تضحيات رجال الشرطة لا تتوقف، فيوم بعد يوم يقدمون شهداء فداء للوطن ويسطرون الكثير من التضحيات والبطولات على مدار العصور لرفعة الوطن وسلامة أراضيه، وفي هذا التقرير نقدم قصة الضابط صلاح الحسينى ابن محافظة الشرقية الذى ضرب مثلا يحتذى به فى التضحية والبطولة، ويعمل حاليا بإدارة العلاقات الإنسانية ورعاية أسر الشهداء فرع الإسماعيلية.
فى الثامن والعشرين من نوفمبر من عام 2014 كان الرائد " صلاح الحسينى" الذى يبلغ من العمر 33 عاما فى ذلك الوقت، الضابط بفرع البحث الجنائي بمديرية أمن الشرقية، على موعد مع حادث سطر اسمه ضمن سجلات البطولة والفداء.
بداية القصة عندما كان الضابط مكلفا برئاسة خدمة أمنية لمتابعة الوضع الأمنى بنطاق مركز أبوكبير، بعد مظاهرة لجماعة الإخوان الإرهابية، وأثناء مرور الضابط ضمن الخدمة الأمنية بمنطقة سوارس أمام المساكن الشعبية بمدينة أبوكبير، فجر أعضاء من جماعة الإخوان الإرهابية قنبلة على بعد كيلو من القول الأمنى، ما أسفر عن إصابته ببتر بذراعه الأيمن، وأثناء ذلك تصادف مرور الطفلة "صابرين حسن ربيع " التى كان عمرها 10 سنوات، تبكي وتستغيث من هول المشهد من صوت الانفجار فأسرع إليها الضابط المصاب وتمكن من إنقاذها بيده اليسرى، وإبعادها عن الانفجار، وبعدها فقد وعيه لتعرضه لنزيف شديد، فيما أصيب عدد من أفراد الشرطة فى الواقعة، لكن كانت إصابة الرائد صلاح الحسينى الأخطر.
وبعدها تم نقل الحسينى لمستشفى أبو كبير المركزى ثم مستشفى الأحرار بالزقازيق، ثم تم نقله إلى مستشفى المعادي وظل بها لمدة 5 أيام، قبل سفره إلى لندن في الفترة من 10 ديسمبر 2014 حتى 1 يونيو 2015 أجرى خلالها عدة عمليات جراحية في محاولة لمعالجة ذراعه، إلا أن الأطباء اضطروا في النهاية لبتر ذراعه، وتم تركيب أخرى صناعية وبعدها تم نقله لمستشفى سانت توماس بلندن وظل بها لمد 4 أشهر أجرى خلالها 4 عمليات تركيب عضلة مركز للأطراف الصناعية، وخاض الرائد صلاح الحسينى رحلة علاجية، حيث قامت وزارة الداخلية باستكمال علاجه فى مستشفى "سان توماس" بإنجلترا لخطورة إصابته، وبعد تماثله للشفاء عاد إلى استكمال خدمته الشرطية بإدارة العلاقات الإنسانية ورعاية أسر الشهداء فرع الإسماعيلية، مؤكدا أن ذراعه الثانى فداء لبلده وسوف يظل يؤدي واجبه الوطنى حتى آخر لحظة فى حياته.
والضابط "صلاح الحسيني" بدأ حياته بالعمل معاونًا بـ"النوبتجية" بقسم السلوم لمدة عاما، ثم تم تصعيده للمباحث وعمل معاونا مباحث لقسم السلوم لمدة عاميين، ثم عاد إلى مديرية أمن الشرقية، وعمل معاون مباحث لمدة عامين بمركز ديرب نجم، ثم رئيسا لمباحث مركز كفر صقر، ثم رئيس مباحث الصالحية3 سنوات، وبعدها تم نقله للعمل بفرع الشمال بإدارة البحث الجنائى بالشرقية.