إعادة تدوير الكتب المدرسية

الأربعاء، 09 أغسطس 2023 03:51 م
إعادة تدوير الكتب المدرسية
شيرين سيف الدين

 
تحدثَت إليّ صديقة وأعربت عن رغبتها في التبرع بالكتب المدرسية الخاصة بالوزارة "لغة عربية، دراسات اجتماعية، دين"، بعد انتهاء العام الدراسي كي يستفيد بها أحد طلاب العام المقبل الذين سيدرسون نفس المنهج، حيث أن ابنها يدرس في مدرسة دولية واستخدامه هو وباقي زملاءه لهذه الكتب بسيط ويكاد يكون منعدم، وكان استفسارها حول وجود جهة معنية بمثل هذا الأمر، وما إذا كنت أتبرع بكتب أبنائي لأي جهة تعيد توزيعها على طلبة العام الدراسي الجديد؟.
 
توقفت عند طلبها حائرة حول سبب عدم وجود جهة مسؤولة عن تجميع الكتب الدراسية التي أنهى الطلاب استخدامها وخصوصا طلاب المدارس الدولية، حيث أنهم في الغالب يعتمدون على ملازم تقوم المدارس بتوزيعها في بداية العام الدراسي بسبب تأخر وزارة التربية والتعليم في أغلب الأحيان في طباعة الكتب المدرسية، وبالتالي بقاءها على حالتها الأصلية، ومن هنا جاءت فكرة ضرورة تخصيص الوزارة لجهة تكون مهمتها تجميع الكتب المدرسية على مستوى الجمهورية، وتخصيص مقرات في جميع المحافظات لتسهيل عملية التبرع على الراغبين، كما يمكن ان تقوم وزارة التربية والتعليم بشراء الكتب بأسعار رمزية من الطلاب لتشجيعهم على الحفاظ عليها بحالة جيدة وهو شرطا أساسيا لشرائها منهم.
 
من هذا المنطلق يمكن للوزارة الحصول على آلاف الكتب المدرسية المجانية، وهو ما يوفر للدولة الكثير من الأموال الخاصة بطباعة الكتب.
 
أما المرحلة التالية والخاصة بعملية فرز وإحصاء الكتب المتاحة لكل عام دراسي فيمكن أيضا فتح باب العمل التطوعي للشباب الراغبين في المساعدة، وبناءً عليه تقوم وزارة التربية بتحديد المستحقين من غير القادرين وخصم ثمن الكتب التي يتم الحصول عليها من المصاريف الدراسية الخاصة بهم.
 
الفكرة من وجهة نظري متميزة وخارج الصندوق وذات نتائج مفيدة لجميع الأطراف، بداية من وزارة التربية والتعليم والتي قد توفر من ميزانيتها ملايين الجنيهات الخاصة بطباعة الكتب الجديدة، كما سيساعد تطبيق الفكرة العديد من غير القادرين في الحصول المجاني على الكتب الدراسية، وستساهم في وصول الكتب للطلبة مع بدء العام الدراسي بدلا من تأخر تسلمها كما يحدث كل عام، وهو ما يؤدي لتعطيل الطلاب في القدرة على التحصيل الدراسي المبكر، كما أن فتح باب المشاركة للراغبين في التبرع والعمل الخيري يشجع شبابنا وأبناءنا على فكرة التكافل الاجتماعي، ويعلمهم أهمية الحفاظ على الكتاب المدرسي كما يحدث في العديد من المدارس الدولية التي تقوم بإعادة استخدام الكتب الدراسية الخاصة بمناهجها وتناقلها بين الطلاب عام بعد عام دون إهدار للموارد، فإذا تخيلنا كم الإهدار السنوي الناتج عن سوء استخدام الكتب المدرسية بالنسبة لطلاب المدارس الحكومية، أو عدم استخدام طلاب المدارس الدولية لتلك الكتب من الأساس إلا في أضيق الحدود، ثم الإلقاء بها في سلة المهملات سنجد أن تنفيذ الفكرة بات أمرا ملحا وضروريا ومفيدا للمجتمع ككل، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها ويمر بها العالم أجمع.
 
أعتقد أنه قد آن الأوان للتكاتف وتعلم مبدأ الحفاظ على الموارد أيا كان نوعها ومهما صغرت قيمتها، وأن نتجه وبشدة لفكرة التدوير وإعادة الاستخدام لأي منتج كان.
 
الفكرة أمرها بسيط ولا ينقصها سوى الحماس لتنفيذها، ودراسة الفوائد المترتبة عليها، ووضع خطة وآليات التنفيذ مع تسهيل الأمر على المتبرع لتوصيل الكتب للجهات المختصة في أسرع وقت ممكن، وتحديد موعد أقصاه شهر بعد انتهاء كل عام دراسي، للسماح بوقت كافي خاص بعمليات الفرز وتحديد الطلاب المستحقين والتوزيع.
 
فهل من مهتم؟
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق