«الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرّخوا بها»...كيف بدأ التاريخ الهجري ومعاني أسماء الشهور؟
الأربعاء، 19 يوليو 2023 12:53 مإيمان محجوب
كانت هجرة الرسول المصطفي للمدينة المنورة حدثا فارقا في تاريخ الدولة الاسلامية، فإنتقال صاحب الرسالة لمكان جديد أسس فيه للدولة الاسلامية الوليدة بالمدينة المنورة، ساهم في انتشار الاسلام في شبه الجزيرة العربية وخارجها حتى دخل الناس في دين الله أفواجًا.
وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين اتفق صحابة رسول الله على اتخاذ حدث الهجرة النبوية الشريفة ، ليكون بداية التقويم الاسلامي، واعتمدوا بداية السنة الهجرية من الأول من محرم لكونه يأتي بعد انتهاء موسم الحج، ويمثل بداية أعمال جديدة للعرب.
وتبدأ قصة التأريخ بالهجرة النبوية، في سنة 17 من الهجرة حينما وصلت رسالة لأبي موسى الأشعري أمير البصرة وقتذاك مؤرخه في شعبان، والذي أرسلها بدوره للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستفسره عن الرسائل التي تصل مؤرخة بالأشهر دون ذكر السنوات، وهو ما من شأنه أن يحدث خلطًا بين الرسائل.
حيث جمع عمربن الخطاب الصحابة للبحث عن حل هذا الإشكالية، فاختلفوا بين من يرى اعتماد تاريخ مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ومن يرى أعتماد تاريخ وفاته، وبعضهم اقترح العمل بتأريخ الفرس أو الروم.
وبعد مداولات بين صحابة رسول الله اقروا تاريخ الهجرة النبوية الشريفة، بوصفها حدثا مهم في تاريخ الدولة الإسلامية، وقال عمر رضي الله عنه إن “الهجرة فرقت بين الحق والباطل، فأرّخوا بها”.
وأصبحت بذلك الهجرة بداية انطلاق التأريخ الهجري الذي وافق 622 ميلادية، لتصبح السنة الأولى في التاريخ الهجري.
وكان هناك عدد من الآراء حول بداية السنة الهجرية، حيث رأى البعض أن يكون شهر رمضان بداية للعام الهجري، واعتمد عمر بن الخطاب شهر “محرم”، لأنه منصرف الناس من حجهم فاتفقوا عليه تكون بداية السنة الهجرية من محرم وتنتهي بذي الحجة.
وترجع تسمية الشهور الهجرية إلى عهد كلاب بن مرة (الجد الخامس للرسول صلى الله عليه وسلم) حين اتفق رؤساء القبائل العربية على تسميات جديدة للأشهر العربية، ومنها الأشهر الحرم ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب، التي استقوها من عهد النبي إبراهيم عليه الصلاة السلام، وثبتت حتى في عهد الإسلام وحُرم فيها القتال.
ويتكون التقويم الهجرى من 12 شهرًا قمريًا، أى أن السنة الهجرية تساوى 354 يومًا تقريبًا، بالتحديد 354.367056 يومًا، والشهر فى التقويم الهجرى إما أن يكون 29 أو 30 يومًا (لأن دورة القمر الظاهرية تساوى 29.530588 يوم)، وبما أن هناك فارق 11.2 يوم تقريبًا بين التقويم الميلادى الشائع والتقويم الهجرى، فإن التقويمين لا يتزامنان، ما يجعل التحويل بين التقويمين أكثر صعوبة.
1- محرّم : (مُحَرَّم الحَرَام) وهو أول شهور السنة الهجرية ومن الأشهر الحرم: سمى المحرّم لأن العرب قبل الإسلام كان يحرّمون القتال فيه.
2- صفر: سمى صفرًا لأن ديار العرب كانت تصفر أى تخلو من أهلها للحرب، وقيل لأن العرب كان يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوا صفر المتاع.
3- ربيع الأول: سمى بذلك لأن تسميته جاءت فى الربيع فلزمه ذلك الأسم.
4 - ربيع الآخر: (أو ربيع الثانى) سمى بذلك لأنه تبع الشّهر المسمّى بربيع الأول.
5 - جمادى الأولى: كانت تسمى قبل الإسلام باسم جمادى خمسة، وسميت جمادى لوقوعها فى الشتاء وقت التسمية حيث جمد الماء وهى مؤنثة النطق.
6 - جمادى الآخرة: (أو جمادى الثانية) سمى بذلكَ لأنّه تبع الشّهر المسمّى بجمادى الأولى.
7 - رجب: وهو من الأشهر الحرم، سمى رجبًا لترجيبهم الرّماح من الأسنة لأنها تنزع منها فلا يقاتلوا، وقيل: رجب أى توقف عن القتال، ويقال رجب الشىء أى هابه وعظمه.
8 - شعبان: لأنه شعب بين رجب ورمضان، وقيل: يتفرق الناس فيه ويتشعبون طلبًا للماء، وقيل لأن العرب كانت تتشعب فيه (أى تتفرق)؛ للحرب والإغارات بعد قعودهم فى شهر رجب.
9 - رمضان: وهو شهر الصّوم عند المسلمين، سُمّى بذلك لرموض الحر وشدة وقع الشمس فيه وقت تسميته، حيث كانت الفترة التى سمى فيها شديدة الحر، ويقال: رمضت الحجارة، إذا سخنت بتأثير الشمس.
10- شوال: وفيه عيد الفطر، لشولان النوق فيه بأذنابها إذا حملت "أى نقصت وجف لبنها"، فيقال تشوَّلت الإبل: إذا نقص وجفّ لبنها.
11- ذو القعدة: وهو من الأشهر الحرم: سمى ذا القعدة لقعودهم فى رحالهم عن الغزو والترحال فلا يطلبون كلأً ولا ميرة على اعتباره من الأشهر الحُرُم.
12 - ذو الحجة: وفيه موسم الحج وعيد الأضحى ومن الأشهر الحرم، سمى بذلك لأن العرب قبل الإسلام يذهبون للحج فى هذا الشهر