الجو نار.. الطبيعة تعاقب البشر لتمردهم على التعهدات المناخية

السبت، 22 يوليو 2023 10:00 م
الجو نار.. الطبيعة تعاقب البشر لتمردهم على التعهدات المناخية
سامي بلتاجي

- «القبة الحرارية» و«النينيو» ظاهرتان للإنذار تحدث الأولى كل 2 إلى 7 سنوات ويمكن أن تصل كل 18 شهرا

- أكثر من مليوني حالة وفاة و4.3 تريليون دولار خسائر اقتصادية في نصف قرن للظواهر المناخية المتطرفة مع الاحترار العالمي
 
أعلنت الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية، رقم قياسي جديد سجلته درجة حرارة سطح الأرض لتكون 17.03 C، وليكون الرقم الأعلى على الإطلاق؛ وذلك، نقلاً عن المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى ECMWF؛ حيث كانت أعلى درجة حرارة مسجلة لسطح الأرض هي 16.88 درجة في يوليو 2016؛ ودائما ما يحدث هذا الارتفاع الاستثنائي في درجة الحرارة، مع بداية ظهور ظاهرة النينو، التي تزيد من درجة الحرارة على اليابسة، وفي المحيطات.
 
وبحسب هيئة الأرصاد الجوية، من المتوقع كسر -وتجاوز- هذا الرقم في المستقبل، ونقلاً عن ClimateReanlizer.org، أشارت الهيئة إلى أن مدينة أدرار الجزائرية، سجلت في 6 يوليو 2023، درجة حرارة صغرى، وصلت 39.6 درجة؛ وهى أعلى درجة حرارة صغرى مسجلة على الإطلاق، في تاريخ السجلات المناخية.
 
عالميا تعد البيت الأبيض في وقت سابق، انفو جراف حول اتفاقية باريس للمناخ، تطرق إلى هدف الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 2° درجة، ومتابعة جهود الحفاظ عليها عند 1.5° درجة؛ إلى جانب مساعدة الدول النامية لتعزيز العمل المناخي والصمود؛ مع التحول إلى صافي صفر انبعاثات؛ في حين تضع جميع الأطراف التزامات جديدة، كل 5 سنوات، وتقرير شفافية العمل؛ كما أن ثلثي الناتج المحلي الإجمالي العالمي، موجه للوفاء بالتعهدات.
الهيئة العامة للأرصاد الجوية، قالت إن «ظاهرة القبة الحرارية» هى  امتداد لمرتفع جوي، في طبقات الجو العليا، تتسبب في دفع الهواء الدافئ إلى السطح، وتحتجز «القبة الحرارية» الهواء الساخن ذي الضغط المرتفع في طبقة قريبة من سطح الأرض، وتشبه الصوبة الزجاجية؛ وتعمل «القبة الحرارية» على ارتفاع درجات الحرارة، وارتفاع نسبة الرطوبة، نتيجة زيادة فترات سطوع الشمس.
ونقلت منصة «أخبار الأمم المتحدة»، في 10 يوليو الجارى عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، التابعة للأمم المتحدة، أن درجات حرارة سطح البحر في العالم، وصلت إلى مستوى قياسي خلال شهور: مايو، يونيو، ويوليو 2023، وأن نمط طقس النينيو الاحتراري قد بدأ للتو.
ونينيو هي ظاهرة تحدث بشكل طبيعي، وتختص بارتفاع درجة حرارة غير طبيعي عن درجة حرارة سطح البحر في الوسط والشرق الاستوائي للمحيط الهادئ؛ وفي المتوسط؛ وذلك، وفقاً لما أوضحته منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة؛ مشيرةً إلى أن الظاهرة تحدث مرة كل 2 إلى 7 سنوات، ويمكن أن تصل إلى كل 18 شهراً؛ وأثناء حدوثها تتعطل الأنماط المعتادة لهطول الأمطار الاستوائية ودوران الغلاف الجوي، مما يسبب الأحداث المناخية المتطرفة في جميع أنحاء العالم.
وفى 22 مايو الماضى قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن أكثر من مليوني حالة وفاة، و4.3 تريليون دولار من الخسائر الاقتصادية، هي فاتورة الظواهر المناخية المتطرفة، والمشحونة بالاحترار العالمي، من صنع الإنسان على مدى نصف قرن؛ وكانت المنصة نفسها، قد نقلت عن المنظمة المذكورة، أن المرجح ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى مستويات قياسية جديدة، في السنوات الخمس المقبلة، موضحة أن من المتوقع أن تتعرض 33% من الأراضي الزراعية للجفاف، بحلول عام 2050.
وأكد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، أن 17% مقدار الانخفاض المحتمل لانبعاثات الكربون العالمية، من خلال التطبيق السليم للتكنولوجيا، بحلول عام 2030؛ وذلك، بحسب «إنفوجراف»، أعده ونشره، نقلاً عن تقرير مستقبل التجارة، الصادر في 2022، عن مركز دبي للسلع المتعددة، كما أفاد 41% من المستثمرين، في كل من: أوروبا، أمريكا الشمالية، آسيا، المحيط الهادئ، وأفريقيا، أنهم يسعون للاستثمار، بشكل كبير، في التنوع البيولوجي، للمساهمة في مجالات الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، وآثار التغير المناخي؛ وذلك، وفقاً لما ورد في «إنفوجراف»، أعده ونشره، في وقت سابق، مركز معلومات مجلس الوزراء.
وتعد مصر الدولة الوحيدة التي تقدمت بعقد الإنجاز «2021-2030»، ضمن إطلاق التقرير الوطني الثاني عشر للتنمية البشرية 2021؛ وذلك، ما أشارت إليه الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، في كلمة لها، في 12 يناير 2022، خلال لقاء عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع شركاء التنمية الدوليين، على هامش فعاليات المنتدى الرابع لشباب العالم.
 
وقد جاءت مصر، في المركز العشرين، ضمن 63 دولةً في مؤشر أداء تغير المناخ؛ كما أن تقدمت 10 مراكز، في عام 2022، في مؤشر جاذبية الدول في قطاع الطاقة المتجددة؛ حيث كانت في المركز 39 في مارس 2015، وارتفعت إلى المركز 29 نوفمبر 2022؛ في حين ارتفعت الطاقة الكهربائية المولدة في مصر، من المصادر المتجددة، بنسبة 2%، لترتفع من 10.2 جيجاوات للساعة، عام 2020-2021، إلى 10.4 جيجاوات للساعة، عام 2021-2022؛ وذلك، بحسب ما أشار إليه «إنفوجراف»، أعده ونشره مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار؛ لافتاً إلى أن 4.4 ملايين طن، مقدار كمية المخلفات البلدية (القمامة) التي تم تدويرها، على مستوى محافظات الجمهورية؛ وجاءت القاهرة والقليوبية، على رأسها، بنسبة 28.8% و11.5%، على التوالي، خلال عام 2021.
 
جديرة بالذكر، المبادرة الرئاسية لزراعة 100 مليون شجرة، والتي تستهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصةً فيما يتعلق بالعمل المناخي، وتعزيز القدرة على التكيف مع آثار تغير المناخ؛ وذلك، بحسب ما أوضحه اللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، فما نقله «إنفوجراف»، أعدته ونشرته الوزارة، في وقت سابق؛ مشيرةً إلى أن المبادرة تتوزع على 9900 موقعاً، في مختلف محافظات الجمهورية، بإجمالي 6600 فدان.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق