السياحة تعود بقوة للإقتصاد المصري.. شواطئ الإسكندرية ومطروح والبحر الأحمر كاملة العدد

السبت، 19 أغسطس 2023 10:00 م
السياحة تعود بقوة للإقتصاد المصري.. شواطئ الإسكندرية ومطروح والبحر الأحمر كاملة العدد
هبة جعفر

الشواطئ تستقبل 7 ملايين سائح.. ووكالة فيتش تتوقع وصول السائحين إلى 15.2 مليون وارتفاع الإيرادات لـ14.4مليار دولار 
 
"دقوا الشماسى علي البلاج دقوا الشماسي.. ف البحر الابيض وفهداوة لونه الأزرق..تعبنا يهرب مننا وهمومنا تغرق.. ونسابق الموج والهوا والشوق ونسبق.. والبحر عارف حبنا والشط راسى".. كلمات سطرها الجميل "مرسي جميل عزيز" منذ سنوات طويلة، وغناها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ لتصبح أيقونة المسافرين للشواطئ للاستمتاع بمياه البحر والتخلص من تعب العام، وقضاء وقت ممتع في المصايف التي أصبحت من ضمن اساسيات اي أسرة مصرية للترفيه عن العائلة بعد موسم طويل من الدراسة والمذاكرة والعمل والاستمتاع بالجو المعتدل قرب البحر.
 
وتمتلك مصر العديد من المحافظات الساحلية التي توجد بها الكثير من الشواطئ الرائعة ذات الميزانية المالية المتوسطة كمدينة الإسكندرية ومطروح ورأس البر والعين السخنة والغردقة، وأصبحت تكتظ بمئات المواطنين كل عام وتساهم في زيادة الدخل من السياحة الداخلية، بالإضافة إلى فتح أبواب كثير للعمالة الموسمية من خلال مساعدة المواطنين للاستمتاع باجازاتهم الصيفية.
 
وكشفت الاحصائيات الرسمية عن عودة السياحة الي مجدها بعد ثلاث سنوات من الإغلاق بفعل انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث شهد عام 2023 الانفراجة وزيادة أعداد السائحين، بعدما زار مصر خلال النصف الأول من العام الحالى 7 ملايين سائح، مقارنة بـ 5 ملايين سائح فى نفس الفترة من العام الماضي، وتستهدف وزارة السياحة الوصول إلى 15 مليون سائح بنهاية العام الحالي، فى إطار خطة الدولة للوصول بأعداد السياحة القادمة لمصر إلى 30 مليون سائح سنويا بحلول عام 2028.
 
وكشف أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار زيادة أعداد الليالى السياحية خلال النصف الأول من العام الحالى بنسبة 44% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، وهى نسبة تعد الأعلى فى معدلات الحركة السياحية الوافدة لمصر، وتوقع أن تصل أعداد السياحة الواردة لمصر الى 15 مليون سائح بنهاية العام الحالي، مقابل 11 مليونا 700 الف سائح استقبلتهم مصر العام الماضى، وبنسبة نمو تصل الى 28 %، مشيراً إلى أن مصر تستهدف زيادة عدد الغرف الفندقية الى نصف مليون غرفة خلال السنوات السبع القادمة، مما يتطلب استثمارات تصل الى 20 مليار دولار لتحقيق الهدف بزيادة أعداد السياح الى 30 مليون سائح سنويا بحلول عام 2028، مؤكدا أن الوزارة تقدم مجموعة من التيسيرات والتسهيلات الجديدة لحصول الجنسيات المختلفة على التأشيرة السياحية فى إطار حرص الدولة على دفع مزيد من الحركة السياحية الوافدة لمصر.
 
وتوقع تقرير وكالة "فيتش سوليوشنز" الأمريكية أن تستمر حالة الانتعاش الذي يشهده قطاع السياحة في مصر منذ انتهاء عمليات الإغلاق بسبب جائحة كوفيد-19، موضحاً أن عدد السياح الوافدين نما بنسبة 117.5% في عام 2021 على أساس سنوي ليصل إلى 8 مليون سائح مقابل 3.7 مليون سائح عام 2020، مع استمرار تدفق الوفود السياحية خلال عام 2023؛ لمستويات أعلى مما كانت عليه قبل جائحة كوفيد-19 في عام 2019، نتيجة الاستفادة من الطلب على السفر المكبوت بعد عمليات الإغلاق وانتهاء ذروة تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية.
 
وتوقعت الوكالة زيادة أعداد الوافدين إلى مصر بنسبة 11.6% على أساس سنوي مع وصول أعداد الوافدين إلى 13.1 مليون في عام 2023 مقابل 11.7 مليون وافد في عام 2022، بما ينعكس على الإيرادات السياحية، التي من المتوقع ارتفاعها لنحو 14.4 مليار دولار مقابل 13 مليار دولار خلال الفترة نفسها.
 
ووفقًا للجنسيات الوافدة لمصر في عام 2023، من المتوقع أن يتصدر الأوروبيون الوفود القادمة إلى مصر، بأعداد يتوقع وصولها لنحو 8.6 مليون سائح أوروبي في عام 2023.. وهو أعلى من أعدادهم قبل كوفيد-19، والبالغة نحو 8.4 مليون وافد أوروبي في عام 2019.
 
وترى وكالة فيتش أن تظل أوروبا مصدرًا مهمًا للسياحة المصرية على المدى القصير إلى المتوسط، لاسيما في ظل الاستهداف المصري لتنوع الأسواق الأوروبية المصدرة للسياحة، فبجانب تصدر أسواق أوروبا الغربية في المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وفرنسا، يتم استهداف الأسواق النامية في وسط وشرق أوروبا سواء من روسيا وأوكرانيا وبولندا والتشيك، فيما تأتي السياحة الوافدة من منطقة الشرق الأوسط في المركز الثاني بين الأسواق الأكثر وفودًا لمصر بعد أوروبا، حيث يتوقع أن يصل أعدادهم إلى 3.3 مليون سائح من الشرق الأوسط خلال عام 2023، مقابل 3.2 مليون وافد من المنطقة في فترة ما قبل كوفيد- 19 خلال عام 2019.
 
وأشار مركز المعلومات إلى توقعات وكالة فيتش المستقبلية باستمرار زيادة السياح الوافدين إلى مصر على المدى المتوسط خلال الفترة (2023 - 2027) لتصل إلى 15.2 مليون وافد، وذلك بمعدل نمو سنوي يبلغ 5.4% في المتوسط على أساس سنوي خلال فترة التوقعات، وبالتالي ستزداد عائدات السياحة الدولية، تماشيًا مع زيادة عدد الوافدين، من 14.4 مليار دولار في عام 2023 لتصل إلى17.4 مليار دولار في عام 2027، مدعومة بتحسن الإنفاق الاستهلاكي في أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا وبالتالي زيادة العائد لكل زائر.
 
اشغال 100% بالإسكندرية
 
وعلي مستوي المحافظات السياحية شهدت الإسكندرية اقبال كبير من المواطنين واشغال شواطئها بنسبة 100% من قبل المصطافين من خارج الإسكندرية لقضاء وقت ممتع علي الشواطئ، وأعلنت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالمحافظة، أن نسبة الإقبال على الشواطئ جاءت كبيرة مع رفع الرايات الخضراء على جميع الشواطئ ، وتتراوح نسب الاشغال فى القطاع الشرقي بين 80%  و100%، حيث سجلت بعض شواطئ القطاع الشرقى كامل العدد مثل شاطئ ميامى وسيدى بشر بسبب توافد رحلات اليوم الواحد، أما فى القطاع الغربي فقد شهد إقبال كبير وصل لنحو  50% و يتزايد مع ساعات النهار .
 
وأكدت الإدارة على أنه تم اتخاذ عدة إجراءات لضمان سلامة الرواد، وأهمها منع نزول البدالات للمياه، تواجد عمال الابراج فوق الابراج ورفع أقصى درجات الحيطة والحذر، زيادة عدد الغطاسين والمنقذين لضمان سلامة الرواد ،رفع كفاءة المسعفين ووحدات الإسعاف وتزويدها باسطوانات الأكسجين واحتياجات الاسعافات الاوليه .
 
وخصصت الإسكندرية 64 شاطئا هذا العام لاستقبال المصطافين، وجاءت أسعار الشواطئ هذا العام مثل العام الماضى وهى، أسعار الشواطئ السياحية وعددها 6 شواطئ بسعر دخول 25 جنيها شاملة الحصول على كرسى وشمسية لكل 4 أفراد واستعمال دورات المياه ووحدات خلع الملابس، وللحصول على كرسى إضافى بقيمة 5 جنيه وللشمسية 10 جنيه، عدا شاطئ شط اسكندرية بنطاق حى العجمى سعر تذكرة الدخول 20 جنيها للفرد.
 
أما الشواطئ المجانية وعددها 2 شاطئ مجانى، شاطئ المندرة العام، وشاطئ الانفوشى، والدخول بها بالبطاقة الشخصية، أما فئة الشواطئ العامة وعددها 6 شواطئ سعر دخول الفرد بها 5 جنيهات فقط.
 
وجاءت أسعار شواطئ "الخدمة لمن يطلبها" وعددها 28 شاطئا، برسم دخول 10 جنيهات شامل الحصول على كرسى وشمسية لكل 4 أفراد واستعمال دورات المياه ووحدات خلع الملابس، وللحصول على كرسى إضافى بقيمة 2 جنيه وللشمسية 3 جنيه، ويسمح للمواطن بدخول الشاطئ بمعداته الشخصية مقابل رسم دخول 2 جنيه للفرد.
 
وجاءت الشواطئ المميزة وعددها 22 شاطئا، برسم دخول 15 جنيه للفرد شامل الحصول على كرسى وشمسية لكل 4 أفراد واستعمال دورات المياه ووحدات خلع الملابس، وللحصول على كرسى إضافى بقيمة 2 جنيه وللشمسية 3 جنيهات.
 
رأس البر تعود للصدارة
 
ومن الإسكندرية لرأس البر التي ظلت لسنوات طويلة عنوان المصيف للأسر المصرية والمشاهير من أهل الفن والغناء، فقد شهدت خلال هذا العام ارتفاع أعداد المصطافين هربا من ارتفاع درجات الحرارة في القاهرة ومحافظات الصعيد، وبلغت معدلات الإشغال برأس البر  في فندق اللسان 100%.
 
ومن بعد رأس البر ظهرت محافظة مرسى مطروح والساحل الشمالي الغربي وكل المنطقة المطلة على البحر المتوسط علي الخريطة السياحية لاعتدال الجو فيها بصورة كبيرة في فترة الصيف، وفي السنوات الأخيرة زاد اتجاه البعض إلى البحر الأحمر والتوجه إلى مناطق مثل العين السخنة والغردقة وحتى شرم الشيخ، رغم ارتفاع الحرارة فيها إلى حد كبير.
 
وفي الغردقة بدأت الفنادق والمنتجعات السياحية تعمل جاهدة على تعزيز السياحة وزيادة أعداد السياح الأجانب على شواطئ المدينة من خلال تنظيم فعاليات تراثية تعكس تفاصيل مولد من كل محافظة مصرية، بهدف تعريف السائحين بعادات وتقاليد الشعب المصري والمناسبات الاجتماعية، وتنوعت الفقرات الفنية التي تضمنت ألعاب السيرك والمراجيح والتنورة ومسرح العرائس وضرب الودع وفقرات البخور  وركوب الخيل والفلكور الشعبي ورقص بالطبل والمزمار البلدي، وتفاعل السياح من مختلف الجنسيات الأجنبية مع هذه الفعاليات، حيث رقصوا على أنغام الموسيقى والتقطوا الصور التذكارية ونشروها على مواقع التواصل الاجتماعي، مما ساهم في تنشيط السياحة وجذب المزيد من السياح إلى الغردقة.
 
ارتفاع عوائد الايرادات السياحية  
 
وأعلن البنك المركزي المصري عن ارتفاع عوائد الايرادات السياحية  لمصر، خلال أول 6 أشهر من بداية العام المالي الجاري، بمعدل 25.7%، مسجلةً 7.3 مليار دولار بعد أن كانت 5.8 مليار دولار في الفترة نفسها من العام المالي الماضي، وأظهرت نتائج تقرير ميزان المدفوعات الصادر عن البنك المركزي المصري عن الفترة من يوليو حتي ديسمبر من العام المالي الجاري، أن عدد الليالي السياحية ارتفع بمعدل 27.2%، مسجلا 78.4 مليون ليلة بنسبة 27.5% من السياحة الوافدة إلي مصر مسجلة 6.8 مليون سائح.
 
وقال هاني أسامة الخبير السياحي، أن المقصد السياحى المصرى يعتبر من المقاصد الشتوية التى يفضلها السائح الأوروبى عندما يفكر فى قضاء إجازته وعطلاته السياحية خلال  موسم الشتاء خاصة للدول التى تصل درجة حرارتها تحت الصفر، وهو ما أدى إلى انتعاش الحركة السياحية في مصر خلال الربع الأول من العام الجاري 2023، ومع قدوم فصل الصيف ارتفعت السياحة الداخلية بشكل كبير ونشطت حركة السياحة خاصة مع الحفلات والمهرجانات والاهتمام بالمناطق السياحية مما يبشر بتحقيق إيرادات قياسية من النشاط السياحي خلال العام.
 
وأكد أسامة لـ"صوت الأمة"، أن وزارة السياحة والآثار، لديها خطط تسويقية لجذب أكبر عدد من السائحين من خلال الإعداد لإحتفالية  افتتاح المتحف المصري الكبير، بجانب تسويقها للاستكشافات الأثرية التي يعلن عنها المجلس الأعلى للأثار كل فترة، وتقوم الدولة بعمل معارض ومتاحف لها وتسويقها وتجنى منها إيرادات من خلال عدد السائحين الزائرين لأماكن تواجد  هذه الصور لمشاهدتها، لافتاً إلى أن إيرادات مصر من القطاع السياحي ارتفعت خلال الربع الأول من العام المالي الجاري بنسبة 43.5% على أساس سنوي، لتسجل نحو 4.1 مليارات دولار في الفترة من يوليو حتى نهاية سبتمبر، مقابل 2.8 مليار دولار قبل عام، موضحاً أن عدد السائحين الوافدين إلى مصر ارتفع بمعدل 52.2 % في نفس الفترة، ليسجل نحو 3.4 مليون سائح، وفقاً للبيانات الحكومية المعلنة وهو ما يؤكد وجود فرصة كبيرة لجذب المزيد من الفئات من مختلف الدول للمقاصد السياحية المصرية.
وأضاف هاني أسامة، أن كافة التوقعات تشير إلى زيادة كبيرة في ايرادات السياحة خلال العام الجاري 2023، حيث من المرجح أن تسجل 13.6 مليار دولار هذا العام، بزيادة مقدارها 17.7% مقارنة بالعام الماضي، ومن المتوقع أيضاً أن يزور مصر 11.6 مليون سائح هذا العام بارتفاع 46% عن العام الماضي.
 
وأكد أبو المجد علي، نائب رئيس غرفة شركات السياحة والسفر بمحافظة البحر الأحمر، إن عددا قياسيا بلغ 1.5 مليون سائح زاروا الغردقة، وأن الحجوزات في فنادق ومنتجعات المدينة آخذت في الازدياد، وقال إن ارتفاع عدد السائحين يعود إلى جهود الحكومة المصرية خلال السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك تحسين البنية التحتية في جميع أنحاء البلاد، وبناء مطارات جديدة، والترويج للمناطق السياحية المصرية على مستوى العالم، لافتاً إلى أن الحكومة تعمل ضمن خطة مدروسة لزيادة عدد السائحين، مؤكدا إن افتتاح متاحف جديدة في المدن السياحية، وإنشاء طرق جديدة تربط المدن السياحية، وزيادة أعداد المرافق السياحية في مصر، وحملات الترويج الناجحة على مستوى العالم تعتبر من أهم معالم تلك الخطة.
 
وأشار أبو المجد على، إلى أن مصر تأمل في أن تتمكن من جذب المزيد من الزوار من الصين، التي ترسل ملايين السائحين ذوي الإنفاق الضخم إلى العديد من دول العالم كل عام، و الصين كانت رابع أكبر مصدر للسياح إلى مصر قبل تفشي الوباء، لافتاً إلى أن أعداد السائحين الصينيين في مصر آخذة في الازدياد بالفعل، معربا عن أمله أن يعود عدد السياح الصينيين إلى المستوى الطبيعي قريبا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق