كانت تحمل "نبيذ".. تفاصيل عثور بعثة الأثار المصرية علي كنز أثري غارق قبالة سواحل مدينة العلمين
الإثنين، 07 أغسطس 2023 02:00 مإيمان محجوب
عثرت البعثة الأثرية المصرية التابعة للإدارة المركزية للآثار الغارقة، على كنز أثري غارق في مياه البحر المتوسط، قبالة مدينة العلمين، والذي يبعد 650 مترا من شاطئ منطقة العلمين.
وأعلنت وزارة السياحة، عن عثور البعثة على بقايا سفينة غارقة، وعدد أخر من الجرارات، تعود إلى القرن الثالث قبل الميلادي، وأنه تم الانتهاء من أعمال التوثيق الأثري للقطع المكتشفة، باستخدام تقنية التصوير الثلاثي الأبعاد، ويتم حاليا دراسة لتحديد سيناريوهات التعامل مع اقطع الأثرية والحفاظ عليها وانتشالها من الموقع، كما سيتم استكمال أعمال الحفائر تحت الماء، خلال الموسم للكشف عن المزيد من الدلائل والشواهد الأثرية، وما تملكه السفينة من أسرار.
وذكر الدكتورمصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن منطقة العلمين والساحل الشمالي، كانا لهما في القرن الثالث قبل الميلاد، أهمية كبيرة، وكان يوجد بها العديد من الموانئ التجارية، بالإضافة إلى الأهمية العلمية حيث يقدم الكشف دليلا جديدا على مكانة مصر والمنطقة من الناحية التجارية والاقتصادية والسياحية.
فيما أكد الدكتور أيمن عشماوى، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أنه خلال أْعمال المسح الأثري بالمنطقة تم العثور على بقايا من أخشاب السفينة الغارقة، ومئات من القطع الأثرية الفخارية من بينها عدد كبير من الجرار "الأمفورات" المستوردة من جزيرة رودس باليونان، والتي كانت تستخدم قديماً في تخزين ونقل النبيذ، مشيرا أن هذه الجرار وجدت مرتكزة على جزيرة غارقة بجوار السفينة، ما يؤكد على أنه من المرجح أن يكون سبب غرق السفينة أثناء رحلتها التجارية هو ارتطام قاعها بالجزيرة المتواجدة بقاع البحر.
على الجانب الأخر، أوضح إسلام سليم، رئيس الإدارة المركزية للآثار الغارقة، أنه تم التوصل إلى هذا الموقع الأثري، من خلال المهندس حسين مشرفة، مالك إحدى شركات المسح البحري، والذي شاهد بقايا السفينة الغارقة أثناء قيام شركته بأعمال المسح بهذه المنطقة، وأخطر المجلس الأعلى للآثار، الذي بدوره وجه فريق علمي أثري من الإدارة المركزية للآثار الغارقة، بالتوجه إلى منطقة العلمين، والبدء في أعمال الغوص والمسح الأثري لاستطلاع الموقع وتحديد الأهمية التاريخية والأثرية له.
وأضاف أن الدراسات التي أجرها فريق العمل، تشير إلى السفينة التي تم العثور عليها تجارية، يرجع تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد، والذي يوضح حركة السير التجارية بين مصر ودول البحر الأبيض المتوسط، في ذلك الوقت، حيث أنه من المعروف أن الساحل الشمالي كان يضم حوالي 30 قرية ومدينة وميناء خلال العصرين اليوناني والروماني، من أهمها موانئ مرسى مطروح، والضبعة، ومارينا العلمين.
وأوضح رئيس الإدارة المركزية للآثار الغارقة، أن الموانئ القديمة، كانت عبارة عن محطات في طريق السفن القادمة من شمال أفريقيا، وجنوب أوروبا إلى الإسكندرية، كما كان يتم تصدير المنتجات الغذائية من نبيذ، وزيتون، وحبوب من موانئ الساحل الشمالي إلى شمال أفريقيا وجنوب أوروبا وشرق البحر المتوسط.