الصحة تؤكد: مصر خالية من متحور كورونا الجديد.. وتاج الدين: «ظاهرة طبيعية» ولا داعي للقلق
السبت، 19 أغسطس 2023 10:00 مأحمد سامي
فزع عالمى من سرعة انتشار الفيروس EG5.. وأطباء: ليس أشد من متحور أوميكرون لكنه أوسع في الانتشار
ما أشبه اليوم بالبارحة.. كلمات تصف الحال بعد انتشار فيروس كورونا المستجد ومتحوراته التي ما تلبث أن تهدأ حتي تعاود الانتشار السريع مرة أخرى، وتبدأ الدول في اتخاذ احتياطاتها مرة أخري ورفع حالة الطوارئ والعودة الي الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار الفيروس وتأثيره علي صحة المواطنين، ففي خلال الأيام الماضية القليلة وبعد هدوء نسبي بدأت منظمة الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر بشأن انتشار متحور جديد لإميكرون، أحد متحورات فيروس كورونا المستجد.
ويعرف المتحور الجديد باسم EG5، وصنفته منظمة الصحة العالمية متحور مثير للاهتمام بعد سرعة انتشاره في الولايات المتحدة والصين والهند وبريطانيا، ووسط تخوفات من انتقاله السريع لباقي دول العالم حيث تم اكتشافه حتي الآن في 51 دولة بما في ذلك كوريا الجنوبية واليابان وكندا وأستراليا وسنغافورة، واوضحت منظمة الصحة العالمية، أن متحور كورونا الجديد EG.5 لديه قابلية متزايدة للانتقال لكنه ليس أكثر حدة من متحورات أوميكرون الأخرى، ولا تشير الأدلة المتاحة إلى أن المتحور الجديد لديه مخاطر صحية عامة إضافية مقارنة بالسلالات المنحدرة الأخرى المنتشرة حاليا من أوميكرون.
وتشير أحدث البيانات إلى أن متحور كورونا الجديد يمثل الآن 17.4% من حالات كورونا، أو واحدة من كل ست إصابات، كما أن متحور كورونا الجديد أظهر زيادة في الانتشار وميزة النمو وخصائص الهروب المناعي، لكن لم يتم الإبلاغ عن أي تغييرات في شدة المرض حتى الآن، وهو ما وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه ارتفاع ملحوظ.
لكن هل وصل المتحور لمصر ومدي خطورته واعراضه وما هي التدابير لوقائية والاحترازية اللازمة للتعامل مع المتحور الجديد؟.
الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، كشف عن تفاصيل متحور كورونا الجديد Eg5، الذي انتشر بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، وسط إصابات تخطت الـ3 آلاف مواطن في الأسابيع الأخيرة في أمريكا، وهو ما شكل حالة من القلق لدى البعض، قائلا إن وزارة الصحة على دراية كاملة بكل التقارير الواردة الخاصة بمتحور كورونا الجديد، ومازالت تتواصل مع منظمة الصحة العالمية، لرصد كل ما هو جديد فيما يتعلق بـ متحور كورونا الجديد خلال الفترة المقبلة.
ولفت عبدالغفار إلى أن متحور كورونا الجديد ليس أشد من متحور أوميكرون لكنه أوسع في الانتشار، لذلك لا تزال المناشدات من قبل وزارة الصحة والسكان على ضرورة العمل من قبل المواطنين على الحفاظ على الإجراءات الوقائية والصحية خلال الفترة المقبلة، حتى لا يتم الإصابة بأي نوع من متحورات كورونا المختلفة، لافتاً إلى أنه حتى تلك اللحظة لا يوجد رصد لأي حالة من متحور كورونا الجديد داخل مصر، والوزارة مستعدة بشكل كبير، موضحاً أن منظمة الصحة العالمية مازالت تؤكد أنه أكثر انتشارا ولكن لم يثبت أنه أكثر تأثيرا من أوميكرون.
من جانبه قال الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس للشؤون الصحية، إن ظهور المتحور الجديد من فيروس كورونا أمر طبيعي، فهو "ظاهرة طبيعية" في ظل وجود الفيروس، لكن القلق ينبغي أن يكون بسبب مدى انتشاره، مشددا على أن الأشخاص الذين يعانون من أعراض البرد العادي أن يبقوا في منازلهم حتى تمام شفائهم، لتجنب أي قلق أو إصابة لأي شخص آخر، ومع ذلك، حاليًا، يتم التحكم في الوضع المتعلق بالمتحور الجديد للفيروس.
وأشار تاج الدين إلى أن السلطات الصحية تتخذ جميع التدابير الوقائية والاحترازية اللازمة للتعامل مع المتحور الجديد، وتتضمن هذه التدابير تكثيف حملات التطعيم وتعزيز التباعد الاجتماعي والنظافة الشخصية وتوفير المعدات الوقائية للعاملين في القطاع الصحي، مشددا على أهمية التوعية العامة وتقديم المعلومات الصحيحة للجمهور، وضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية والتوجيهات الصحية الصادرة عن الجهات الصحية المعتمدة، كما أكد أنه في حالة ظهور أعراض مشابهة لـ Covid-19، يجب على الأفراد التواصل مع الجهات الصحية واتباع التوجيهات التي يتم تقديمها.
الدكتور حسام حسني، عضو اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، وجه رسالة لطمأنة المواطنين بشأن المتحور الجديد لكورونا، موضحاً أنه لا يختلف عن أوميكرون لكنه سريع الانتشار من خلال زيادة معدلات الإصابات في الصين وأمريكا، موكدا أن كورونا كجائحة انتهت ويجب أن نتعايش مع متحوراتها مثل دور البرد، لافتاً إلى أن "المتحور الجديد لكورونا يهرب من المناعة ولديه قدرة على سرعة الانتشار ولكن لم تحدث زيادة في شدة الأعراض حال الإصابة".
وحذر حسنى، أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن بعدم التهاون من المتحور الجديد لكورونا واتخاذ الإجراءات الاحترازية المناسبة، مؤكداً في الوقت نفسه أن المتحور الجديد لكورونا لم يدخل مصر حتى الآن، موضحاً أن الأمصال التي حصل عليها المواطنين حاصرت المرض، وهناك تطوير لها لتكون أكثر قوة في مواجهة السلالات المختلفة والمتحورات الجديدة، وليس المهم اسم اللقاح المطور ولكن الأهم وجود لقاحات تواجه المتحورات التى تطرأ من وقت إلى آخر، كما أن اللقاح الخاص بكورونا سيكون سنويا لكل المواطنين، وهناك بعض الشركات تخطط لأن يكون كل من لقاحا الانفلونزا والكورونا فى لقاح واحد يمنح سنويا للمواطن، ويتم تطوير أكثر من 8 لقاحات حاليا لمواجهة المتحورات التي انبثقت عن المتحورات الأساسية.
من جانبه علق الدكتور كريم مصباح، عضو نقابة الأطباء، علي انتشار المتحور الجديد قائلا إنه تم تصنيف الفيروس في البداية من قبل منظمة الصحة العالمية بأنه متحور تحت المراقبة، ثم أعلنت رفع تصنيفه إلى متحور مثير للاهتمام بعدما لوحظ سرعته في الانتشار في عدة دول، لكن حسب المعلومات المتوفرة فإنه لا يحمل زيادة خطورة من ناحية شدة الإصابة وخطورة الأعراض، إلا أن سرعة الانتشار قد ترفع الإصابات وقد تؤدي لزيادة الضغط على المستشفيات والمراكز الصحية.
وأشار مصباح، في تصريح خاص لـ"صوت الأمة" إلى أنه جرى اكتشاف المتحور أول مرة في 17 فبراير 2023، وهو سبب الارتفاع في حالات فيروس كورونا في جميع أنحاء أمريكا الشمالية، وانتشر في الصين وكوريا الجنوبية واليابان وبلدان أخرى وفي 9 أغسطس، صنفت منظمة الصحة العالمية EG.5 على أنه "مثير الاهتمام"، ولا تشير الأدلة المتاحة إلى أنه لديه مخاطر إضافية على الصحة العامة مقارنة بالمتغيرات الأخرى المنتشرة حاليا من أصل أوميكرون.
وعن أعراض EG.5 قال عضو نقابة الأطباء أنها مثل أعراض COVID-19 العامة، التي تشمل التهاب الحلق أو الحمى أو القشعريرة أو سيلان الأنف أو ضيق التنفس أو آلام العضلات أو الجسم أو الصداع أو فقدان جديد للرائحة أو الذوق، وفي الأشخاص الذين جرى تطعيمهم الذين ليسوا بالفعل أكثر عرضة للخطر بسبب العمر أو الأمراض، سيكون بشكل عام أقل حدة من المتغيرات السابقة المثيرة للقلق مثل ألفا ودلتا، ولا يزال يجري تحديد مخاطر الصحة العامة من قبل EG.5 على أنها "منخفضة" على المستوى العالمي وتتماشى مع خطر XBB.1.16 والمتغيرات المتداولة الأخرى، موضحاً أنه لا توجد تغييرات جرى الإبلاغ عنها في شدة المرض حتى الآن، على الرغم من زيادة انتشار EG.5، بما نشهد ارتفاع في معدلات الاصابة، إلا أن مخاطر المتغير الفرعي الجديد مشابه للمتغيرات الفرعية السابقة من أوميكرون، ومن المرجح أن يكون لـ EG.5 انتشار أسرع من المتغيرات الفرعية XBB، ولا توجد بيانات تشير إلى أنه يسبب مرضا أكثر حدة.