«العلمين» مدينة القمم الصيفية.. 3 قمم للرئيس السيسي بالمدينة السياحية
السبت، 12 أغسطس 2023 11:00 م
- 3 قمم للرئيس السيسى بالمدينة السياحية مع رئيس وزراء اليونان ورئيس الإمارات وملك البحرين تؤسس لشراكات وتعاون عربي ودولي
- الشيخ محمد بن زايد يقوم بجولة في شوارع المدينة ويلتقط الصور مع المواطنين.. وكيرياكوس ميتسوتاكيس يزورها بعد فوزه بالانتخابات
- الشيخ محمد بن زايد يقوم بجولة في شوارع المدينة ويلتقط الصور مع المواطنين.. وكيرياكوس ميتسوتاكيس يزورها بعد فوزه بالانتخابات
انضمت مدينة العلمين الجديدة، مؤخراً إلى نخبة المدن المصرية الكبرى التي تستضيف بين الحين والآخر أكبر القمم السياسية محلية كانت أو إقليمية أو حتى دولية، ففي وقتنا الراهن لم نكتف بوصفها إحدى المدن السياحية ساحرة الجمال ولا العاصمة الصيفية الجديدة لمصر التي تحولت من منطقة للألغام إلى مدينة الأحلام، بل أصبحت ضمن قائمة الواجهات الرئيسية المستضيفة لأبرز الأحداث السياسية، ولنا في لقاءات الرئيس عبد الفتاح السيسي مع قادة ورؤساء عدد من الدول الأسابيع الماضية، واجتماعات الفصائل الفلسطينية بحضور الرئيس الفلسطيني الأسبوع قبل الماضي خير دليل على أن هذه المدينة ستكون في المستقبل إحدى مدن صناعة القرار السياسي في المنطقة العربية والإقليم بأكمله، في فصل الصيف.
وشهدت مدينة العلمين في الأيام القليلة الماضية، عدداً من اللقاءات التي جمعت الرئيس السيسي مع قادة ورؤساء عدد من الدول الكبرى، بداية من لقاءه برئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، مروراً باستقباله لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد، وصولاً إلى لقاء جمعه بعاهل مملكة البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وكلها لقاءات اتسمت بالتفاهم والتقارب وروح التعاون في القضايا الثنائية، بما يعزز التنسيق المستمر بين مصر وإقليمه المباشر.
ووجهت هذه القمم التي عقدت بالمدينة الجديدة ومن قبلها اجتماعات الفصائل الفلسطينية، رسائل مهمة أبرزها أن العلمين ستكون محطة مهمة للنظر في الكثير من القضايا العربية والإقليمية شديدة الاهتمام، بهدف التنسيق والتعاون المستمر بين قادة الدول العربية والإقليمية لشق طرق التنمية، والتضامن من أجل التمهيد لفض النزاعات الإقليمية والدولية المؤثرة بشكل مباشر على استقرار المنطقة، فضلا عن أنها ستكون نقطة تجمع وواجهة رئيسية للم شمل الفرقاء في الدول التي تشهد خلافات سياسية كبرى للعودة إلى طاولة المفاوضات ووضع حد لهذه الخلافات والبحث عن حلول سريعة لها، في إطار مبدأ مصر الأول والرئيسي الدائم في سياستها الخارجية الساعي إلى إطفاء الحرائق.
كما أن هذه القمم وجهت رسالة أخرى مهمة، وهو التقدير العربي والدولي للمشروع الوطني المصري الجديد، وكانت الصور التي التقطت للرئيس الإماراتي محمد بن زايد وسط المواطنين بمدينة العلمين ما إلا تجسيد واضح ومعبر عن الحرص بأن هناك تقدير كبير لمثل هذه المشروعات التنموية الوطنية التي تمضي فيها مصر قدما إلى الأمام ضمن الإنجازات التي حققتها الدولة منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الحكم.
رئيس وزراء اليونان في أول زيارة بعد فوزه بالانتخابات
وشهدت العلمين الخميس قبل الماضي استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، لرئيس وزراء جمهورية اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس"، حيث شهد اللقاء عقد مباحثات ثنائية تلتها مباحثات موسعة بين وفدي البلدين، مرحباً الرئيس بزيارة رئيس الوزراء اليوناني إلى مصر، مجدداً التهنئة على الفوز الانتخابي الذي حققه الحزب الحاكم في الانتخابات البرلمانية اليونانية وجاءت نتائجها لتؤكد ثقة الناخب اليوناني في قيادة رئيس الوزراء اليوناني، مشيداً بعمق وثبات العلاقات الاستراتيجية المتميزة بين مصر واليونان، والتطور الملموس الذي يشهده التعاون الثنائي في مختلف المجالات، والمستوى المتميز من التنسيق السياسي بين الدولتين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، مع الإعراب عن التقدير لمواقف اليونان تجاه مصر، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار الاتحاد الأوروبي، إلى جانب التعاون المثمر على صعيد آلية التعاون الثلاثي مع قبرص .
من جانبه؛ أكد رئيس الوزراء اليوناني رسوخ الروابط الوثيقة والتاريخية التي تجمع بين البلدين، مرحباً بالتقدم الملحوظ في مستوى التعاون خلال السنوات الماضية، ومعرباً عن حرص بلاده على مواصلة تعميق العلاقات بين البلدين ودفعها إلى آفاق أوسع على مختلف المستويات، خاصةً في ضوء الدور المصري البارز في مواجهة الأزمات والتحديات الراهنة بمنطقة المتوسط.
كما حرص رئيس الوزراء اليوناني على تقديم الشكر والتقدير إلى مصر عقب إرسالها طائرات للمساعدة في عمليات إخماد حرائق الغابات في اليونان، في حين أعرب الرئيس عن خالص التعازي والتضامن مع اليونان في مواجهة آثار وتداعيات حوادث حرائق الغابات، مؤكداً وقوف مصر بجانب اليونان في مواجهة تلك الأزمة.
وشهد التباحث حول سبل تعزيز آفاق التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين، حيث تم تأكيد الحرص المتبادل على سرعة تفعيل وتنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين، واستمرار دفع التعاون في مجالات التعاون العسكري والاقتصادي والثقافي، إلى جانب ملف الطاقة وما يتعلق بالغاز الطبيعي والربط الكهربائي، وكذا التعاون في قطاعات التحول الأخضر.
من ناحيةٍ أخرى، شهدت المباحثات تبادل الرؤي ووجهات النظر تجاه الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، في اتساق مواقف الدولتين في منطقة شرق المتوسط، مع تأكيد أن منتدى غاز شرق المتوسط يمثل أحد أهم الأدوات في هذا الإطار، كما ناقش الزعيمان تطورات ظاهرة الهجرة غير الشرعية في حوض البحر المتوسط، حيث ثمن رئيس الوزراء اليوناني ما تقوم به مصر من جهود لمواجهة هذه الظاهرة، خاصة في ضوء ما تفرضه من أعباء بسبب استضافة ملايين اللاجئين على أرض مصر.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن المباحثات تناولت في ذات السياق عدداً من القضايا ذات الاهتمام المتبادل، وعلى رأسها التبعات العالمية لتطورات الأزمة الروسية الأوكرانية، فضلاً عن مستجدات الأزمات القائمة في المنطقة، خاصةً ليبيا، حيث أكد الرئيس موقف مصر بدعم المسار السياسي وأهمية إجراء الاستحقاق الانتخابي الرئاسي والبرلماني، وخروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية واستعادة ليبيا لسيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها، واتفق الجانبان في هذا الصدد على مواصلة التنسيق المكثف لمواجهة مختلف التحديات المشتركة التي تواجهها المنطقة، بما يحقق آمال شعوبها في العيش في سلام وأمن واستقرار.
ولاقت القمة المصرية اليونانية التي عقدت في العلمين الكثير من الإشادات من جانب المتابعين والخبراء، كونها أعادت النظر في عدد من الموضوعات الحيوية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين سواء الملف الاقتصادي أو ملف الغاز والطاقة، فضلا عن أن هذه القمة عملت أيضا على توافق الرؤى بين البلدين في العديد من القضايا الإقليمية، منها القضية الفلسطينية والليبية والسودانية، والبناء الثنائي بين البلدين على مستوى السياسة الخارجية .
وجاءت القمة اليونانية المصرية في إطار ما تشهده العلاقات بين البلدين من تطور كبير في شتى المجالات خلال الفترة الأخيرة، بداية من التعاون العسكري حتى الثقافي ومرورا بالاقتصادي والسياسي والملاحي والمؤسسي وخاصة في مجال الطاقة، في ضوء الظروف التي يمر بها العالم في ظل التغيرات المناخية والأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم.
جولة في شوارع العلمين للشيخ محمد بن زايد
والسبت الماضي، استقبل الرئيس السيسي بمدينة العلمين، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث دار لقاء أخوي بين الرئيسين، تم خلاله تأكيد قوة العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين، وبحث سبل مواصلة العمل لتعزيز أطر وآليات التعاون المشترك بين الدولتين، بما في ذلك في المجالات الاقتصادية والتنموية، على النحو الذي يحقق تطلعات الشعبين المصري والإماراتي نحو التقدم والاستقرار والازدهار.
كما بحث الرئيسان مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، حيث تطابقت الرؤى بشأن أهمية تكثيف العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات المتنامية في المنطقة والعالم، وأكد الرئيسان حرصهما على مواصلة التنسيق الوثيق على جميع المستويات في ضوء ما يربط البلدين من أواصر تاريخية وطيدة على المستويين الرسمي والشعبي.
وخلال تواجده في العلمين، حرص الشيخ محمد بن زايد على التجول في شوارع المدينة الساحلية والتقاط الصور مع المتواجدين في المدينة.
قمة مصرية بحرينية في العلمين
وفي سياق متصل، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمدينة العلمين، الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين، حيث تناول الزعيمان العلاقات الأخوية على مختلف الأصعدة بين مصر والبحرين، سياسياً واقتصادياً وتنموياً، والتي ترتكز على دعائم الأخوة والثقة، بما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين في التقدم والبناء والتنمية.
كما استعرض الزعيمان خلال لقائهم الأخوي عدداً من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية وتم تبادل وجهات النظر والرؤى بشأنها، حيث تم تأكيد أهمية تكثيف التنسيق بين البلدين الشقيقين، والدفع نحو استمرار العمل على تعزيز آليات العمل العربي المشترك، سعياً نحو صون حالة السلم والأمن في مواجهة شتى التحديات المتنوعة والمتصاعدة في المنطقة.
وتأتي القمتين العربيتين التي شهدتهما مدينة العلمين في وقت شديد الأهمية نظراً لما تمر به المنطقة العربية وبعض دول العالم من أزمات عديدة، على رأسها تدهور الوضع في السودان وتطورات الأحداث في النيجر واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية، الأمر الذي يتطلب تنسيق مستمر بين قادة الدول العربية، حيث تتسم دائماً هذه اللقاءات المشتركة بتقريب وجهات النظر والتشاور حول عدد كبير من القضايا والملفات الشائكة سواء في المنطقة العربية أو في العالم بشكل عام، فضلا عن أنها تكون فرصة مناسبة للنقاش حول تعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي، لاسيما وأن الدول العربية تعد أكثر الدول التي لها حضور اقتصادي مع مصر في مختلف القطاعات.
وكانت مدينة العلمين استضافت قمة رباعية أغسطس من العام الماضي، جمعت الرئيس السيسي وملك الأردن والرئيس الإماراتي وملك البحرين، بُحث خلالها القادة جهود ترسيخ الأمن في المنطقة، كما تناولت القمة وقتها مختلف جوانب التعاون المشترك حيث جدد القادة دعمهم للجهود والمساعي التي تهدف إلى ترسيخ الأمن، السلام، الاستقرار، والتعاون المشترك على مختلف الأصعدة، متفقين على أن التعاون المشترك يرتكز على دعائم الثقة والاحترام المتبادل بما يحقق تطلعات جميع شعوب المنطقة في التقدم والبناء والتنمية، مستعرضين خلال هذا اللقاء عدداً من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية وتبادلوا وجهات النظر والرؤى بشأنها.
والأسبوع قبل الماضى، استضافت العلمين اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية برئاسة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن، والذى شهد تأكيد فلسطيني على محورية الدور المصرى تجاه القضية الفلسطينية.