مشاريع التطوير تعيد مجد القاهرة التاريخية على أنقاض العشوائية
الخميس، 24 أغسطس 2023 03:30 م
لاتزال أجهزة الدولة تعمل يوما بعد يوم للقضاء على آفة الإهمال والعشوائية، والمظاهر السلبية التي طالت كافة المناحي الحياتية للمواطن المصري وتسببت في تفاقم أزماته ومشكلاته وتأخر نهوض المجتمع.
وبمعول التطوير، ولأسباب النهوض والتقدم، بدأت الحكومة المصرية إزالة المناطق العشوائية وهدم ما بُني على أطلالها من مظاهر الفساد والمرض والإجرام والإرهاب، بعد سنوات أعاقت خلالها الدولة المصرية من التقدم والوقوف بمصاف الدول الحديثة المتقدمة.
ولا تنكر العين ماتراه من لوحة جمالية يتم رسمها يوما بعد يوم، بمناطق وأحياء طالما ماكانت بؤرا تؤرق مضاجع من يتولى مسئولية إدارة محافظاتها، كون تغييرها مستحيلا يحتاج إلى معجزة لتحقيقه، إلى أن باتت الإرادة أقوى من الوضع الذي أصبحت عليه، والإمكانيات المطلوبة لتحقيق تطويرها، وبدأت عملية إزاحة ستار العشوائية عن القاهرة التاريخية وإعادة تطويرها وهي الخطة التي تتبناها الدولة المصرية.
وعلى رأس المشاريع الجارى تنفيذها ضمن تطوير القاهرة التاريخية، ماتشهده منطقة الفسطاط بمصر القديمة، لتنفيذ مشروع حديقة «تلال الفسطاط» الممتد على مساحة 500 فدان معظمها مناطق خضراء حيث تمت مراعاة أن تكون المساحات الخضراء كبيرة مقارنة بمساحة المبانى لتكون الأكبر فى الشرق الأوسط، وتضم مناطق أثرية وحدائق ومساجد وبحيرة ونهر صناعى وتلال خضراء وغيرها ويوجد للحديقة أكتر من 14 بوابة، ويضم المشروع 8 مناطق منها المنطقة الثقافية كأحد المناطق المميزة والتى بها محور رئيسى على متحف الحضارة، بينما تطل المنطقة الاستثمارية على بحيرة عين الحياة فيما تنقسم منطقة التلال بالمشروع إلى ثلاثة تلال متباينة الارتفاعات، بينها الممر المائى (النهر) وتتدرج فى مجموعة من المصاطب تبدأ من حافة النهر وتنتهى حتى قمة التلة.
كما شهدت محافظة القاهرة أعمال تطوير لمسار ومزارات آل البيت وتمتد خطة التطوير من مسجد السيدة عائشة، الى مسجد السيدة زينب مرورا بمسجد السيدة نفيسة، والسيدة سكينة وعدد من الأضرحة بشارع الأشراف، بالإضافة لعدد من المساجد التاريخية، وخصصت المحافظة مسار لزيارة مقامات أل البيت، وكثفت جهودها لإحياء المسار والحفاظ عليه حيث تم رفع كفاءتها بنطاق احياء المنطقة الجنوبية مرورا بطريق صلاح سالم وذلك طبقا للتوجيهات الرئاسية بأحياء المسار وبذل أقصى الجهود لخروج الأعمال الى النور بالمظهر اللائق وبما يتماشى مع عراقة و جلال المزارات .
واستهدف المشروع فتح الساحات الرابطة بين مساجد آل البيت، وتشمل المرور على أشهر الأضرحة، التى تشهد إقبالًا كبيرًا من المواطنين، خاصة السائحين زوار القاهرة ، وكذلك رصف الأرضيات بالبازلت، وتطوير ورفع كفاءة الإنارة وترميم ودهان واجهات العقارات، ورفع كفاءة وتطوير الشوارع الرئيسة.
ومن أهم مشاريع تطوير القاهرة التاريخية تطوير بمناطق القاهرة التاريخية القديمة المحيطة بمسجد الحسين، للحفاظ على المناطق التاريخية والمباني العريقة وإعادة إحيائها لتكون مقاصد سياحية هامة، والمرحلة الجارى العمل بها الآن تشمل مناطق: باب زويلة وحارة الروم، و المنطقة المحيطة بمسجد الحاكم بأمر الله، ودرب اللبانة، ومسجد الحسين، وتشهد هذه المناطق إزالة التراكمات الموجودة بها لاستكمال إعادة إحيائها، وإعادة إنشاء المباني الخرِبة بالطابع الإسلامي، إلى جانب تنفيذ التطوير الكامل لمختلف شبكات المرافق بها.
ومشروع إحياء القاهرة التاريخية يعتمد على عدد من المحاور، منها الحفاظ على المباني الأثرية وذات القيمة من خلال الترميم وإعادة الاستخدام، والعمل على إحياء النسيج العمراني التاريخي للمناطق، مع إجراء حصر للأنشطة غير الملائمة لطبيعة المنطقة التاريخية، وتخصيص أماكن بديلة لها، إلى جانب تأهيل الأحياء العمرانية ذات القيمة التاريخية، وإعادة استخدامها الاستخدام المناسب لها.
مشروعات التطوير في القاهرة التاريخية تستهدف تنمية الحرف التراثية واليدوية، وتحويل المنطقة لمتحف مفتوح لدعم السياحة التي تستهدف المناطق التاريخية، مع الحفاظ على طراز المباني وإظهار الصورة الحضارية والطراز الإسلامي لها، كما شهدت بوابتى النصر والفتوح والتي تؤديا إلى شارع المعز بمحيط مسجد الحسين، ترميم الآثار المُسجلة، وإعادة توظيف المباني التراثية المُسجلة وذات القيمة، وإعادة بناء المباني المتهالكة، وتطوير الواجهات بنفس نسق الواجهات الأصلية، بالإضافة إلى إنشاء أحد الفنادق أمام بوابة الفتوح.
واستهدف التطوير أيضا المنطقة المحيطة بمسجد الحسين، ضمن الحدود التي تشمل شارع الازهر وعدداً من الشوارع المحيطة بالمسجد، شهدت تسجيل الآثار، وتطوير الواجهات بالمنطقة، وتغيير نشاط بعض المباني غير المستغلة، ومنطقة جنوب باب زويلة وحارة الروم، والتي تنحصر بين شوارع الخيامية، والمعز، والدرب الأحمر، وتضم مسجد السلطان المؤيد، شهدت تطوير واجهات المباني وإعادة توظيفها، بالإضافة إلى منطقة درب اللبانة والتي يحدها ميدان القلعة، وقلعة صلاح الدين الأيوبي، ومسجد السلطان حسن، ومسجد الرفاعي، شهدت تطوير حديقة المحمودية، وتطوير واجهات عمارة الأوقاف، وإنشاء مجمعات سكنية وتجارية وترفيهية وخدمية، و إنشاء مجمع تعليمي ثقافى.
وظهرت منطقة سور مجرى العيون بعد التطوير بشكل جمالى رائع، حيث تم الإنتهاء من إنشاء عدد من العمارات السكنية خلف سور مجرى العيون المطلة على محور صلاح سالم بالقاهرة، ويتم تنفيذ مشروع سكنى ترفيهى على مساحة 95 فدان، ويضم محورين الأول ترفيهى خدمى، والأخر سكنى فاخر، ويضم المحور الترفيهى عدد من المطاعم والكافيهات والأسواق المصرية والمسارح والسينمات والاستوديوهات الفندقية، كما يتم تنفيذ 79 عمارة سكنية على الطراز الإسلام بمحيط المحور الترفيهى.
ويهدف مشروع تطوير سور مجرى العيون بالقاهرة إلى إعادة الوجهة الحضارية للعاصمة مرة أخرى من خلال إعادة تخطيط المناطق العشوائية وتحويلها لمناطق جذب سياحى يبرز ما تتميز به العاصمة من تاريخ وحضارة وتراث، وذلك بعد نقل المدابغ، ويقام على مساحة 95 فدان تقريبا.
و يتم تنفيذ مبانى المحور الترفيهى، على مساحة 16 فدان مجاورة لسور مجرى العيون مباشرة، لتنفذ منشآت على الطراز الإسلامي القديم، من بينها أسواق متنوعة تشمل منتجات الحرف التراثية مثل الخيامية و المغربلين والصاغة والنحاسين وغيرها من المنتجات التى اشتهرت بها القاهرة التاريخية، بالإضافة إلى الأسواق المتنوعة الأخرى، كما يتم إنشاء منطقة للمسرح والفنون بها مسرحين أحدهما مكشوف ودور للسينما، وسيكون على الشكل الإسلامى، بالإضافة إلى إنشاء نافورات تزينه المنظر الجمالى، كما سيتم إنشاء خان للحرف اليدوية، وفنادق بنظام ستوديوهات ومقاهى ومطاعم ومناطق ترفيهية بالإضافة إلى تنوع المطاعم التى سيتم إنشاءها وسيكون أغلبها مطاعم مصرية بجانب المطاعم الأخرى.