دينا الحسيني تكتب: 8 سنوات على افتتاح قناة السويس الجديدة.. نجاحات وتنمية منعت سفن الشائعات من العبور
الأربعاء، 02 أغسطس 2023 06:36 م
تحل الذكرى الثامنة لافتتاح قناة السويس الجديدة في 6 أغسطس 2015، والتي ستبقى محفورة في ذاكرة الوطن، مشهد إن جاز التعبير يوصف بأنه انجاز مصري حققه التضامن الشعبي خلف قيادته، فكان التحدي الاقتصادي الأول والأهم للمصريين، والذى كان خطوة كبيرة وضوء أخضر نحو المزيد من الإصلاحات الاقتصادية التي أعادت الدولة المصرية إلى نموها وتطورها العالمي.
بدأت قصة نجاح حفر قناة السويس الجديدة عندما أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسي الإشارة لبدء مشروع القناة، ووضع التحدي لإكمال المشروع في غضون عام واحد فقط، فكانت النتيجة حشد جماهيري وراء المشروع واقبال غير مسبوق لشراء شهادات استثمار قناة السويس لتمويل المشروع والتي بلغت تكلفتها 60 مليار جنيه، خلال أقل من أسبوعين أعلن البنك المركزي إغلاق باب الاكتتاب لشهادات قناة السويس في 15 سبتمبر 2014، بعد أن بلغت حصيلة بيع شهادات استثمار القناة نحو 61 مليار جنيه منذ بداية الطرح عبر البنوك في 4سبتمبر 2014.
منذ تاريخ افتتاح قناة السويس الجديدة، تمر آلاف السفن شهريًا، تصل جميعها إلى وجهتها بأمان، سفينة واحدة فقط فشلت في العبور عشرات المرات، وهي سفينة الإشاعات التي استهدفت مشروع القناة الجديدة، كانت الشائعات الأولى عبارة عن شكوك حول عوائد شهادات قناة السويس، وروجت الجماعة الإرهابية أن المصريين لن يحصلوا على عائداتهم من شهادات القناة التي اشتروها كاستثمار لأموالهم وفي تنمية اقتصاد بلادهم، الرد القاطع على الكاذبين كان أن البنوك أعادت كل هذه الأموال مع تاريخ الاستحقاق.
فشلت إشاعة عدم رد أموال شهادات قناة السويس الجديدة في موعد استحقاقها ، تمامًا كما فشلت الإشاعة الإرهابية التي استخدمت القناة الجديدة مرة أخرى في محاولة لإحداث فتنه بين مصر والقوى الدولية الكبرى، عندما زعموا العام الماضي، أن مصر أغلقت الملاحة في قناة السويس أمام السفن الروسية بناء على طلب أمريكي وهو ما لم يحدث.
خلال ثماني سنوات لم تتوقف المحاولات اليائسة للمترصدين للتغطية على نجاح القناة الجديدة كواحدة من أهم المشروعات الاقتصادية المصرية، ومن بين المعلومات المضللة والأكاذيب الزعم بأن الملاحة في قناة السويس تعطلت لجنوح السفن، والادعاء بعدم قدرة مصر على تعويم السفن العالقة وغيرها رغم حادثة تعويم السفينة العملاقة" إيفرجرين" العام الماضي والتي كانت شاهداً على قدرة المصريين الفريدة على التعامل مع أصعب المواقف، وبالفعل شهد العالم هذه القدرة.
كانت آخر محاولة فاشلة في فبراير الماضي عندما سعى أصحاب السفينة المضللة التسلل إلى قناة السويس تحت شعار "منح شركة أجنبية حق إدارتها لمدة 99 عاما"، وقبل نفي هيئة قناة السويس للإشاعة السخيفة عبر رئيسها الفريق أسامة ربيع ، الذي أجبر مزور العقد المزعوم ومروجه على حذف التغريدات، لدرجة تبرأ عناصر الإخوان الإرهابيين من الكذبة التي روجوها وحاولوا غسل أيديهم على غير الحقيقة، كان ملايين المصريين في طليعة الرد على اللعبة الجديدة بالنفي والتفنيد والسخرية، ردًا على التزوير الواضح بآلاف من الكوميكس والردود الموضوعية بالمعلومات الصحيحة وبالحقائق والأرقام.
الكذبة الأخيرة ليست جديدة، وقد سبقتها شائعات كثيرة خلال الفترة الماضية، منها نفس الكذبة حول منح حق الامتياز، وأخرى بصيغ وعناوين أخرى زعمت عزم الدولة المصرية على إنشاء صندوق لهيئة قناة السويس التي ستمكنها من بيع أصولها، ورغم انكشاف الأمر مرة بعد مرة، إلا أن الساعين لإحداث البلبلة لم يتوقفوا عن إعادة إنتاج أكاذيبهم، وكأن قناة السويس هي أملهم الأخير في محاولات اختراق مناعة الجسد المصري بعد كل محاولاتهم وأكاذيبهم التي باءت بالفشل خلال الأشهر والسنوات الماضية.