع كفاءة استخدام الموارد الطبيعية من الأرض والمياه وزيادة الإنتاجية عن طريق استغلال الزراعات المحمية والصوب، لزيادة الصادرات الزراعية والتصنيع الزراعى لدعم احتياطى مصر من العملات الأجنبية.
وأكد أن من الأهداف الرئيسية لمشروعات التوسع الأفقى، تعميق مبدأ التنمية الاحتوائية والمتوازنة، حيث أن كل مشروعات التوسع الأفقى منتشرة فى كل أنحاء الجمهورية وليس فى مكان بعينه.
وشدد وزير الزراعة على الأهمية البالغة لاستصلاح الأراضى والتوسع فى الصحراء، لتعزيز التناغم بين الاتفاقيات المعنية بتغير المناخ ومكافحة التصحر والتنوع البيولوجي، حيث أن العالم، يفقد ملايين الهكتارات بسبب التصحر والجفاف والتغيرات المناخية، ما يؤثر بالسلب على الوظائف، ويهدد الأمن الغذائى.