دراسة حديثة: الحليب أكثر ترطيبا للجسم من الماء
الخميس، 22 يونيو 2023 12:00 ص
كشفت دراسة حديثة أن الجسم يمكن أن يحصل على ترطيب بشكل أفضل عند تناول الحليب مقارنة بالماء، وحسب ما ذكره موقع Citizen Digital فقد تبين أن الماء على عكس الشائع لا يحتل المرتبة الأولى فى الترطيب، حيث توصل باحثون فى كلية طب جامعة سانت أندروز فى أسكتلندا إلى أن الماء يقوم بعمل جيد فى ترطيب الجسم بسرعة، إلا أن المشروبات التى تحتوى على القليل من السكر أو الدهون أو البروتين تؤدي وظيفة أفضل فى إبقاء جسم الإنسان رطبا لفترة أطول.
وكشف الباحث فى كلية سانت أندروز للطب رونالد موجان أن سبب استجابة جسم الإنسان للمشروبات تعود لحجم المشروب، فكلما شرب مزيداً زادت سرعة إفراغ الشراب من المعدة وامتصاصه فى مجرى الدم، وبالتالى يخفف سوائل الجسم ويمنحه الترطيب المناسب.
الحليب أكثر ترطيبا من الماء
وأضاف موجان أن العامل الآخر الذى يؤثر على مدى ارتباط الماء المتبلور فى المشروبات هو المغذيات التى يحتوى عليها.
وتبين أن الحليب أكثر ترطيبًا من الماء العادى، لأنه يحتوى على سكر اللاكتوز وبعض البروتينات والدهون، والتى تساعد جميعها على إبطاء إفراغ السوائل من المعدة والحفاظ على الترطيب لفترة أطول، كما يحتوى الحليب على الصوديوم، الذى يعمل مثل الإسفنج ويحتفظ بالماء فى الجسم، ويؤدى إلى إنتاج كمية أقل من البول.
وينطبق الأمر نفسه على محاليل معالجة الجفاف عن طريق الفم والتى تستخدم لعلاج الإسهال، بسبب مكوناتها من كميات صغيرة من السكر، وكذلك الصوديوم والبوتاسيوم، والتى يمكن أن تساعد أيضا فى تعزيز احتباس الماء فى الجسم.
بدورها أوضحت أخصائية التغذية والمتحدثة باسم الأكاديمية الأمريكية للتغذية ميليسا ماجومدار أن الإلكتروليتات مثل الصوديوم والبوتاسيوم تساهم فى تحسين الترطيب، بينما تؤدى السعرات الحرارية فى المشروبات إلى إفراغ المعدة بشكل أبطأ، وبالتالى تباطؤ عملية التبول، لكن فى الوقت نفسه، يصبح الأمر صعبا حال تناول المشروبات التي تحتوي على سكريات أكثر تركيزا، مثل عصائر الفاكهة أو المشروبات الغازية، حيث لا تكون بالضرورة مرطبة.
ويرجع السبب بأن تلك المشروبات السكرية والغازية تبقى لوقت أطول في المعدة ويتم إفراغها ببطء أكثر مقارنة بالماء العادي، لكن بمجرد دخولها إلى الأمعاء الدقيقة، يتم تخفيف تركيزها العالي من السكريات أثناء عملية فسيولوجية تسمى التناضح.
كما تؤدي عملية التناضح إلى سحب الماء من الجسم إلى الأمعاء الدقيقة لتخفيف السكريات التي تحتويها هذه المشروبات، ومن الناحية الفنية، فإن أي عناصر داخل الأمعاء تصبح خارج الجسم خلال فترة وجيزة.
وأوضحت ماجومدار أن العصائر والصودا ليست أقل ترطيبا فحسب، بل توفر أيضا سكريات وسعرات حرارية إضافية لكن لا تمنح شعورا بالشبع بقدر الأطعمة الصلبة، ناصحة بأنه إذا كان الاختيار بين الصودا والماء للترطيب، فإن الخيار المثالي في كل مرة سيكون شرب الماء، خاصة أن الكلى والكبد تعتمدان على الماء للتخلص من السموم في جسم الإنسان، كما يلعب الماء دورًا رئيسيًا في الحفاظ على مرونة البشرة وليونتها.
فوائد الترطيب
يشار إلى أن الحفاظ على رطوبة الجسم أمر مهم، لأنه يحافظ على تليين المفاصل ويساعد على منع العدوى ويحمل المغذيات إلى خلايا الجسم.
فإذا كان الشخص يشعر بالعطش، فإن جسده سيخبره بشرب المزيد، لكن في حالة الرياضيين، الذين يتدربون بجدية في ظروف دافئة مع فقدان شديد للعرق، أو لشخص قد تتأثر وظيفته الإدراكية سلبًا من خلال العمل لساعات طويلة دون استراحات لتناول المشروبات، فإن الترطيب يصبح مشكلة حرجة.
وبحسب نتائج الدراسة فإن تناول كوب عادى من القهوة يحتوى على نحو 80 ملليجرام من الكافيين سيكون مرطبا تماما مثل الماء، إلى جانب ذلك يمكن أن يؤدي استهلاك أكثر من 300 مغم من الكافيين، أو نحو 2-4 أكواب من القهوة، إلى فقدان السوائل الزائدة لأن الكافيين يسبب تأثيرا خفيفا قصير المدى مدر للبول.
وينصح موجان بإضافة ملعقة كبيرة أو اثنتين من الحليب إلى كوب القهوة لتقليل الآثار السلبية على الترطيب.