ماسك VS زوكربيرغ.. مباراة ملاكمة قوية بدأت بين عملاقى التكنولوجيا

السبت، 15 يوليو 2023 09:00 م
ماسك VS زوكربيرغ.. مباراة ملاكمة قوية بدأت بين عملاقى التكنولوجيا

مارك سدد أول لكمة بتطبيق ثريدز وجذب 100 مليون مستخدم في 5 أيام.. وإيلون اتهمه بالغش واستخدام معلومات سرية
 
يبدو أن النزال المحتمل بين رئيس شركة تيسلا، الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، ورئيس شركة ميتا بلاتفورم، مارك زوكربيرج، لم يعد هزلا بعد الآن، وبالعودة لأيام قليلة اقترح ماسك نزال في القفص مع زوكربيرج لمباراة فنون قتالية مختلطة على أرض الواقع في لاس فيجاس، ومع احتدام النزاع في صراع الهيمنة على تطبيقات مواقع التواصل، تفيد تقارير بأن المنافسة باتت ملحمية ومعركة لا يمكن تصورها.
 
وجه مارك، لكمته الأولى بإطلاق شركته "ميتا" لتطبيق "ثريدز" وجذب 30 مليون مشترك في أول 18 ساعة من إطلاقه وخطى 100 مليون في 5 أيام، ليكون أول تهديد حقيقي لتطبيق "تويتر" المملوك لإيلون ماسك، إذ استغل "ثريدز" تمكنه من الوصول إلى المليارات من مستخدمي انستغرام ومظهره المشابه للمنافسة.
 
تقول جاسمين إنبيرج كبيرة المحللين لدى "إنسايدر إنتيليجينس": إن "النزال بدأ، وسدد زوكربيرج لكمة قوية، بطرق كثيرة، بتنفيذ استثنائي للتطبيق وواجهة مستخدم سهلة التصفح".
 
رد فعل ماسك كان سريعا أيضا في خضم التطورات المتلاحقة التي شاهدها في يوم واحد، ليعلن مقاضاة تويتر لنظيره الملياردير زوكربيرج، كونه مشابه للتطبيق الأشهر، واتهمه بتوظيف موظفين سابقين في تويتر، "كانوا ومازالوا يتمتعون بإمكانية الوصول إلى الأسرار التجارية للمنصة، وغيرها من المعلومات السرية للغاية".
 
وعلق إيلون ماسك قائلا: "المنافسة جيدة، والغش ليس كذلك"، لترد ميتا على خطاب تويتر: "لا أحد فى فريق هندسة (ثريدز) كان موظفًا سابقًا فى تويتر".
 
وبعد استحواذ ماسك على تويتر، في صفقة قيمتها 44 مليار دولار عام 2022، واتخذ ماسك منذ شراء موقع التواصل الاجتماعي الشهير سلسلة قرارات فوضوية تسببت في عزوف المستخدمين والمعلنين عن المنصة، وتضمن آخر تحرك لماسك تقييد عدد التغريدات التي يمكن للمستخدم قراءتها يوميا، ليبرز منافسون كثيرون لـ"تويتر".
 
بحسب خبراء جاء تعثر "تويتر" ليفسح المجال أمام منافس يمتلك موارد مالية ضخمة مثل ميتا، مع ميزة امتلاكه لمليارات المستخدمين فاعلين على منصة "إنستجرام" وقوتها الإعلانية، يؤكد نيكلاس مير، أستاذ التسويق بجامعة تشابمان، أن "إطلاق ميتا لثريدز جاء في التوقيت المثالي لمنحها فرصة لمنافسة تويتر وإنزاله من برجه العالي"، موضحا أنه مؤخرا عمت فوضى في "تويتر" بعدما قيدت الشركة عدد التغريدات التي يمكن قراءتها في اليوم.
 
ورغم أن "ثريدز" تطبيق مستقل بذاته، فإن المستخدمين بوسعهم تسجيل الدخول باستخدام بياناتهم على انستجرام فقط، ما يجعل التطبيق إضافة يسيرة لأكثر من ملياري مستخدم نشطين شهريا على تطبيق مشاركة الصور، لكنه يشبه التطبيق "تويتر" إلى حد بعيد، فهو يتيح نشر نصوص قصيرة يمكن للمستخدمين الإعجاب بها وإعادة نشرها والرد عليها، وويمكن أن يصل طول المنشور إلى 500 حرف وأن يشمل روابط وصورا ومقاطع مصورة تصل مدتها إلى خمس دقائق.
 
ويختلف التطبيق عن "تويتر" في أنه لا يوجد به وسوم وكلمات بحث مفتاحية، وهو ما يعني أن المستخدمين لا يمكنهم متابعة أحداث مباشرة مثلما يسعهم على منصة إيلون ماسك، وليس به حتى الآن خاصية التراسل المباشر ويفتقر لنسخة يمكن تنزيلها على أجهزة الكمبيوتر الشخصية التي يعتمد عليها مستخدمون معينون مثل الشركات.
 
وكتب زوكربيرج على "ثريدز": "أعتقد أنه يجب أن يكون هناك تطبيق للمحادثات العامة به أكثر من مليار شخص، لقد حظي تويتر بفرصة للقيام بذلك ولكنه لم ينجح، آمل أن ننجح نحن".
 
ولا توجد إعلانات على "ثريدز" حاليا، وقال زوكربيرج إنه لن يسعى لتحقيق ربح مالي من التطبيق الجديد إلا عندما يكون هناك مسار واضح للوصول إلى مليار مستخدم.
 
وأكدت صحيفة "إندبندنت" البريطانية إن زوكربرج يخطط الآن للوصول إلى مليار مستخدم بعد إطلاق تطبيقه "ثريدز" المنافس لتويتر، وهو ما يمكن تحقيقه بسهولة باستخدام قاعدة مستخدمي إنستجرام الواسعة لتحقيق النمو غير المسبوق.
 
ويرى كايل وونج، خبير التسويق في وسائل التواصل الاجتماعي والرئيس مسؤول الاستراتيجية في شركة أمبليفاي أن "لدى ميتا مليارات من المستخدمين النشطين لتسويق التطبيق الجديد لهم، مما يسهل عليهم زيادة المستخدمين مقارنة بمنصة أخرى قد تحتاج إلى اكتساب مستخدمين جدد"، لافتاً إلى أن توقيت إطلاق "ثريدز" جاء مواتيا تماما لزوكربرج، ففي نهاية الأسبوع الماضي، أجبرت المشكلات الفنية ماسك على وضع حد أقصى لعدد التغريدات التي يمكن للمستخدمين تحميلها، مما تسبب بموجة من الاهتمام بالمنافسين الذين لا يفرضون رسومًا على المستخدمين للتصفح أو المشاهدة.
 
اطلاق زوكربيرج لتطبيقه الجديد رأه الكثير بمثابة عمل انتهازي، عبر استنساخ تويتر للإطاحة بمنصة ماسك، وجذب مستخدميه الساخطين، إذ تفيد تقارير بأن زوكربيرج يهدف إلى بناء لعبة المليار مستخدم المتكررة. وحقق طرح التطبيق نجاحًا، لكن ماسك هدد بمقاضاة  شركة "ميتا" بزعم الصيد الجائر للعاملين المطرودين من تويتر، واستخدام معرفتهم "السرية" بالمنصة لبناء الخيوط، وكتب "المنافسة جيدة، والغش ليس كذلك".
 
ويعود التنافس بين زوكربيرج، 39 عامًا، وماسك ، 52 عامًا، إلى سنوات عدة، وفقًا لشركائهم، فيقول أحد مستثمري التكنولوجيا البارزين الذين يعرفون كليهما: "لقد كرهوا بعضهم بعضًا دائمًا، زوكربيرج كان غاضبًا عندما انفجر عام 2016 صاروخ من نوع سبيس إكس يحمل قمرًا صناعيًا مرتبطًا بمبادرة فيسبوك في 2018، وفي فضيحة بيانات فيسبوك 2018، كشف أن شركة كامبريدج أناليتيكا جمعت بيانات شخصية لملايين الأشخاص على موقع فيسبوك من دون موافقتهم لأغراض الدعاية السياسية، ما جعل ماسك يسخر (ما هو  فيسبوك؟)".
 
وبشكل عام كان تقليص ماسك الوحشي في تويتر بتسريحه للعمال في وقت سابق من هذا العام دون رد يذكر، مهد الطريق أمام زوكربيرج للإعلان عن تطبيقه ومحاول إحياء شعبية فيسبوك. 

فشل وسرقة زوكربيرج
 
يقول روجر ماكنامي، أحد المستثمرين الأوائل على فيسبوك: "يواجه زوكربيرج مشكلة إستراتيجية ضخمة، زوكربيرج لديه الرغبة بأن يكون أهم شخص على وجه الأرض، يقول أحد الأشخاص المطلعين على تفكيره". وأضاف: "في وادي السيليكون، يُمنح الاحترام للذين يبدعون، ولكن فشلت أكبر رهانات زوكربيرج بالعملات المشفرة والميتافيرس في اكتساب الكثير من الزخم، فإن طريقة عمله الأخرى كانت تقليد ميزات المنافسين دون خجل، وجذب الأعداء والتدقيق في مكافحة الاحتكار في هذه العملية".
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة