هدم متحفه وتم التخلص من حيواناته.. كولومبيا تدمر إرث بابلو اسكوبار بعد 30 عاما من وفاته.. السلطات تهدم متحفه ومنزله وتكتب نهاية "سياحة المخدرات"
الثلاثاء، 18 يوليو 2023 12:00 ص
آثار تاجر المخدرات الأشهر فى العالم، بابلو اسكوبار، جدلا كبيرا مرة آخرى على مواقع الصحف العالمية، رغم مرور حوالى 30 عاما على وفاته، حيث أنه توفى فى ديسمبر 1993، على يد السلطات.
وقامت السلطات الكولومبية بهدم منزله ومتحفه فى مدينة ميديلين، وذلك لأنه لم يكن لديه التصاريح اللازمة، بالاضافة إلى مساعى كولومبيا للتخلص من أفراس النهر الذى يجمعها فى حديقة الحيوانات التى جدمعها فى مزرعته "هاسيندا نابوليس" فى مقاطعة أنتيوكيا.
وقررت السلطات الكولومبية هدم منزل امبراطور المخدرات، بابلو اسكوبار، والذى يعتبر متحفا أيضا فى مدينة ميديلين، وهذا لأنه لم يكن لديه التصاريح اللازمة، بالاضافة إلى أن تدمير المبنى يأتى فى إطار حملة على ما تصفه السلطات بأنه "مشكلة متزايدة تتمثل بسياحة المخدرات"، مشيرة إلى انجذاب السياح إلى "أسطورة إسكوبار"، حسبما قالت صحيفة "التيمبو" الكولومبية.
وأشارت الصحيفة إلى أن 50 مسئولا فى وزارة الأمن والتعايش والإدارة الإقليمية فى كولومبيا بالتعاون مع الشرطة الكولومبية اتخذوا قرار بهدم المنزل الواقع فى لوما ديل إنديو فى ميديلين، وذلك بعد سنوات من التقاضى والعقوبات الحضرية المختلفة، وتم التحقق من هدم البناء الغير قانونى كما وأرسلت السلطات الكولومبية 9 مفتشين للتأكد من هدم منزل اسكوبار الذى كان معقل المخدرات فى البلاد، والذى كان عبارة عن طابقين، ولم يكن لديه التصاريح اللازمة لتشغيله كمتحف وفتحه للجمهور.
ويمتلك المنزل الآن شقيقه روبرتو اسكوبار، الملقب بـ "الاوسيتو"، وهو الذى قام بفتح المنزل كمتحف تكريما لبابلو اسكوبار.
وبسبب التشغيل غير القانونى لهذا المنزل، تم تغريم روبرتو اسكوبار 38 مليون بيزو، بينما تم إغلاق منزل المتحف فى سبتمبر 2018 ؛ عندما عرض جولة فى العقار مقابل 30 دولارًا، وباعتباره متحفا، كان يحتوى على مقتنيات بابلو اسكوبار.
وقال رئيس بلدية ميديين السابق فيديريكو غوتيريز عام 2019، عندما هُدم منزل كاسا موناكو، أحد ممتلكات إسكوبار: "نحن اليوم مثال على الابتكار والاندماج الاجتماعى، ونواصل التقدم فى عملية التجديد الحضرى التى ستسمح لنا ببناء مدينة موضع ثقة".
وكان الزوار الذين يدفعون 50 دولارًا لزيارة المتحف فى حى بوبلادو يستقبَلون بصورة لبابلو إسكوبار مع الممثل الأمريكى مارلون براندو بشخصية دون فيتو كورليوني. وزُينت بوابة الدخول بصورة للطائرة التى استخدمها إسكوبار لنقل شحنة الكوكايين الأولى.
ويجادل النقاد بأن المتحف أظهر صورة مشوهة للمدينة ومجد إرث أحد أخطر المجرمين فى كولومبيا، فضلًا عن أنه عرقل جهود المدينة للقضاء على ماضيها المضطرب.
وفى السياق نفسه، قامت السلطات الكولومبية بالتوصل إلى اتفاق لترحيل عدد كبير من حيوانات أفراس النهر التى يملكها إلى المكسيك والهند، بعد أن عجزت عن السيطرة على تكاثر إعدادها، وخشية أن تحدث خللا فى النظام البيئى بمقاطعة أنتيوكيا فى شمال غرب البلاد
ومع سقوط الإمبراطور الشهير والاستحواذ على أملاكه، باعت السلطات هذه "الكتيبة من الحيوانات المتوحشة والفريدة" إلى حدائق حيوانات فى كولومبيا باستثناء حيوانات فرس النهر، التى لم تعثر السلطات على حلول فعالة بشأنها لضخامتها وثقلها، وصعوبة تنقلها أو نقلها نحو أماكن أخرى، حتى أنها شكلت "مستعمرة أفراس نهر" حقيقية بحسب السلطات الكولومبية.
وتتوقع إحدى الدراسات المحلية أن يقفز عدد هذه الحيوانات بحلول عام 2034 إلى نحو 1400 فرس نهر، وهو ما قد يشكل كارثة بيئية بحسب السلطات. خاصة أن هذه الحيوانات تفترس يوميا نحو 40 كيلوجراما من العشب وتسمم فضلاتها نهر ماجدالينا. كما أنها تقضى على كل الحيوانات التى تعترضها وكثيرا ما تهاجم الأهالى والصيادين وهو ما جعل السلطات الكولومبية تصنفها كحيوانات غازية. وسجل اعتداءان استهدفا شخصين من سكان المنطقة فى 2021 تسبب فيهما أفراس نهر.