بعد رفعها لمستوى الشراكة الاستراتيجية..
بدأها الزعيمان سعد زغلول وغاندي.. تاريخ العلاقات المصرية الهندية
الإثنين، 26 يونيو 2023 04:00 مإيمان محجوب
جاءت زيارة رئيس وزراء الهند لمصر لتوطيد علاقات تاريخية بين البلدين، إذ عقد الرئيس السيسي وتلسيد ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند في ثاني أيام زيارته لمصر، جلسة مباحثات على مستوى القمة أكدا خلالها الالتزام بالوصول بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب في مختلف المجالات.
ووجه رئيس الوزراء الهندي الدعوة للسيد الرئيس للمشاركة في أعمال القمة المقبلة لمجموعة العشرين بنيودلهى، ثم شهدا التوقيع على الإعلان المشترك لرفع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. وترتبط الهند بمصر بعلاقات قوية منذ سنوات طويلة، وظهر تأثير تلك العلاقة في عدة مواقف من تاريخ البلدين وفيما نستعرض تاريخ العلاقات السياسية بين مصر والهند:
في البداية ترتبط مصر والهند بعلاقات قديمة ترجع إلى ما قبل ثورة الضباط الأحرار 1952، حيث يجمع البلدين كفاح طويل ضد الاحتلال الانجليزي، حيث كانت هناك اتصالات بين الزعيم المصري سعد زغلول والزعيم الهندي المهاتما غاندي.. وذلك لوجود أهداف ومبادئ مشتركه للحركة الوطنية في كل من مصر والهند تتعلق بالحصول على الاستقلال من بريطانيا من جهة، والمحافظة على الوحدة الوطنية بين مختلف طوائف الشعب المصري والشعب الهندي من جهة أخرى.
وبعد وفاة الزعيم سعد زغلول، تحدث غاندي عنه خلال تواجده في لندن في العام 1931، فقال وفق ما ذكره الكاتب الراحل مصطفى أمين: «لقد كان سعد زغلول أستاذي، قلدناه في حركتنا الوطنية وفي توحيد طبقات الشعب».
ومع قيام ثورة يوليو 1952 توطدت العلاقات بين البلدين بشكل كبير حيث نشأت صداقه قويه بين الزعيمين جمال عبدالناصر وجواهر لال نهرو تبلورت هذه الصداقة خلال مؤتمر باندونج عام 1955 حيث تبنى عبد الناصر ونهرو نفس التوجه في السياسة الخارجية وهو توجه حركة عدم الانحياز التي شكلت قاعدة صلبة للعلاقات المصرية ـ الهندية.
كما وقفت الهند إلى جوار مصر في مختلف مراحل نضالها، فمع وقوع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ساندت الهند الموقف المصري حيث دافع نهرو عن القضية المصرية، الأمر الذي بلغ حد التهديد بانسحاب بلاده من الكومنولث، ومع تعرض مصر للعدوان الإسرائيلي عام 1967 أيدت الهند الموقف المصري والحق العربي في صراعه مع إسرائيل وطالبت بعودة الأراضي المغتصبة.
وبعد انتصارات حرب اكتوبر المجيدة ، قام الرئيس انور السادات بزيارة الهند عام 1974 والتقي «أنديرا غاندي» رئيسة وزراء الهند في ذلك الوقت، وكان هدف السادات من تلك الزيارة هو تدعيم العلاقات المصرية الهندية وعمل مباحثات من شأنها تعزيز سبل التعاون بين البلدين.
وبعد توقيع مصر معاهدة السلام أيدت الهند مبادرة السلام التي قام بها الرئيس السادات في نوفمبر 1977، ووصفت زيارته للقدس بأنها شجاعة وايجابيه. واعتبرت اتفاقيه السلام المصرية ـ الإسرائيلية عام 1979 خطوة أولى في طريق التسوية العادلة لمشكلة الشرق الأوسط. وخلال عهد الرئيس الاسبق حسنى مبارك قام بزيارة الهند عامي 1982 و1983 لحضور قمة عدم الانحياز، كما منحت الهند الرئيس جائزة جواهرلال نهرو للسلام والتفاهم الدولي لعام 1995.
يذكر أن كل من مصر والهند يمثلوا قوة الدفع الرئيسية لحركة عدم الانحياز، كما أنهما يمثلان القاعدة الرئيسية لمجموعة الـ 15، وهي مجموعة الدول التي قررت توسيع قاعدة التعاون الاقتصادى والتكنولوجى فيما بينها.