فكرة وخطرت على بالي ليه لأ !

الإثنين، 17 يوليو 2023 08:03 م
فكرة وخطرت على بالي ليه لأ !
شيرين سيف الدين

شاهدت بالأمس فيديو لسيدة شابة مصرية يبدو أنها مهندسة ديكور قامت بتحويل حافلة (أوتوبيس) قديم ل (كارافان) به غرفة نوم ومطبخ وحمام ومنطقة جلوس، وبالرغم من صغر المساحة إلا إنها كافية لإقامة فرد أو اثنين وتحتوي على كل ما يحتاجون إليه خاصة لو لمدة قصيرة .
وأثناء مشاهدتي للفيديو راودتني فكرة ربما تكون جديدة ، مختلفة ، خارج الصندوق وداخل الكارافان .
 
الفكرة هي بمثابة تجربة سياحية جديدة عن المعتاد وعن فكرة الفنادق والتكلفة الكبيرة للاستثمار في إقامة فنادق ومنتجعات سياحية جديدة .
 
دعونا نتخيل أن الأراضي الشاسعة الغير مستغلة ، والمطلة على البحرين الأبيض والمتوسط والموجودة في مناطق الواحات والصحروات المنتشرة في جميع أنحاء مصر قد تم تحويلها لمناطق سياحية آمنة خاصة بالكرافانات شبيهة بمناطق التخييم أو (الكامب ) ، على أن يتم اختيار وتحديد بعض تلك الأراضي وإحاطتها بأسوار وبوابات مؤمنة مع تواجد أفراد حراسة مدربين ،  وتقسيمها من الداخل وتأجيرها لسيارات الكارفان للإقامة السياحية لمدد محددة ، بعد أن تُمنح شركات سياحة حق ترخيص الكارفان وتأجيره للسائحين سواء مصريين أو أجانب مع إتاحة خرائط إلكترونية للأماكن المسموح فيها بإيجار مساحة للكارافان ، وعرض صور للمكان وشروط الإيجار والقواعد المنظمة لاستخدامه ، كما يمكن السماح لأصحاب المشاريع الصغيرة من مطاعم وسوبر ماركت وأصحاب النشاطات الترفيهية بإبرام عقود محددة المدة في تلك المساحات لتلبية الاحتياجات الأساسية لرواد المكان ، مع تخصيص أماكن للشواء والسهرات البدوية المسائية ، وبالطبع تجهيز مركز طبي مناسب لتقديم الإسعافات الأولية والعلاجات البسيطة .
 
في الحقيقة لا أعلم ماهو الشكل القانوني الذي يسمح بتنفيذ الفكرة ومن هي الجهة المنوطة بتأجير قطع الأراضي لشركات السياحة المرخصة سواء مصرية أو أجنبية ، والتي ستتولى بدورها تأجير الكارفان للسائح وعرض الأماكن المتاحة والمسارات الخاصة بالمخيمات في المدن القريبة من بعضها والتي يمكن للسائح التنقل بينها ، مما يسهل عليه  زيارة أكثر من مدينة والتوقف لعدة أيام في كل منها والإقامة في كارافانه الخاص كما يحدث في الرحلات على البواخر النيلية والبحرية ولكن بطريقة مختلفة وجديدة ذات طابع مميز ، كما يمكن أن توفر شركات السياحة سائقين خاصين أثناء التنقل بالكارفان للراغبين في تلك الخدمة برسوم إضافية ، مع تحمل السائح تكلفة الوقود الخاصة به طول مدة الاستئجار ، إذا كانت هناك صعوبة في تجهيز تلك الكارافانات للسير بالطاقة الشمسية .
 
أعتقد أن الفكرة -إذا تم تنفيذها بشكل لائق ومنظم مع توفير خدمات على الطرق بين المدن والمسار الخاص بتلك الرحلات - ستجتذب أعداداً كبيرة من محبي فكرة التخييم ، ومن الراغبين في المغامرة والاستمتاع بتجارب مختلفة ومميزة سواء من الأجانب أو المصريين ، كما أنها ستساعد على توفير فرص عمل جديدة ، وستمنح مصر فرصة الاستفادة من التنوع الطبيعي والبيئي التي وهبها الله به دون ضغط على ميزانية الدولة أو الاضطرار إلى بيع الأراضي وانتظار قرارات كبار المستثمرين ، بل على العكس ستحتفظ الدولة بأراضيها إلى حين الرغبة في الاستثمار بها بشكل مختلف ، وبالطبع من الضروري إبرام عقود محددة المدة على ألا تزيد عن الخمس سنوات ، مع إماكنية تجديدها أو طرحها لشركات جديدة ، بشروط تضمن إخلاء المستأجر للمكان في الوقت المحدد أو إخلاءه بقوة القانون .
 
إن تنفيذ مثل تلك الفكرة أيضا سيساعد على زيادة أماكن الإقامة الغير تقليدية وحل مشكلة قلة الغرف الفندقية في العديد من المدن وبخاصة السياحية سواء في الساحل الشمالي أو مدن جنوب وشمال سيناء ومناطق الواحات المحببة للسياح دون تكلفة تذكر  ، كما أنه سيسمح للسائح بالبقاء لمدة طويلة في مصر مع وجود وسيلة سهلة وموفرة للتنقل بين المدن ، وياحبذا لو تم تخصيص أراضي للمشروع في جميع المدن المصرية حتى ولو لم تكن مدرجة على الخريطة السياحية مما يتيح للمصريين والأجانب زيارة أماكن مختلفة ربما لم يفكروا من قبل في زيارتها ما يزيد من دخل سكان تلك المدن أيضا .
كما يمكن لوزارة النقل والمواصلات إقامة مصنع لتجهيز الكارافانات بمواصفات عالية الجودة ، وتقديم الخدمات الخاصة بصيانتها وتجديدها ، وأيضا القيام بالرقابة الدورية عليها كل عام مع تجديد الترخيص للتأكد من أنها بالمستوى اللائق لاستقبال وإقامة السياح وراحتهم أثناء خوضهم لتلك التجربة .
 
في الحقيقة كلما تخيلت الفكرة أشعر بحالة حماس كبيرة ، مع الأمل في أن ينظر لها المسئولون بعين الاعتبار ، وأن يتبناها السيد وزير السياحة ويضعها ضمن الخطط الجديدة لتطوير وسائل الجذب السياحي والتي شاهدنا نتائجها الإيجابية الواضحة خلال الفترة الماضية.
 
ربما يرى البعض أنها فكرة خارج نطاق المألوف وصعبة التنفيذ ، إلا إنها لو تمت ستصبح مصر  رائدة في هذا النوع السياحي المختلف في المنطقة ، والاختلاف عادة ما يكون هو كلمة السر ومفتاح الحل .
وليه لأ !

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة