"رسائل الأمل والقوة" من نساء الصعيد في تصفيات الفرصة بـ"المنيا"
الخميس، 22 يونيو 2023 06:55 م
المرأة الصعيدية كيان أخر من النساء، انتقت من سمرة الجنوب قوة، نهلت من النيل وارتوت التضحية والعطاء، ومن الجبال استمدت قوة تحملها، فهي المرأة التى نبعت قوتها من المسؤولية بداية من منزلها وصولًا لمشقتها في رحلة التعليم وحتى نجاحها.
وبات من المؤكد أن المرأة في الصعيد ليست امرأة ضعيفة، هشة، مقهورة، مغلوبة على أمرها كما يتصور البعض، لكن المتعمق قليلًا يكتشف أنها قوية وذكية لكن بطريقتها الخاصة فهي لم تعد تلك الفتاة التي تناضل في أقصى طموح لها أن تحصل على التعليم الجامعي بل أن تتبوأ مرتبة مختلفة في المجتمع بين رائدات الأعمال.
حلقة تصفيات الصعيد في برنامج "الفرصة مع لميس الحديدي" على قناة "ON" من محافظة المنيا كانت كاشفة لحجم الطموح والارادة لدى فتيات ونساء الصعيد ورغبة طموهن في معانقة عنان السماء في تخصصات عدة وبين عديد من الأفكار التي طرحت على لجنة تحكيم التصفيات مابين مشروعات تمثل نواة لفكرة إبداعية تحتاج لمزيد من التطوير وبلورتها بشكل استثماري عبر منحها "فرصة ثانية" وبين مشروعات تحتاج لنور في نفق الكفاح الطويل عبر منحها "لاستكمال التنافس".
وبين هذا وذاك يبقى الصمود والقوة والامل عنوانًا قرأه كل مشاهد في ملامح وقسمات وجوه فتيات ونساء الصعيد في حلقة تصفيات الصعيد اللاتي لم يبالين بطول المسافات وصولًا إلى المنيا عروس الصعيد ورغم طول المسافات وقيظ الصيف إلا أن هذا لم يكن أكثر وهجًا من طاقة الأمل اللاتي صدرنها لكل فتاة في مصر.
اللافت للنظر ليس صمود الفتيات ونساء الصعيد فقط بل دعم أزواجهن وأسرهن لهن في تحقيق طموحهن وتشجيعهن لمواصلة حلمهن دون أدنى مواربة.
"شيماء سعد" القادمة من محافظة جنوب الوادي التي بدأت رحلتها في تحقيق حلم مشروعها وهو تخليق الفحم من مخلفات النخيل في مسقط رأس بلد النخيل وهي محافظة جنوب الوادي ببيع ذهبها ليكون نواة لتحقيق حلمها وحلم زوجها الذي ساندها في ذلك.
رغم أن قرار المرأة في الصعيد بالتخلي عن ذهبها يعتبر قرارًا صعبًا لايمكن اللجوء إليه في الظروف القاهرة وأن قيمته من قيمة الأرض إلا أن تلك الموروثات تلاشت وتهاوت أمام حلم شيماء ورغبة زوجها في دعمها إلى النهاية.
بدى على شيماء ملامح الارهاق من طول الرحلة التي قطعتها برفقة زوجها وصولًا للمنيا مركز "تصفيات الصعيد" وهي المحطة الثالثة لفريق "الفرصة مع لميس الحديدي" لكن روح المقاومة كانت صوتها أعلى من أي إرهاق وابتسامة "الامل" التي تغزو قسماتها ولم تغادرها منذ أن وطأت قدماها المنيا وحتى مغادرتها بعد لحظات حرجة أمام لجنة تحكيم التصفيات.
قالت شيماء السعيد الباحثة إن شركتها الصغيرة تعتمد على إنتاج الفحم الحيوي من مخلفات النخيل وأن عملية الاستخلاص تعتمد على أجهزة حديثة جدًا باهظة التكاليف اضطرتها لبيع ذهبها حتى تستطيع الحصول عليها.
وفي لحظات دقيقة أمام لجنة حكام التصفيات التي طلبت منها شرح آليات تحويل فكرتها من مشروع بحثي لفكر استثماري، عرضت رؤيتها وأشادت اللجنة بالمجهود البحثي الرائع الذي قامت به لكنها طلبت منها تحويل تلك الفكرة لمشروع استثماري يشمل حساب جوانب وتكلفة الإنتاج والمستهدف.
منحت لجنة التحكيم تصويت "فرصة ثانية" لشيماء مطالبين إياها بمواصلة العمل على الفكرة لأن مصر تحتاج مثل هذه الأفكار وأن الجزء البحثي الصعب انتهت منه وبقي صقل الفكرة برؤية اقتصادية.
خرجت شيماء ولم تغادر الإبتسامة والأمل وجهها وإستقبلها زوجها مهنًئا إياها ليس بتصويت "فرصة ثانية" لكن بنجاحها في عرض فكرتها مربتًا على كتفيها وأن الحلم لم ينته قائلًا لها: "ماتزعليش مافيش مشكلة لسه قدامنا وقت".
نموذج "شيماء" لم يكن الوحيد بين نماذج نساء الصعيد وبعد وقت قصير أطلت نماذج أخرى لاتقل قوة وشراسة عن شيماء في مجابهة الظروف".
مها محمود التي تنحدر من قرية "إبليج" محافظة الفيوم جاءت مقاومة لاحزانها رغم وفاة والدها قبل بدء البرنامج باسبوع لكنها قررت أن لاتتخلى عن الحلم وأن نجاحها هو مصدر فخر لوالدها الذي رحل قبل أن يشاهد بعينيه نجاح إبنته.
مها صاحبة مشروع لإنتاج المخصبات والتي تعمل على تصنيع مخصبات وأسمدة زراعية من مواد طبيعية التي جاءت من مسافة طويلة وبمشاعر مختلطة مابين الحزن على رحيل الاب وملامح الارهاق إلا أن إتسامة الامل ورسالة القوة كانت العنوان الابرز".
مها قالت: "شغلي ده أكل عيشي وحلمي وهفضل ماسكة فيه وعمري ما هسيبه.
ورغم أن السيدة في الصعيد بحكم الموروثات الثقافية دورها فقط هو رعاية زوجها وأولادها ألا أن زوجها لم يطلب منها يوماً أن تتخلى عن حلمعا والذي شاركها فيه".
حصلت مها على كارت الفرصة الذهبية من لجنة تحكيم التصفيات وجائت حيثيات القرار بأنها سيدة مثابرة وتملك مواصفات الاجتهاد ومقومات النجاح كرائدة أعمال.
أما هناء محمد صيدلانية من بني سويف فقد وضعت يدها في فكرتها على أهم المشكلات التي تواجه قطاع الدواء في الاونة الاخيرة وهي تقليل الفجوة بين المخازن والصيدلات وصولاً للمستهلك للقضاء على ظاهرة " الدواء ناقص" رغم عدم وجود أزمة في كثير من الصنوف.
هناء دشنت تطبيق إلكتروني تحت إسم "هتلاقي دواك" يقلل الفجوة بين الطبيب الصيدلي وبين المخازن والمستهلك ورغم إشادة لجنة تحكيم التصفيات بالفكرة وانها تتناول مشكلة حقيقية موجودة في سوق الادوية على وجه الخصوص إلا أن الفكرة تحتاج " لفرصة تانية " لتحديد المشكلة وعلاجها قد تكتمل في الموسم القادم".
يذكر أن برنامج الفرصة ، في ثاني حلقات الموسم الجديد للبرنامج المذاع على قناة ON، التصفيات الأولى بين المتسابقين من محافظة الدقهلية ومدن الدلتا والقناة الذين عرضوا مشروعاتهم على لجنة التحكيم.
بينما استقبل البرنامج في ثالث حلقات البرنامج أفكار ومشروعات الشركات الناشئة من عروس الصعيد محافظة المنيا ومحافظات الصعيد.
جدير بالذكر أن التسابق يتم في البرنامج على مرحلتين بلجنتين تحكيم مختلفتين، المرحلة الأولى وهي مرحلة التصفيات الأولية وهي المرحلة التي سيشاهد فيها الجمهور مئات من مؤسسي الشركات الناشئة يواجهون لجنة تحكيم التصفيات والتي ستعطيهم إما "فرصة" فيعبروا للمرحلة التالية أو تقول لهم "فرصة تانية" وهذا يعني أنهم سيغادرون المسابقة حتى يطوروا من مشروعاتهم ويمكنهم العودة مرة أخرى في الموسم التالي.
المرحلة الأولى وهي مرحلة التصفيات الأولية وهي المرحلة التي سيشاهد فيها الجمهور مئات من مؤسسي الشركات الناشئة يواجهون لجنة تحكيم التصفيات التي تعطيهم إما فرصة فيعبروا للمرحلة التالية أو تقول لهم فرصة تانية، وهذا يعني أنهم سيغادرون المسابقة حتى يطوروا من مشروعاتهم ويمكنهم العودة مرة أخرى في الموسم التالي.
تنتهي المرحلة الأولى باختيار أقوى 30 شركة ناشئة، منها 5 شركات وصلت مباشرة بالفرصة الذهبية، أما المرحلة التالية هي مرحلة الحلقات التسابقية في الأستوديو، التي تديرها لميس الحديدي وسيتسابق فيها كل حلقة 3 مشروعات أمام لجنة تحكيم مختلفة سيتم الإعلان عن أعضائها قريبًا.